عقدت مؤسسة ايزدينا جلستها الحوارية الثالثة ضمن مشروع "زهرة الزيتون"، اليوم الثلاثاء، في مدينة قامشلو/ القامشلي، بحضور شخصيات دينية وقادة المجتمع المحلي في المنطقة.
وشارك في الجلسة الحوارية كل من "رئيس قسم الديانة المسيحية في جامعة "روج آفا" حنا صومي، وجيه عشيرة الطي محمد رشاد المغاور، وجيه عشيرة الشمر أحمد العاصي، وجيه عشيرة وليكا عبدالرحمن وليكا، مسؤول حزب المحافظين أكرم المحشوش، الباحث ورئيس مكتب الدراسات في حزب المحافظين حسن الحسن، الإعلامي في قناة اليوم فخري محمد، عضو منظمة اريدو خزامى صليبا، عضو منظمة اريدو شاميرام حنا، الباحث في تاريخ الأديان محمد سعيد صالح، عضو البيت الإيزيدي وعضو جمعية "نان" شمس الدين شمسو، المدير التنفيذي لجمعية "جيان" فخري إسماعيل، عضو جمعية "جيان" لقمان حمدي، عضو ملتقى الأديان بكري جعفر، الناشط السياسي المستقل حكمت محمد، القيادي في حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا فاضل موسى، الصحافية والناشطة النسوية أفين يوسف، عضو علاقات مجلس سوريا الديمقراطية الدكتور حسين عزام، عضو البيت الإيزيدي في شمال وشرق سوريا ولات منان إبراهيم، عضو المجلس الاجتماعي الأرمني نيرسيس قصابيان، عضو المجلس الاجتماعي الأرمني سيبتا كربو، عضو ملتقى الأديان والمعتقدات في جامعة " ميزوبوتاميا" عبد الرحمن بدرخان، الرئيسة المشتركة لمؤتمر الإسلام الديمقراطي دلال خليل.
وأدارت الجلسة الحوارية التي نظمت تحت عنوان (الوصول للدمج المجتمعي وتعزيز سبل العيش المشترك) الناشطة المدنية جنار سيدو.
وتناولت الجلسة الحوارية عدة محاور تضمنت لغة المخاطبة في الحياة الاجتماعية، والصور النمطية المكتسبة وأوجه الخلافات وإسقاطها على الحياة الاجتماعية، والنشاطات والمبادرات السلمية في المنطقة الهادفة لبناء الثقة بين جميع القاطنين دون النظر لهوياتهم الدينية والقومية، وآليات تفعيل دور القادة في المجتمع لتعزيز الدمج المجتمعي.
وقالت الصحافية والناشطة النسوية أفين يوسف، إن سبب نشر خطاب الكراهية يعود للسلطات الحاكمة والتمييز الذي تمارسه بحق الفئات المختلفة، الأمر الذي يولد نوع من الكراهية الضمنية، إضافة إلى أن القوانين والتشريعات مثل الدستور السوري لا تضمن حق جميع المكونات، كما أن الجندرية وحقوق المرأة غير كاملة في الدستور السوري.
وأضافت يوسف أن هذه التشريعات تتسبب بالتقوقع وغياب الدمج بين المجتمعات والأديان، لافتةً إلى أنه يمكن تفادي هذه الكراهية عن طريق قوانين دستورية تدعم وتحمي كل المكونات، وتضمن جميع الحقوق الثقافية والدينية لكل شعوب المنطقة.
بدوره قال عضو علاقات مجلس سوريا الديمقراطية "مسد" الدكتور حسين عزام إن خطاب الكراهية توسع بشكل مخيف بعد عام 2011 نتيجة عدة أسباب منها انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت بنشر خطاب الكراهية بجهد ووقت وإمكانيات أقل، لافتاً إلى أن سوريا تحولت إلى ساحة لتصفية الحسابات والتنافس على تمرير مشاريع اقتصادية وسياسية ما وفر إمكانيات ضخمة استخدم جلها في ترويج خطاب الكراهية.
