زين العابدين حسين-حلب/ ايزدينا
افتتح المجلس المحلي في مدينة عفرين المحتلة، والذي تم تأسيسه من قِبل قوات الاحتلال التركي، مدرسة ابتدائية شرعية على أنقاض مقر اتحاد الإيزيديين في عفرين بتاريخ 23 أيلول/ سبتمبر الفائت، وذلك في خطوة اعتبرها أبناء المكون الإيزيدي "استفزازية".
وأفاد فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين أن المجلس المحلي وجمعية "الأيادي البيضاء" افتتحت مدرسة "إمام خطيب" للمرحلة الابتدائية على أنقاض مقر اتحاد الإيزيديين.
وكان المجلس المحلي في مدينة عفرين المحتلة، وضع حجر الأساس لإنشاء المدرسة في 29 تموز/ يوليو 2020، وذلك تحت إشراف مديرية التربية والتعليم في منطقة ما تسمى "غصن الزيتون"، لتقوم بتنفيذه منظمة "الأيادي البيضاء" بدعم مالي من جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية الكويتية.
وأوضح الفريق أن المدرسة ستقوم بتدريس المناهج الشرعية الخاصة بالدين الإسلامي، وتعتبر أكبر مدرسة شرعية في مركز مدينة عفرين المحتلة، حيث أن قدرتها الاستيعابية تصل إلى 2000 طالب وطالبة، موزعين على 26 قاعة، وذلك عبر دوامين صباحي ومسائي.
وأضاف الفريق أن مسلحي المعارضة السورية فجروا مقر اتحاد الإيزيديين فور سيطرتهم على مدينة عفرين، إلى جانب تدمير تمثال "زرادشت" وقبة "لالش" آنذاك في محاولة لإمحاء الآثار والمواقع الدينية الإيزيدية.
وكانت الرئيسة المشتركة لاتحاد الإيزيديين في "مقاطعة عفرين"، سعاد حسو، قالت في تصريح سابق لموقع ايزدينا أن اختيار مكان مقر اتحاد الإيزيديين لبناء المدرسة ليس عبثاً، إنما هو محاولة لإمحاء جميع الآثار والمواقع والمزارات الخاصة بأبناء الديانة الإيزيدية في المنطقة.
وأضافت حسو آنذاك أنه رغم وجود أماكن عديدة كأملاك دولة داخل عفرين يمكن بناء مدارس فيها إلا أن اختيار المكان الذي كان مقراً لاتحاد الإيزيديين وإلى جانبه رموز دينية مثل تمثال "زرادشت" وقبة "لالش" هي رسالة واضحة ضد أبناء المكون الإيزيدي في المنطقة.
يذكر أن سكان مدينة عفرين المحتلة يتخوفون من ازدياد نشاط الجمعيات "الخيرية" ذات الخلفية الدينية المتطرفة في المدينة بسبب إقدامهم على تغيير معالم المدينة ونشر الفكر المتطرف وبالتالي أدلجة الجيل الجديد بمفاهيم دينية متطرفة، بعد أن كانت منطقة عفرين مركزاً للتعايش بين المكونات جميعاً من إيزيديين وأرمن ومسيحيين ومسلمين باختلاف طوائفهم.
الجدير بالذكر أن جمعية الشيخ عبدالله النوري الكويتية التي مولت إعمار المدرسة متهمة بتمويل الإخوان المسلمين في عدة دول، حيث تستخدم الجمعية كترانزيت لتمويل الإخوان المسلمين من قِبل تركيا وقطر بحسب ما نشره موقع 24 الإماراتي قبل نحو عامين.
التعليقات