نوري عيسى- شنكال/ايزدينا
اختلفت آراء الشارع الإيزيدي حول إعلان وزارة الثقافة العراقية عن إدراج معبد لالش المقدس على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي التي تعتزم الوزارة تقديمها إلى منظمة اليونسكو من أجل ضمها إلى لائحة التراث العالمي إلى جانب مواقع أثرية وتراثية وطبيعية أخرى.
ويعد معبد لالش مقراً للمجلس الروحاني للإيزيديين في العالم، وهو موقع مقدس لدى الإيزيديين يقع في منطقة جبلية بقضاء شيخان حوالي 60 كم شمال غرب مدينة الموصل في شمال العراق.
إعلان وزارة الثقافة قوبل بالاستياء من قبل بعض الإيزيديين الذين يرون أنها خطوة سلبية تهدف لرفع القداسة والمكانة الدينية عن لالش، حيث قال الرئيس السابق للحركة الإيزيدية من أجل الاصلاح والتقدم أمين فرحان جيجو عبر صفحته على الفيسبوك "إن هناك جهات حاولت وتحاول بطرق مختلفة القضاء على الديانة الإيزيدية من خلال رفع المكانة المقدسة عن معبد لالش"، مضيفاً "أنه لم يرى أي من المراقد والأماكن المقدسة للديانات الأخرى في قائمة التراث العالمي".
بدوره أكد الشاب خيري سليمان لموقع ايزدينا أن "التراث الثقافي والحضاري المتمثل بالمعالم الأثرية توضع في قائمة مواقع التراث العالمي وتكون غالباً لشعوب أو أقوام غابرة"، لافتاً إلى أن عبارة الشعوب الغابرة أو الشعوب المندثرة ليس معيار للاختيار من قبل منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة".
وأوضح سليمان أن "هناك معايير أخرى للاختيار تتضمن أن يكون الموقع الأثري شهادة فريدة من نوعها أو على الأقل استثنائية لتقليد ثقافي لحضارة قائمة أو مندثرة"، لافتاً إلى أن "الاندثار لحضارة ما ليس معياراً للاختيار كم ذهب إليه الأستاذ أمين فرحان جيجو".
وأضاف سليمان أن "اختيار موقع أو معلم على قائمة التراث هدفه الحفاظ على ثقافة ما أو معلم ما من الاندثار".
من جهته أكد الفاعل المدني والخلمتكار في معبد لالش، ديار الختاري لموقع ايزدينا أن " إيجابيات محاولة منظمة اليونسكو العالمية بضم معبد لالش النوراني إلى لائحة حماية التراث العالمي أكثر من سلبياتها، كون المعبد سيكون تحت حماية أممية من ناحية الحفاظ على معالمها التاريخية والدينية والطبيعية".
وأضاف الختاري أنه "المخاوف التي نشرتها بعض الجهات خشية من الالتزامات المترتبة في حال تم إدخالها في لائحة التراث العالمي غير دقيقة، لأنه سيكون هنالك لجنة تنسيقية بين الجهتين الإيزيدية والأممية وستسجل اللجنة المعبد كملك لأبناء هذه الديانة بوثائق حسب أعراف وقوانين دولية".
وأشار الختاري أنهم ناشدوا الحكومة العراقية بالسعي إلى تحقيق هذا المطلب, مؤكداً أن هذه المبادرة لصالح الإيزيدية، حيث لن يتجرأ أحد على مهاجمة معبد لالش النوراني كما حدث في العقود الماضية إبان الإبادات الجماعية الإيزيدية من قبل الدولة العثمانية بمختلف مراحلها.
الجدير بالذكر أن وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور عبد الأمير الحمداني أعلن في الأول من شهر آذار/ مارس عن إضافة معبد لالش إلى اللائحة التمهيدية للتراث العالمي التي تعتزم الوزارة تقديمها إلى منظمة اليونسكو إلى جانب مواقع أثرية وتراثية وطبيعية بغية الحصول على موافقة المنظمة الدولية على ضمها إلى لائحة التراث العالمي، ضمن مشروع ثقافي وسياحي وآثاري هو الأوسع من نوعه في تاريخ العراق.
التعليقات