لاوند مصطفى - دوسلدورف / ايزدينا
تستمر العمليات العسكرية في عفرين لليوم الثاني والعشرين على التوالي من قبل الجيش التركي وفصائل من "الجيش الحر" المتحالفة معها، ونتيجة هذه الاعتداءات سقط ما يزيد عن 150 مدنيًا وجرح 300 آخرين وفقًا لمراسلي موقع ايزدينا في عفرين بالاستناد إلى التقارير الطبية.
وفي ظل شرعنة هذه الهجمات من قبل الائتلاف الوطني السوري، وصمت بعض الأطر السياسية المعارضة الأخرى، أوضحت الجمعية الوطنية السورية موقفها من هذه الاعتداءات لموقع ايزدينا في مقابلة مع الأستاذ محمد برمو رئيس الجمعية.
وأوضح أ. محمد برمو بأن هذه العملية العسكرية تأتي "ليكسب الصراع الدائر في سوريا مزيدًا من العنف والتعقيد، ويمثل انعكاسًا لطبيعة القوى المتصارعة بامتدادها الإقليمي والدولي، ويفصح عن طبيعة التوازنات والتوافقات الدولية التي ترسم ملامح المشهد السوري وحدود مناطق نفوذ اللاعبين الدوليين، عدا عما ينطوي عليه من خطورة في ما يمثله من تأجيج لصراع هوياتي بين مكونات الشعب السوري بعيدًا عن الصراع الأساسي للشعب السوري ضد نظام الاستبداد والإجرام".
وحول موقف الجمعية الوطنية من الانتهاكات في مدينة عفرين التي رصدها موقع ايزدينا في تقرير سابق، أضاف أ. برمو "تدين الجمعية الممارسات البشعة التي قامت بها مجموعة من المقاتلين في صفوف درع الفرات باستباحة حرمة جثة إحدى المقاتلات، وتطالب بأن تتم محاسبتهم بأقصى سرعة".
وحول الانتهاكات بحق الكرد الإيزيديين أكد أ. برمو على "ادانة الجمعية الوطنية لإستهداف المكون الإيزيدي الذي يتم تكفيره واستباحة ممتلكات ودماء أبناءه من قبل بعض تلك المجموعات الضالة" ونوه إلى "أهمية الحفاظ على التواجد التاريخي للمكون الديني الايزيدي في سوريا".
وطالب أ. برمو المجتمع الدولي "بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية والإسراع بوقف العمليات العسكرية ضد منطقة عفرين وضد منطقة سراقب" منوهًا إلى "ضرورة ايقاف الهجمات العسكرية على الغوطة والتي يستهدفها النظام السوري بالأسلحة المحرمة دوليًا" ودعى إلى "اتخاذ التدابير العاجلة لحماية المدنيين ومنع استهدافهم تحت أية ذريعة كانت".
واختتم أ. برمو حديثه بضرورة "الابتعاد عن لغة الثأر والتخوين والتعميم وتبني لغة حوار مسؤولة هادفة إلى تحقيق أفضل مستويات التنسيق والعمل المشترك بين مختلف قوى الشعب السوري، وبذل المزيد من الجهد لتحييد الساحة السورية عن أن تكون حلبة لصراعات إقليمية ودولية".
الجدير بالذكر أن الجمعية الوطنية السورية هي هيئة وطنية سياسية اجتماعية وهي نواة لتحالف سـوري عام، وضع ركيزته الأساسية أعضاء مجموعة عمل قرطبة استناداً إلى إعـلان قـرطـبـة الصادر بتاريخ 9/1/2014، حيث اجتمعت المجموعة في السنوات السابقة مع ممثلي جميع المكونات الدينية والعرقية السورية، وأتاحت لها فرصة التعبير عن رؤيتها السياسية من خلال لقاءات تشاورية عقدتها المجموعة مع الكرد، ولاحقًا مع الإيزيديين، والإسماعيليين، والموحدين، والسريان الآشور، وأبناء الساحل، والتركمان.
وتضم الجمعية الوطنية السورية المئات من ممثلي أطياف الشعب السوري بمكوناته العرقية والدينية، وتعمل الجمعية على توحيد رؤية مشتركة لبناء جمهورية سورية ثالثة، ذات نظام حكم لامركزي ديمقراطي علماني.
التعليقات