نادر سليمان-عفرين/ ايزدينا
تستمر فصائل المعارضة السورية الموالية لقوات الاحتلال التركي بسجن امرأة إيزيدية رغم مرور قرابة خمسة أشهر على اعتقالها تعسفياً في قرية تابعة لناحية شيراوا بريف عفرين المحتلة.
وحصل فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين على معلومات تفيد بأن السيدة آرين دلي حسن (22 عاماً)، لا تزال موجودة حتى الآن في سجن عفرين المركزي المعروف باسم سجن مورته/ معراته 2 كم غربي مدينة عفرين المحتلة، رغم استكمال ذويها الإجراءات القانونية لإخلاء سبيلها.
وأوضح الفريق أنه كان من المفترض إخلاء سبيل السيدة الإيزيدية قبل أكثر من أسبوعين، ولكن بحجة انشغال النائب العام وغيابه لا تزال معتقلة حتى الآن.
المنزل الذي اختطفت منه السيدة الإيزيدية |
وأضاف الفريق أن ذوي السيدة الإيزيدية دفعوا في الخامس من شهر شباط/ فبراير الجاري ، مبلغ 3530 ليرة تركية (ما يعادل 942 ألف ليرة سورية) إلى صندوق المحكمة المدنية التابعة لقوات الاحتلال التركي في مدينة عفرين ككفالة لإخلاء سبيلها، ولكن إخلاء السبيل لم ينفذ بحجة أن النائب العام في إجازة، وأن السيدة الإيزيدية ستبقى قيد الاعتقال إلى حين عودة النائب من إجازته.
وأوضح فريق الرصد أنه كان يجب إطلاق سراح السيدة الإيزيدية فور دفع المحامي الموكل بالدفاع عنها للكفالة المالية.
وكان فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين، قد حصل على معلومات حصرية تم نشرها في تقرير سابق تفيد بأن آرين دلي حسن، تم إسعافها بتاريخ 19 كانون الأول/ ديسمبر 2021 إلى مشفى عفرين العسكري "مشفى الشهيد فرزندا العسكري سابقاً" في مدينة عفرين المحتلة وتم إجراء عملية قيصرية لها فور وصولها إلى المشفى، حيث تبين بأن جنينها فارق الحياة منذ عدة أيام.
المنزل الذي اختطفت منه السيدة الإيزيدية |
كما أضاف الفريق آنذاك أن إدارة "الشرطة المدنية" قامت في اليوم التالي من دخول آرين المشفى، بإخبار زوجها للحضور إلى المشفى واستلام جثة طفلته، كما بقيت المعتقلة الإيزيدية في المشفى لمدة ثلاثة أيام، بسبب سوء وضعها الصحي والنفسي بعد إجهاضها، حيث أكد مصادر خاصة لفريق الرصد بأن السيدة آرين أجهضت، نتيجة سوء التغذية وتعرضها للتعذيب النفسي والجسدي على يد مسلحي "الشرطة المدنية" أثناء فترة اعتقالها.
وكانت دورية تابعة لمسلحي "الأمن السياسي" رفقة مسلحي "فرقة الحمزة" التابعة لما يسمى "الجيش الوطني السوري"، اعتقلت السيدة الإيزيدية آرين دلي حسن (22 عاماً) من منزلها في قرية كيمار الإيزيدية 10 كم جنوبي مدينة عفرين المحتلة في 16 أيلول/ سبتمبر 2021، وتم اقتيادها إلى سجن "الأمن السياسي" في مدينة عفرين المحتلة، ومن ثم تم تحويلها إلى سجن عفرين المركزي المعروف باسم سجن مورته/ معراته في الجناح الخاضع لما يسمى"الشرطة المدنية".
وكان فريق الرصد وثق اعتقال آرين حسن آنذاك، حيث أكدت أن مجموعة تابعة للمدعو "أبو جابر الحمزات" هي المسؤولة بشكل مباشر عن اعتقالها، كما قامت المجموعة باعتقال اثنين من إخوة آرين، وتم اطلاق سراحهما بعد ثلاثة ساعات من اعتقالهما.
وأشار الفريق أن مسلحي "فرقة الحمزة" صادروا أجهزة الموبايل الخاصة بآرين وإخوتها ولم يعيدها لهم رغم إطلاق سراح إخوتها.
وأطلق مسلحو "الشرطة العسكرية" سراح الشابة آرين في 23 كانون الأول/ ديسمبر 2020 بعد دفعها كفالة مالية قدرها ألف ليرة تركية (أي ما يعادل 413 ألف ليرة سورية آنذاك) لمحكمة سلطات الاحتلال التركي في عفرين المحتلة، حيث تم إخلاء سبيلها آنذاك من سجن مورته/ معراته" بعد تنقلها بين عدة سجون في مدن عفرين والباب وإعزاز المحتلة برفقة مجموعة فتيات أُخريات، ليتم اعتقالها لمرة ثانية بتاريخ 16 أيلول/ سبتمبر 2021.
وتعرف ذوو الشابة آرين دلي حسن عليها من بين النساء والفتيات التي انتشر مقطع فيديو مصور لهن على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء اقتحام مسلحي "جيش الإسلام وأحرار الشام" للمقر الأمني الرئيسي لفرقة "الحمزة" في 28 أيار/ مايو 2020 بمدينة عفرين المحتلة.
وكانت مجموعة عسكرية تابعة للمدعو "أبو شاهر الحمزات" في "فرقة الحمزة" اعتقلت الشابة آرين دلي حسن بشكل تسعفي في 27 شباط/ فبراير 2020 للمرة الأولى.
يذكر أن مضايقات فصائل المعارضة السورية المسلحة بحق أبناء المكون الديني الإيزيدي مستمرة منذ احتلال تركيا لمدينة عفرين بحسب تصريحات سكان محليين لفريق الرصد.
الجدير بالذكر أن عدد الإيزيديين في منطقة عفرين قبل احتلالها كان يقارب 35 ألف نسمة وفق إحصائيات غير رسمية، إلاَّ أنه ومنذ سيطرة قوات الاحتلال التركي ومسلحي المعارضة السورية الموالية لها على المنطقة في 18 آذار/ مارس 2018 لم يبقى فيها سوى أقل من ألف نسمة وفقاً لإحصاء سري قام به فريق ايزدينا في عام 2020.
التعليقات