نادر سليمان-عفرين/ ايزدينا
أقدم مسلحو المعارضة السورية الموالية لقوات الاحتلال التركي على قطع شجرة معمرة بريف مدينة عفرين المحتلة، ضمن سياسة تهدف إلى تدمير المزارات الدينية وحرق الأشجار المعمرة ذات المكانة الدينية لدى أبناء المنطقة الأصليين من مسلمين وإيزيديين.
وحصل فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في مدينة عفرين المحتلة على تفاصيل حصرية تفيد بقيام مسلحي فصيل "صقور الشمال" التابع لما يسمى "الجيش الوطني السوري"، بحرق شجرة لها مكانة دينية لدى سكان عفرين المحتلة، يوم الثلاثاء الفائت.
وأفاد فريق الرصد أن المسلحين قاموا في الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الثلاثاء الفائت 22 آذار/ مارس الجاري، بتفجير شجرة الأمنيات أو ما تعرف باسم "شجرة الشيخ علي" والواقعة قرب قرية كمروك/ الجمركية 12 كم غربي مدينة عفرين المحتلة.
وأوضح الفريق أن المسلحين قدموا بعد تفجيرهم للشجرة بحوالي الساعة تقريباً إلى المكان وادعوا أنّ هذا الفعل من أعمال خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي كون الشجرة مباركة لدى أبناء المنطقة، حيث كان يقوم عناصر التنظيم الإرهابي بتدمير المزارات والأشجار ذات الرمزية الدينية.
وأضاف الفريق أن المسلحين نقلوا حطب الشجرة إلى إحدى مقراتهم العسكرية في قرية كمروك/ الجمركية لاستخدامها في التدفئة، في إشارة منهم للاستهزاء برمزية وقدسية الشجرة لدى أبناء منطقة عفرين المحتلة.
وأشار الفريق أن المسؤولان عن نقل الأجزاء المتبقية من الشجرة إلى المقر العسكري هما كل من "فواز البطوشي المعروف باسم صقر البطوشي والذي ينحدر من مدينة حلب، وأحمد كويان؛ وهما مسؤولان أمنيان في فصيل "صقور الشمال"، لمتزعمه حسن خيرية، الذي يسيطير على قرية كمروك/ الجمركية.
يذكر أن شجرة الأمنيات هي شجرة معمرة يُقدر عمرها بأكثر من 100 عام، ولها رمزية قُدسية لدى أبناء المنطقة وتسمى أيضاً بـ "شجرة الشيخ علي" نسبة لوقوعها ضمن أراضي ورثة الشيخ الراحل "شيخ علي" من أبناء قرية كمروك/ الجمركية.
الجدير بالذكر أن مسلحي ما يسمى "الجيش الوطني السوري" عمدوا منذ احتلالهم منطقة عفرين إلى تدمير المزارات الدينية وقطع الأشجار المعمرة ذات الرمزية الدينية لدى أبناء المنطقة وإهانتها، حيث تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بداية احتلال عفرين فيديو لمسلحين قرب قرية كفرجنة في مزار "قره جورنه"، المقدس لدى أبناء الديانة الإيزيدية، وهم يستهزؤون بالخيوط والأقمشة المعلقة على شجرة زيتون في المزار.
يشار إلى أن التشكيلات العسكرية التابعة لما يسمى "الجيش الوطني السوري" تضم عشرات مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث أكد فريق الرصد في تقارير سابقة وجود مسلحين سابقين لدى التنظيم انضموا لاحقاً إلى الفصائل العسكرية التابعة لما يسمى "الجيش الوطني السوري".
التعليقات