نادر سليمان-عفرين/ ايزدينا
افتتحت مدرسة لتعليم الدين الإيزيدي في ريف عفرين المحتلة في الأول من شهر شباط/ فبراير الفائت، لتدريس الأطفال الإيزيديين تعاليم الدين الإيزيدي، إضافة لتدريس المنهاج الذي أصدره ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، إلى جانب تدريس اللغات الكردية والعربية والإنكليزية.
وأفاد فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين مدرسة تعليم الدين الإيزيدي افتتحت في قرية برج عبدالو/ برج عبدالله 11 كم جنوبي مدينة عفرين المحتلة.
وقال الفريق إن المدرسة افتتحت برعاية سلطات الاحتلال التركي وسط رفض من قبل الإيزيديين المقيمين داخل عفرين وخارجها بسبب مخاوفهم من تسيس دينهم.
وأضاف الفريق أنه يتم تدريس 32 طالبة وطالب من مختلف الأعمار في المدرسة حالياً، حيث يتم تدريسهم تعاليم الدين الإيزيدي.
وذكر الفريق أن مقر المدرسة هو منزل أحد المدنيين الإيزيديين، لافتاً إلى أن مُدرستين ومدرس يشرفون على تعليم الطلاب في المدرسة.
وأشار الفريق إلى أنه من المقرر أن يتم افتتاح مدرستين إضافيتين، الأولى في قرية قيبار/ الهوى 4 كم شرقي مدينة عفرين المحتلة، والثانية في قرية باصوفان 17 كم جنوب مدينة عفرين المحتلة.
والتقى فريق الرصد عدة عائلات إيزيدية تقيم في قرية برج عبدالو/ برج عبدالله، التي تم افتتاح المدرسة فيها، حيث أكد جميعهم أنهم يخشون من أدلجة الأطفال الإيزيديين وفقاً منهاج ديني مسيس، وخاصة أن الديانة الإيزيدية ليس لها منهاج تعليمي باستثناء منهاج الادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، والذي تم إعداده من قبل الايزيديين أنفسهم في السنوات الأخيرة من الحرب السورية بعد خروج مناطقهم من سيطرة النظام السوري الذي لم يسمح لهم بتدريس هذه المناهج.
وأكد فريق الرصد أن المدرسة لم تعتمد منهاج الدين الإيزيدي المعتمد في مناطق الإدارة الذاتية بل يتم الاعتماد في التعليم على دروس شفهية.
كما التقى فريق الرصد بعض الإيزيديين الذي أرسلوا أطفالهم إلى هذه المدرسة، حيث أكدوا أنه رغم تخوفهم من تسيس الدين في المدرسة، إلا أنهم لا يملكون أي خيارات أخرى تحمي أبنائهم من الحملات الدينية التي تجبرهم على اعتناق الدين الإسلامي والتي تقودها الفصائل العسكرية المتشددة التي تسيطر على المنطقة، وقالوا إن هذه المدرسة ستحمي أبنائهم من هذه الحملات.
وكانت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية (USCIRF) أوضحت في تقريرها السنوي الذي صدر في 28 نيسان/ أبريل 2020 "أن المنظمات الحقوقية وثقت قيام الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا بتدمير المواقع الدينية وإرغام الإيزيديين في منطقة عفرين على التحول إلى الدين الإسلامي".
وكانت منظمة ايزدينا وثقت عشرات حالات الاختطاف التي تعرض لها أبناء الديانة الإيزيدية في منطقة عفرين المحتلة، ناهيك عن قتل مدنيين إيزيديين بينهم عمر ممو الذي قُتل في 10 أيار/ مايو 2018، وفاطمة حمكي (66 عاماً) من قرية قطمة التي فقدت حياتها نتيجة إصابتها بعدة جروح جراء انفجار قنبلة يدوية أطلقت من قبل مجهولين على منزلها في القرية بتاريخ 26 حزيران/ يونيو 2018.
كما وثق فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا والذي يعمل بشكل سري داخل مدينة عفرين، قيام مجموعة سلفية بتاريخ 21 آذار/ مارس 2021 بزيارة منازل المدنيين الإيزيديين في قيبار/ الهوى 4 كم شرقي مدينة عفرين المحتلة، وإلقاء محاضرات دينية عليهم تدعوهم لاعتناق الدين الإسلامي، والعدول عن "عبادة النار" بحسب وصفهم، وذلك بطرق مختلفة من الترغيب تارة والترهيب والوعيد تارة أخرى، ووثق فريق الرصد آنذاك أسماء العائلات الإيزيدية التي أجبرت على نطق الشهادة "الإسلامية" من قبل المجموعة الدعوية التي استخدمت أسلوب الترهيب معهم، ولكن ايزدينا تحفظت على نشر الأسماء حفاظاً على حياة أفراد تلك العائلات.
التعليقات