متابعة: باران عيسى / ايزدينا
أصدرت مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان أمس الجمعة بياناً تحت عنوان " كي لا تكون عفرين إسفيناً في نعش العلاقات العربية –الكردية" حول التصعيد العسكري لتركيا ضد منطقة عفرين شمال غرب سوريا، ووصفت المنظمة التصعيد في البيان -والذي حصل موقع ايزدننا على نسخة منه- بالخطير، مؤكدة عدم وجود أدلة حول أدعاء تركيا بشن هجمات من عفرين على تركيا.
وأوضح بيان المنظمة أن "الأنباء تتواتر عن تصعيد عسكري خطير لتركيا في خضم التحضيرات والتهديدات البالغة الخطورة والتي تستخدم فيها قوات المعارضة السورية كأداة لهذا التصعيد لاجتياح منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات الكردية".
وأشار البيان أن "إدعاء تركيا أنها تتعرض لهجمات يشنها مقاتلون أكراد انطلاقاً من أراضي عفرين والتي لم تثبتها بأية أدلة طيلة السنوات الماضية ولو لمرة واحدة في حين قيامها بمئات الهجمات والمحاولات الاستفزازية لهذه القوات على طول الشريط الحدودي بالإضافة لقتل العشرات من المواطنين والمواطنات السوريين من الكرد والعرب أثناء محاولتهم العبور إلى الأراضي التركية بقصد اللجوء هرباً من ظروف النزاع القائم في سوريا".
وأكدت المنظمة في بيانها أن "الحدود التركية مع مناطق سيطرة القوات الكردية في شمال سوريا لم تكن بمنأى عن عبور مئات العناصر الجهادية كتنظيم داعش وجبهة النصرة وسواها"، وأن "هذه الحدود كانت دوماً تستقبل هؤلاء الجهاديين فيما كان يسمى "مضافات" والتي كانت تنشر على طول الحدود التركية السورية والتي كانت مقصداً لتجمع هؤلاء المقاتلين".
وأضاف البيان أن "مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان تؤكد أن هذا التصعيد يفتقر لكل الموجبات القانونية وفي مقدمتها خرق القانون الدولي الإنساني عبر عدم توفر أية أدلة على قيام مواطني منطقة عفرين بأية أعمال عدائية انطلاقاً من أراضي المنطقة تجاه تركيا وهو بالتالي يخضع تركيا لعدم استخدام العنف تجاه مواطني هذه المنطقة سواء المقاتلين أو غير المقاتلين".
واعتبر البيان "أن استخدام قوات المعارضة السورية في ظل استمرار النزاع المسلح في سوريا بالتزامن مع الدعوات الدولية بما فيها تركيا لوقف كافة الأعمال القتالية تمهيداً لعملية السلام السوري، من شأنه إجهاض كافة الجهود الرامية لتحقيق السلام في سوريا، والتمهيد لزيادة مخيفة في زعزعة السلم الأهلي وتأليب المكونات ضد بعضها البعض ونشر للكراهية والتحريض".
واختتم البيان بدعوة المنظمة للمجتمع الدولي كي تمارس "الضغط الفوري على تركيا لوقف هذا التصعيد لتجنيب المنطقة المزيد من التعقيدات التي لن تساهم إلا في استمرار الحرب في سوريا وزيادة الاحتقان والعداء بين مكونات سوريا والتي ستنعكس بدورها على عملية السلام التركية-الكردية المتدهورة أساساً".
كما توجهت المنظمة لكل هيئات المعارضة السورية "بضرورة تجنيب السوريين مشاق هذه الحرب التي لن تكون إلا إسفيناً أخيراً في نعش العلاقات العربية الكردية التي تعيش أسوء مراحلها ولن تجلب للسوريين إلا المزيد من تدهور الأوضاع وفشلاً إضافياً للجهود الرامية لحل النزاع في سوريا".
يذكر أن مؤسسة التآخي Biratî لحقوق الإنسان منظمة غير حكومية تأسست في 1/1/2013، وهي مؤسسة غير ربحية مسجلة حسب القانون الألماني للجمعيات الغير ربحية، مستقلة عن كافة الجهات والهيئات.
التعليقات