فادي الأسود-إدلب/ ايزدينا
عادت قضية متزعم إحدى الفصائل السورية المسلحة الموالية لقوات الاحتلال التركي، المدعو محمد الجاسم والمعروف باسم (أبو عمشة) إلى الواجهة من جديد، بعد انتشار فضيحة سرقته لمبالغ كبيرة من رواتب عناصره الذين شاركوا في الحرب الليبية بدعم وتمويل تركي.
وكشف صهر "أبو عمشة" معلومات جديدة في تصريحات له عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي تضمنت تورط "أبو عمشة" بتعذيب وقتل المعارضين له في السجون، وفرض دفع مبلغ مليون دولار أمريكي عليه من قبل" أبو عمشة" مقابل إطلاق سراحه، وغيرها العديد من قضايا الفساد ومواضيع أخرى تتعلق بانتهاكات "أبو عمشة".
يقول عبد الغفور العمر، وهو صهر المدعو "أبو عمشة" قائد فصيل "فرقة السلطان سليمان شاه" المعروف أيضاً بفصيل "العمشات"، في الفيديو الذي انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه اعتقل في ليبيا وتعرض للضرب والتعذيب من قبل عناصر فصيل "أبو عمشة" وبأمر منه، وتم إجباره على طلاق زوجته، ليقوم "أبو عمشة" بتزويجها من أحد المقربين منه بعد عشرة أيام من الطلاق.
وأضاف العمر أن "أبو عمشة" قام بتصفية وقتل قيادي في فصيله داخل السجن وهو المدعو "زهير أمنية" وذلك بعد أن أعلن عن نيته ترك الفصيل والانشقاق عنه، مشيراً إلى أن سبب تصفيته يعود لامتلاك الأخير معلومات خطيرة تكشف حجم الفساد في الفصيل.
وتابع العمر أن "أبو عمشة" وبسبب الخوف من فضحه، أمر بتصفية "زهير أمنية"، حيث قام شقيق "أبو عمشة" المدعو "سيف العمشة" بقتله، حيث يعتبر شقيق "أبو عمشة" أحد أبرز رؤوس الفساد في منطقة ريف حلب الشمالي الواقعة تحت سيطرة فصائل "الجيش الوطني السوري" المدعوم من قبل قوات الاحتلال التركي.
تصفية أربعة عناصر أكراد
ولفت العمر أن المدعو "سيف العمشة" قتل أربعة عناصر من الكرد الذين كانوا ضمن فصيل "فرقة السلطان سليمان شاه" وتم تصفيتهم بشكل سري ودفنهم بحفرة واحد قرب قرية قره متلق/ الخزفية 3 كم غربي ناحية شيه/ شيخ الحديد بريف عفرين المحتلة.
وأشار العمر إلى أنه بعد وصول تسريبات عن هذه الحادثة للسلطات التركية، أمرت الأخيرة بفتح تحقيق في هذه القضية، وحينها قام المدعو "سيف العمشة" بإعادة استخراج الجثث من مكانها ودفنها في مكان مجهول مخافة كشفه.
وتحدث العمر أيضاً عن قيام المدعو "أبو عمشة" بتصفية قيادي آخر يدعى "حازم زينو" داخل أحد السجون.
وكشفت مصدر مطلع، لموقع ايزدينا، أن هناك حالة من التخبط والتوتر داخل فصيل "فرقة السلطان سليمان شاه" بعد الفضائح التي كشفها صهر "أبو عمشة"، إضافة إلى حالة من الخوف بين قيادات الفصيل وعلى رأسهم متزعمه "أبو عمشة" الذي شدد الحراسة على منزله وقلل من تنقلاته في منطقة "الشيخ حديد" بريف عفرين المحتلة، والتي تعتبر المعقل الأساسي له، كما أمر بإطلاق سراح العديد من السجناء لاسيما عناصر الفصيل الذين تم اعتقالهم بتهم مختلفة.
سرقة مليوني دولار أمريكي من العناصر
وأضافت المصدر ذاته، أن اتصالات جرت بين قيادة قوات الاحتلال التركي والمدعو "أبو عمشة"، حيث أوعزت سلطات الاحتلال إليه لإعادة حقوق العناصر الذين سرق رواتبهم الشهرية مقابل القتال في ليبيا، حيث يقدر المبلغ لكل عنصر بنحو 2000 دولار أمريكي، ويقدر عدد العناصر الذين سرق منهم الرواتب أكثر من 1000 عنصر.
