بدأت جمعية "الأيادي البيضاء" باستكمال المرحلة الثانية من مشروع بناء مستوطنة للنازحين ولذوي مسلحي "الجيش الوطني السوري" في قرية إيزيدية بريف عفرين المحتلة، بعد تهجير أغلب سكان القرية الأصليين.
ويقسم مشروع بناء المستوطنة إلى ثلاثة مراحل، تتضمن كل مرحلة قسمين، ففي المرحلة الأولى تم الانتهاء من تجهيز 96 شقة سكنية في القسم الأول، و128 شقة سكنية في القسم الثاني.
بينما تتضمن المرحلة الثانية، بناء 96 شقة سكنية في القسم الأول، وهي طور البناء، و128 شقة سكنية في القسم الثاني وهي طور البناء أيضاً.
كما يتضمن المشروع بناء 60 شقة سكنية في المرحلة الثالثة، حيث تم تحديد مكان البناء وسيتم البدء بالتجهيز مستقبلاً، بحيث يصبح مجموع الشقق التي سيتم بناؤها في المشروع 508 شقة سكنية.
وأفاد فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين أن جمعية "الأيادي البيضاء" هي من تقوم ببناء المشروع في المستوطنة التي تحمل اسم قرية "بسمة السكنية" وذلك بدعم مالي من "الجمعية الخيرية العالمية للتنمية والتطوير" الكويتية.
وأضاف الفريق أن المشروع في مرحلتيه الأولى والثانية تقام على أرض في قرية شاديره/ شيخ الدير الإيزيدية 16 كم جنوبي مدينة عفرين المحتلة.
وأشار الفريق أن الأرض التي تقام عليها المشروع تم استئجارها من المدني زياد حبيب لمدة خمسة سنوات قابلة للتجديد، وذلك بعد ضغوط وتهديدات تلقاه من المسلحين الذين يسيطرون على القرية.
وبحسب فريق الرصد فإن المرحلة الثانية من المشروع التي يتم بناؤها حالياً، تتضمن بناء 16 كتلة سكنية وفق نموذج المرحلة الأولى من المشروع، حيث تم حتى الآن الانتهاء من بناء 6 كتل سكنية، ومدرسة ومسجد، ولا تزال الجمعية مستمرة في استكمال المشروع والذي من المقرر الانتهاء منه نهاية العام الحالي.
وأضاف الفريق أن الجمعية سلمت خلال الشهر الحالي الشقق السكنية في القسم الثاني من المشروع الأول إلى أرامل عبر "منظمة آفاد" التركية والتي أحضرتهم من مختلف المخيمات في منطقة ريف حلب الشمالي ومنطقة إدلب، كما تم تسليم عشرات الشقق الأخرى لعوائل مسلحي ما يسمى "الجيش الوطني السوري".
وكانت جمعية "الأيادي البيضاء" افتتحت قرية "بسمة السكنية" في شهر تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2021 عبر بناء قسمين؛ الأول عبارة عن ثمانية كتل سكنية تضم 96 شقة سكنية بمساحة 45 متر مربع لكل شقة، إضافة لبناء مرافق عامة ومسجد ومدرسة ابتدائية حملت اسم "محمد ناصر الهاجري" ومركز صحي ومركز لإدارة القرية، حيث تم توطين نازحين من أرامل وأيتام إضافة لذوي مسلحي المعارضة السورية وخاصة "فيلق الشام" التابع لما يسمى "الجيش الوطني السوري" فيها، والثاني يضم 128 شقة سكنية بمساحة 45 متر مربع لكل شقة أيضاً، وتتألف من ثمانية كتل سكنية مكونة من أربعة طوابق، وكل طابق فيه أربعة شقق، إضافة لبناء مسجد ومدرسة ضمن القسم الثاني أيضاً.
ونوه الفريق أن جمعية "الأيادي البيضاء" والتي تُعرف عن نفسها بأنّها جمعية خيرية لديها 45 مؤسسة شريكة تدعم مشاريعها، ومنها "جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية الكويتية، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في دولة الكويت، الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، رحماء بينهم القطرية، بيت الزكاة الكويتي، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، جمعية الإصلاح ولجنة الأعمال الخيرية البحرينية، جمعية النجاة الخيرية الكويتية، حملة لشامنا ذخر وسند الكويتية".
وأكّد الفريق أنّ الجمعية جهزت أرض قرب قرية كعني دينكه/ العين المجنونة القريبة من قرية شاديره/ شيخ الدير، لبناء 60 شقة سكنية فيها، إضافة لمسجد ومدرسة ومرافق عامة وذلك في إطار تجهيزها للبدء في مرحلة ثالثة لاحقاً، حيث سيكون لعرب 48 الموجودين في فلسطين النسبة الكبرى من دعم المشروع مالياً.
يذكر أن فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا التقى بمجموعة من سكان قرية شاديره/ شيخ الدير الإيزيدية، والذين عبرّوا عن مخاوفهم من بناء القرية الاستيطانية وتوطين أعداد كبيرة من المستوطنين فيها، وبناء مسجد في قريتهم، الذي وصفوه بأنّه يساهم في تغيير التركيبة السكانية للقرية وتغيير ديمغرافيتها، حيث بقي من سكان القرية الإيزيدية حوالي 50 شخصاً فقط بعد أن كان عددهم يفوق 450 شخصاً قبل احتلالها من قبل قوات الاحتلال التركي وفصائل المعارضة السورية المسلحة الموالية لها في 18 آذار/ مارس 2018.
التعليقات