وأضاف عزام أن هناك حاجة الى إعادة تقييم الجهود التي بذلت في التصدي لخطاب الكراهية، والعمل على تشكيل فريق سوري عابر للطوائف والأعراق والإيديولوجيات والاصطفافات السياسية، وتنظيم علاقات سوية بين الدولة ومواطنيها.
وأشار عزام إلى أن "مسد" تتواصل مع كافة مكونات المجتمع, حيث توجهت الى الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين والعشائر والأحزاب، لافتاً إلى الدور الفعال للعشائر خلال الأزمة السورية, والدور الكبير الذي تمارسه المنظمات عبر مشاركتها في صياغة العقد الاجتماعي، إضافة إلى الدور الفعال لاتحاد المثقفين.
من جهته لفت الشيخ عبدالرحمن بدرخان إلى أن خطاب الكراهية يشكل تهديداً للقيم الديمقراطية والاستقرار والسلم الاجتماعي، موضحاً أن السبب وراء هذا الخطاب هو النظرة الفوقية (عرقيًا، دينيًا، مكانيًا)، والحرمان من الحريات، وظهور التطرف الفكري والسياسي، وانتشار فكرة الأديان فوبيا، لافتاً إلى أن التصدي لخطاب الكراهية لا يعني تقييد حرية التعبير أو حظرها.
وأشار بدرخان إلى دور الأديان والمعتقدات في تبني خطاب الكراهية ونشرها أو الحد منها، حيث يمكن للدين أن يكون أساسًا للمجتمعات التي يسودها السلام والتعايش السلمي والتكافل المجتمعي.
بدوره قال مسؤول حزب المحافظين أكرم المحشوش، إن الأديان ليس لها علاقة بخطاب الكراهية، إنما سببها هو الجهل والأنظمة العميقة وغياب المناخ الديمقراطي والعادات والتقاليد الدخيلة.
وأضاف المحشوش أن الدور الأكبر يقع على عاتق رجال الدين وقادة المجتمعات والمربون إضافة إلى وسائل الإعلام ، لافتاً إلى وجود مسارين للعمل على الحد من خطاب الكراهية؛ أولها المسار التوعوي، والثاني هو المسار القانوني المتمثل في وضع قواعد لمعاقبة المشجعين على هذا الخطاب.
بدورها تحدثت ميسرة الجلسة جنار سيدو عن دور الإعلام وأهميته في تحقيق الاندماج المجتمعي, إضافة الى الحديث عن بعض العادات والتقاليد المتوارثة التي تؤثر سلبا على زيادة خطاب الكراهية، والتركيز على الصور النمطية المكتسبة لدى أفراد المجتمع.
وكانت مؤسسة ايزدينا عقدت جلستها الحوارية الأولى ضمن مشروع "زهرة الزيتون"، في السادس عشر من شهر أيار/ مايو الجاري، في مدينة قامشلو/ القامشلي، بحضور شابات وشباب ممثلين عن المكونات الدينية والقومية في المنطقة.
وعقدت مؤسسة ايزدينا جلستها الحوارية الثانية ضمن مشروع "زهرة الزيتون"، السبت الفائت, في مدينة قامشلو/ القامشلي, بحضور نساء يمثلن المكونات الدينية والقومية في المنطقة.
يذكر أن مؤسسة ايزدينا أطلقت مشروع جديد لها في شمال وشرق سوريا، تحت عنوان "زهرة الزيتون" بدءا من شهر أيار/ مايو ولمدة خمسة أشهر، حيث يهدف المشروع إلى تعزيز ثقافة التآخي واحترام التعددية الدينية والقومية، ومواجهة خطاب الكراهية والتطرف، وإزالة الصورة النمطية السيئة التي رافقت بعض المكونات الدينية والقومية، وتعزيز قدرات أبناء الأقليات والنازحين من فئة الشباب (الذكور والإناث)، والتأكيد على أهمية مناصرة قضايا الأطفال الناجين من الحرب السورية.
التعليقات