متابعة: باران عيسى / ايزدينا
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الجمعة إن القوات المسلّحة التركية لم تتخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب سقوط مدنيين في 3 هجمات شمال غرب سوريا أواخر يناير/كانون الثاني 2018، وأضافت المنظمة أن الهجمات التركية تسببت بمقتل 26 مدنيًا، بينهم 17 طفلًا.
وأوضحت المنظمة أنها حققت في 3 هجمات على عفرين، بتاريخ 21، 27، و28 يناير/كانون الثاني، تسببت في مقتل ما لا يقل عن 26 مدنيًا، بينهم 17 طفلًا، ومن بين الضحايا أسرتان نازحتان، حيث قابلت هيومن رايتس ووتش 7 شهود، منهم مسعفون وضحايا، وراجعت صورًا قدّموها لها، وأجرت تحليلًا معمقًا لصور الأقمار الصناعية لمواقع الهجمات.
وأكدت نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش لما فقيه "يبدو أن المدنيين الضعفاء يواجهون التهجير والقتل بسبب الطريقة التي شنت بها تركيا هجومها الأخير"، مضيفةً أن "تركيا مُلزمة باتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنّب تعريض المدنيين للخطر أو قتلهم، وبمساعدتهم على الفرار من العنف إن رغبوا في ذلك".
وبحسب المجلس الصحي الكردي في عفرين فإن 150 مدنيًا قتل وأصيب المئات منذ بدية الهجوم التركي على عفرين، فيما الحدود التركية السورية مغلقة أمام الأشخاص باستثناء الحالات الطبية الطارئة.
وأشارت منظمة هيومن ووتش أنها راسلت وزير الدفاع التركي في 26 يناير/كانون الثاني لاطلاعه على نتائجها حول وفيات المدنيين، لكنها لم تتلق ردّا.
وأضافت المنظمة أن "قوانين الحرب تفرض حظرًا صارمًا على الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية المدنية، ما لم تُستخدم لغايات عسكرية، وحظرا على الهجمات العشوائية التي لا تميّز بين الأهداف العسكرية والمدنية، مضيفًة أن "على تركيا فتح تحقيق شامل في هذه الغارات ونشر النتائج للعلن وتقديم تعويضات مناسبة للضحايا المدنيين وأسرهم، ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات التي طالت القانون الإنساني الدولي جرّاء هذه الهجمات".
وأشارت هيومن ووتش أن "الهجمات العشوائية وغير المتناسبة تنتهك قوانين الحرب، شأنها في ذلك شأن عدم اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليص وفيات المدنيين، حتى في حال وجود هدف عسكري قرب مواقع الغارة"، مشيرًة أن "التأكد من طبيعة المبنى/المنشأة المستهدفة يكون أمرًا حاسمًا لتقييم الخطر الذي يواجهه المدنيون واتخاذ الاحتياطات الضرورية لتقليص الخسائر المدنية".
يذكر أن عدد السكان في منطقة عفرين يبلغ حوالي 323 ألف نسمة، منهم 125 ألفا مهجّرين من مناطق أخرى بحسب الأمم المتحدة.
الصورة لمظاهرة خرجت في مدينة عفرين
التعليقات