![]() |
مسلحون في عفرين أثناء سرقة ممتلكات المدنيين- مصدر الصورة: AFP |
نجم الدين خليل-حلب/ ايزدينا
أصدرت شبكة الصحفيين الكُرد السوريين تقريرها السنوي في الأول من شهر كانون الثاني/ يناير الجاري، حول استيلاء مسلحي المعارضة السورية على منازل الإعلاميين المهجّرين من مدن عفرين وسري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض بعد احتلالها من قبل تركيا وفصائل المعارضة السورية الموالية لها.
ووثق التقرير السنوي للشبكة استيلاء مسلحي ما يعرف باسم "الجيش الوطني السوري" وعائلاتهم على منازل نحو 50 إعلامياً في المدن الثلاثة منها 13 منزلاً لإعلاميين من مدينة عفرين.
يقول الصحفي الكردي نورهات حسن، والذي كان محرراً في وكالة أنباء "هاوار، إن فصيل "فيلق الشام الإسلامي" استولى على منزله في قرية برج حيدر التابعة لناحية شيراوا 19 كم جنوب شرقي عفرين.
![]() |
الصحفي الكردي نورهات حسن |
ويوضح حسن أنه نزح مع عائلته من القرية لإدراكه أن المسلحين القادمين مع الجيش التركي سيمارسون انتهاك بحقهم، منوهاً أنه تابع ما حصل للمدنيين الذين تم احتلال قراهم من قبل المسلحين.
ويقيم حسن مع عائلته في مدينة قامشلو/ القامشلي حيث يعمل كـصحفي مستقل.
ويضيف حسن أنه لو بقي في القرية لكان مصيره هو القتل أو السجن، لأنه المسلحين كانوا يعتبرون كل من يعمل إعلامياً هو تابعاً لحزب الاتحاد الديمقراطي حتى لو كان مستقلاً وغير منضم لأي حزب سياسي.
ويشير حسن أن المسلحين استولوا على أشجارهم وأراضيهم في القرية بعد الاستيلاء على منزلهم وسرقة أثاثه وبيعه.
ويضيف حسن أن أملاكهم باتت مباحة للمسلحين بعد احتلالهم لقريته.
ويؤكد حسن تعرضه للتهديد بالقتل عدة مرات على رقم هاتفه، وأن من هددوه قالوا إنهم سينالون منه في قامشلو/ القامشلي والحسكة، ما اضطره لتغيير رقم هاتفه المحمول عدة مرات.
وكان مسلحو المعارضة السورية والقوات التركية احتلوا قرية برج حيدر في 22 آذار/ مارس 2018.
بدورها تقول الإعلامية الكردية مزكين كورسيه والتي كانت تعمل كمذيعة في فضائية "روناهي" إن الصحفيين والإعلاميين كانوا في مقدمة من استهدفتهم مسلحي المعارضة السورية والجيش التركي إبان هجومهم على مدينة عفرين في 20 كانون الثاني/ يناير 2018 بسبب مواكبتهم الأحداث الجارية آنذاك طيلة 58 يوماً من الحرب وتوثيقهم لمجمل الجرائم والانتهاكات القانونية التي طالت المدنيين من أبناء المنطقة.
![]() |
الإعلامية الكردية مزكين كورسيه |
وتضيف كورسيه أن الإعلاميين والصحفيين اضطروا لمغادرة المدينة قبيل احتلالها خشية منهم على حياتهم من انتهاكات وممارسات مسلحي ما يسمى "الجيش الوطني السوري".
وتقيم الإعلامية مزكين كورسيه في مدينة قامشلو/ القامشلي بعد نزوحها من مدينتها عفرين.
وتوضح كورسيه أن المسلحين استولوا على منزلها الكائن في حي الأشرفية بمدينة عفرين، حيث تقطن فيها عائلة تنحدر من مدينة إعزاز المتاخمة لعفرين بهدف الانتقام منهم بسبب عملهم الإعلامي بحسب تعبيرها.
وتشير كورسيه أن المسلحين سرقوا كامل أثاث منزلها من أدوات كهربائية وفراش وغرفة جلوس وغرفة نوم وأدوات المبطخ وغيرها.
وتضيف كورسيه أن عائلتها كانت قد جهزت منزلهم بكامل متطلباته قبل بدء الهجوم التركي بعام واحد فقط، لافتة إلى ما سرق من أثاث منزلهم يبلغ قيمته نحو خمسة آلاف دولار كأقل تقدير.
وتقول الإعلامية الكردية أن المسلحين والعائلة التي استولت على منزلهم سرقوا أيضاً أثاث منزل أحد أقربائهم من الذين استقروا في منزلهم بعد عدة رحلات نزوح من القرية إلى المدينة أثناء الهجوم التركي على المنطقة.
وتشير كورسيه أنه أقرباء لهم حاولوا الحفاظ على ممتلكاتهم لكن العائلة التي استولت على المنزل هددتهم بإخبار الفصائل المسلحة بأنهم من أقرباء وعائلات الإعلاميين، ما أدى لقيام العائلة بنهب كامل محتويات منزلهم.
![]() |
صورة تثبت استيلاء المسلحين على منازل المدنيين- مصدر الصورة: مواقع التواصل الاجتماعي |
يذكر أن الجيش التركي ومسلحي مايسمى الجيش الوطني السوري سيطروا على مدينة عفرين المركز بتاريخ 18 آذار/مارس 2018 وذلك بعد مواجهات واشتباكات عنيفة بينهم وبين وحدات حماية الشعب والمرأة واستخدام تركيا السلاح الجوي ضد الأهداف المدنية.
الجدير بالذكر أن شبكة الصحفيين الكُرد السوريين أصدرت تقريرها السنوي تحت عنوان "التهجير القسري والاستيلاء على ممتلكات الصحفيين على رأس الانتهاكات لعام 2020" وأوردت فيه أسماء الصحفيين الذين استولت فصائل "الجيش الوطني" على منازلهم وممتلكاتهم في مدن سري كانيه/ رأس العين, وكري سبي/ تل أبيض، وعفرين.
التعليقات