دلدار شنكالي - شتوتغارت / ايزدينا
مع بداية العام الدراسي الجديد، بدأت كلية الطب في جامعة الموصل بإعادة فتح أبوابها أمام الطلبة، بعد إغلاق استمر لثلاثة أعوام إثر سيطرة داعش على المدينة، إلا أن الطلبة الإيزيديين والبالغ عددهم 33 طالباً في كلية الطب، ازدادت معاناتهم بسبب الوضع الذي يمر به الإيزيديون، سواء أكانوا في المخيمات أو في مدنهم المحررة، وذلك وفقاً للقاءات التي أجراها موقع ايزدينا مع بعض الطلبة.
وأوضح هادي عطالله لموقع ايزدينا، وهو طالب في كلية الطب جامعة الموصل ومن أهالي قرية دوكري التابعة لقضاء شنكال ونازح في مخيم جم مشكو بقضاء زاخو أن "عدد الطلبة الايزيديين في كلية الطب بكافة المراحل في جامعة الموصل هو 33 طالباً وطالبةً"، مشيراً أنه رغم اعتقادهم بأنهم قدوة للمجتمع ومصدر اهتمام الجميع، إلا "أنهم يشعرون بأنهم أكثر فئة مهمشة من بين طلبة جميع الكليات حيث لا يوجد اهتمام بأمرهم من أحد"، مضيفاً أن "جامعة دهوك لم تقبل أي طالب منهم في كلية الطب منذ سنوات عديدة، لا بشكل استضافة ولا حتى نقل من جامعة أخرى".
وأكد عطالله "أنه من حقهم كبقية الطلبة في كوردستان الدوام في جامعات الإقليم"، مشيراً أن "هذا الحق مسلوب منهم لسنوات"، ومضيفاً أنه "من الصعب جداً الدوام في جامعة الموصل بسبب الخوف من الأوضاع الأمنية وتنظيم داعش الإرهابي".
وتقول رنا خليل وهي طالبة في كلية الطب بجامعة الموصل ونازحة من أهالي ناحية سنوني شمال قضاء شنكال إنهم اجتازوا المرحلة الأولى رغم الخوف والقلق والاشتباكات اليومية في كركوك -الموقع البديل لجامعة الموصل- وكانوا راضين نوعاً ما لأنهم كانوا يبحثون عن مستقبلهم، مضيفةً أنه بعد تحرير مدينة الموصل بالكامل تم إصدار قرار بنقل طلبة كلية الطب إلى الموصل، الأمر الذي شكل قلقاً لديهم، وتضيف خليل أن الايزيديين تعرضوا لإبادة جماعية وتم خطف آلاف من النساء والفتيات الايزيديات وسجنهم في الموصل ولا يزال أغلبهن مختطفات ومصيرهن مجهول، "فكيف سيستطيع الطلبة الإيزديون الذهاب إلى مدينة الموصل للدراسة، واسم الموصل أصبح مصدر خوف وقلق لدى الايزيديين"، كما أن "الإمكانيات المادية للطلبة لا تساعدهم للانتقال إلى الموصل فأغلبهم نازحين".
وتناشد خليل عبر موقع ايزدينا، وغيرها من الطلاب والطالبات عبر صفحات التواصل الاجتماعي، المسؤولين لمساعدتهم بنقلهم إلى جامعة دهوك.
وعن الأسباب التي تدفع بجامعة دهوك لعدم استقبال هؤلاء الطلبة، حاول موقع ايزدينا التواصل مع بعض المسؤولين في الجامعة ولكن دون أن تتلقى أي رد، إلا أن الأستاذ الجامعي في جامعة دهوك، فارس الياس كتي، أبدى استغرابه أيضاً، موضحاً لموقع ايزدينا أن "قبول الطلاب الايزيديين البالغ عددهم 33 لن يشكل زخماً على كليات الطب في الإقليم، وخاصة أن جلهم ليسوا في نفس المرحلة"، مضيفاً "إن كانت كلية الطب في جامعة دهوك لا تتحمل هذا العبىء، فيمكن توزيعهم على كليات الطب في أربيل والسليمانية".
يذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" سيطر في يوم 10 يونيو/حزيران 2014 بشكل كامل على مدينة الموصل (مركز محافظة نينوى شمالي العراق) ما أدى إلى نزوح آلاف الأسر من الموصل إلى إقليم كردستان طلبا للأمان.
الصورة من أرشيف موقع بحزاني لعام 2012 لطلبة جامعة دهوك
التعليقات