إلى ذلك أفاد الناشط الحقوقي مراد العمر وهو من سكان ريف إدلب الشمالي، لموقع ايزدينا، أن الفضائح الأخيرة التي هزت فصيل" فرقة السلطان سليمان شاه" ومتزعمه "أبو عمشة" كانت متوقعة، لأن "أبو عمشة" له تاريخ حافل بالإجرام والفساد، وكان لابد من أن يأتي أحد المقربين منه ويكشف هذه الفضائح رغم أن هناك انتهاكات وفظائع أكبر من ما تم الكشف عتها.
وأضاف الناشط الحقوقي أن "أبو عمشة" كان يستمد قوته من قمع المعارضين له وإذلال المدنيين بقوة السلاح، وأن كل ذلك كان ولا يزال يجري بضوء أخضر تركي، التي تعلم كل ما يفعله ضمن مناطق سيطرته، لكنها تتغاضى عن ذلك لهدف وغاية تريدها منه.
ولا يستبعد العمر أن تتخلى تركيا عن قائد فصيل "فرقة السلطان سليمان شاه" المدعو "أبو عمشة" في الفترة القادمة، وأن تدبر قتله أو اعتقاله بقضايا فساد وتجرّده من جميع أمواله وممتلكاته التي باتت تقدر بملايين الدولارات.
وبحسب العمر فإن "أبو عمشة" شيّد أكثر من 40 مشروع استثماري في منطقة "الشيخ حديد" بريف عفرين المحتلة في النصف الأول من عام 2021 فقط، فضلاً عن امتلاكه مبالغ طائلة في بنوك تركيا.
غموض يلف قضية صهر "أبو عمشة"
ويوضح العمر، أن هناك غموض كبير يلف قضية خلافه مع صهره وسبب اعتقاله له، مشيراً إلى أن مطالبة "أبو عمشة" لصهره بمبلغ مليون دولار أمريكي، تدل على تورط صهره أيضاً بقضايا فساد وسرقات.
ويضيف الناشط الحقوقي أن تركيا أوعزت بتشكيل لجنة قضائية للتحقيق بالقضايا التي أثارها صهر "أبو عمشة"، وأن هناك أنباء شبه مؤكدة عن اعتقال شقيقه المدعو "سيف العمشة" وتسليمه للقضاء، للتحقيق معه حول التهم الموجهة له ومن بينها تصفيته لعناصر أكراد والعديد من القضايا الأخرى.
ويقول العمر إن هناك إشارات عديدة تدل على قرب نهاية هذا الفصيل وقائده الذي عاث فساداً في مناطق نفوذه، حيق قام بتشريد وطرد السكان الأصليين من منازلهم وممتلكاتهم والاستيلاء عليها، وزج الكثير منهم في السجون، واضطهد من تبقى منهم، كما كانت معاملته سيئة حتى مع مواليه وعناصره ضمن فصيله، وتورط بالكثير من قضايا الفساد، وأنه مجرد ورقة بيد تركيا؛ ستنتهي صلاحيتها قريباً.
يذكر أن فصيل "فرقة السلطان سليمان شاه" يعتبر من أبرز الفصائل التي شاركت بالقتال في ليبيا وأذربيجان بدعم وتمويل تركي، حيث كان للفصيل الحصة الأكبر من إرسال العناصر للقتال برواتب تتراوح بين 1000 و2500 دولار أمريكي، إلا أن هناك أكثر من 1000 عنصر تعرض للنصب والاحتيال من قبل متزعم الفصيل "أبو عمشة" وبعض القيادات الأخرى في الفصيل، حيث تم تسليم قسم من رواتب العناصر لهم في ليبيا على أن يتم تسليم الدفعات الباقية بعد عودتهم، لكن الفصيل بدء بالتملص من دفع رواتب العناصر.
الجدير بالذكر أن "محمد الجاسم" الملقب بـ "أبو عمشة" ينحدر من منطقة ريف حماة الغربي، وكان يعمل قبل بداية الأحداث في سوريا بمهنة قيادة تركس زراعي حيث كان ينقل الأتربة لتسوية الأراضي، ومع بداية تشكيل الفصائل العسكرية انضم لفصيل "جبهة ثوار سوريا" بقيادة "جمال معروف"، ثم تفرد بقيادة فصيل اطلق عليه اسم" لواء خط النار" في منطقة ريف حماة، لتقوم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) بقتاله وإنهاء تواجد فصيله بشكل كامل، ما دفعه للهروب إلى تركيا، ثم عاد بدعم من تركيا أثناء معاركها ضد "قوات سوريا الديمقراطية" وشكل فصيله الحالي "فرقة السلطان سليمان شاه" الذي يعتبر من أبرز فصائل "الجيش الوطني السوري" ويتخذ من ناحية شيه/ الشيخ حديد بريف عفرين المحتلة معقلاً أساسياً له.
التعليقات