ترجمة وحوار ميديا محمود / خاص لـ ايزدينا
تكرس الرسامة الإنكليزية هناء روز توماس Hannah Rose Thomas فنها من أجل مساعدة المنكوبين في العالم، فهي تمول أعمالها الإنسانية من الواردات المالية لرسوماتها المتقنة بإحترافية عالية، كما أنها تنقلت في عملها الطوعي بين الموزمبيق، السودان، مدغشقر، مرورًا بمخيم اللاجئين في الأردن والعراق وأخيرًا مدينة دهوك في إقليم كردستان.
هناء روز توماس والتي درست اللغة العربية والتاريخ في جامعة دورهام البريطانية، ترسم عادةً الوجوه التي تصادفها أثناء رحلتها الإنسانية، حيث تسعى من خلال رسوماتها إلى إضفاء الطابع الإنساني على الأفراد الذين أجبروا على الفرار من ديارهم نتيجة الحروب.
سافرت توماس مؤخرًا إلى مدينة دهوك وأقامت فيها مدة أسبوعين بهدف تعليم ثمانية نساء إيزيديات ناجيات كيفية الرسم، وذلك في مركز جيندا المختص بإعادة تأهيل النساء الإيزيديات، حيث قضت هناك أوقاتًا ممتعة وفقًا لما قالته هناء روز توماس لموقع ايزدينا، مشيرةً إلى أن "المشروع التطوعي كان يهدف إلى تعليم النساء الإيزيديات كيفية رسم وجوههنّ ومشاركة قصصهنّ مع هذا العالم من خلال هذه الرسومات".
وتضيف الفنانة توماس بأن الهدف الآخر من تعليم النساء الإيزيديات الرسم هو "تقديم الدعم والتأييد لهذه النسوة حيث أن الرسومات سيتم عرضها في المملكة المتحدة بغية زيادة التوعية بحال ومأساة الإيزيديات"، كما تؤكد توماس بأن للمشروع "أهداف علاجية لمساعدتهنّ بأن يتجاوزنّ الصدمات والآلام التي عانينّ منها أثناء إستعبادهنّ جنسيًا لدى داعش".
مشيرةّ توماس إلى أن "النساء الإيزيديات ترددنّ في البداية بشأن الرسم" ولكن بعد تشجيعها لهنّ "بدأنّ يستعدنّ الثقة ويرسمنّ بشكل جميل رغم أنها كانت المرة الأولى التي يرسمنّ فيها"، فكانت النتيجة "هذه الصور الجميلة"، كما أن النساء "أحببنّ عملية الرسم فكانت الغرفة التي يرسمنّ فيها يسودها دائمًا جوًا من الهدوء والتركيز".
الرسم ساعد الكثير من النساء وفقًا لما وصفته لنا الفنانة توماس، على "نسيان مؤقت لتلك الذكريات المؤلمة والأحزان التي عانينّ منها"، وتوصف توماس مشاعرها بالقول "لن أنسى تلك الفتيات وقصصهنّ المؤلمة، حيث كنتُ أشعر بالخجل من قوتهنّ وشجاعتهنّ ولطفهنّ على الرغم من كل شيئ عانينه أثناء إستعبادهن جنسيًا لدى داعش".
مضيفة توماس "غالبًا ما أبكي عندما أتذكرهم وأتذكر قصصهم وأن لديهم حتى الآن أحبة ما زالوا محتجزين لدى داعش بالإضافة إلى الأحبة الذين فقدوهم" منوهة توماس إلى أنها "لا تتخيل كيف يتحملنّ أولئك النسوة تلك المأساة كل يوم".
إختتمت توماس الحديث بقولها "أتمنى أن يرى العالم كل هذه الرسومات ليتعرفوا أكثر إلى الإيزيديين وما عانوه ويتعرفوا أيضًا إلى الجمال الحقيقي الذي يمثله دينهم".
الفنانة هناء روز توماس، ليست مجرد فنانة مرموقة فحسب بل كرست نفسها وفنها للعمل الإغاثي وتعزيز السلام في الشرق الأوسط، حيث نظمت مشروعًا فنيًا للاجئين السوريين برعاية مفوضية الأمم المتحدة وعرضت رسوماتها في اليوم العالمي للاجئين في عمان عام 2014.
التعليقات