نوري عيسى - دهوك / ايزدينا
عانى ويعاني أبناء الديانة الإيزيدية من التهميش والاضطهاد والإبادات منذ عام 2007 في كارثة "سيبا شيخدري وتلعزير" مرورًا بالإبادة الجماعية التي حلت بشنكال /سنجار والمناطق المحيطة بها في 2014، حيث تعرض أبناء هذه الديانة المسالمة لعدة أنفالات وتهجير وتشرد، وآخر تلك المآسي ما يحدث لهم الآن في عفرين.
ورغم مرور ثلاث سنوات تقريبًا على تحرير شنكال، بعد أن شنّت قوات البيشمركة عملية عسكرية في 13/11/2015 بإشراف مباشر من رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البرزاني، وبدعم جوي من طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أسفرت عن تحرير مدينة شنكال من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، إلا أن أهالي شنكال لم يعودوا حتى الآن إلى منطقتهم في ظل الأوضاع غير المستقرة.
وأوضح الناشط المدني ناجي حجي لموقع ايزدينا أن "مسألة شنكال تختلف عن بقية الأقضية والمحافظات العراقية، لأن أهالي شنكال قتلوا وتهجروا وسبيت نساءهم وذبحوا ونهبت ممتلكاتهم علی أيدي جيرانهم بسبب اختلاف الدين"، مضيفًا أن "العودة إلی شنكال صعبة في الوضع الحالي، لأن الوضع الأمني غير مستقر، وأن الكثير من الحوادث التي جرت فيها أثارت قلق أهالي شنكال، كما أن البنى التحية مدمرة بالكامل، فشنكال مدينة منكوبة وخاصة جنوب الجبل، حيث أن الخدمات معدومة ولا توجد فيها مقومات الحياة الأساسية، كما أن شنكال سابقًا وحاليًا تفتقد إلى خدمات المياه والكهرباء والمستشفيات والمدارس".
وأضاف حجي أن "المجمعات ما زالت مليئة بالعبوات والمفخخات حيث هناك بيوت ومنازل تنفجر حتى الآن، كما أن جثث الأهالي منتشرة دون اهتمام من أحد وعشرات المقابر الجماعية موجودة على سطح الأرض"، مشيرًا إلى أن "تعدد الجهات الحزبية وتعدد القوات العسكرية في شنكال أمر مقلق لأهالي القضاء، حيث أن كل مجمع في شنكال تحت سيطرة فصيل مسلح وقوة مختلفة".
وأكد حجي أن "عدم جدية الحكومة مع الإيزيديين وعدم الاهتمام بمناطقهم بعد تحريرها، وعدم تعويض أهالي شنكال ماديًا ومعنويًا وإهمالها من قبل كل الجهات، بدليل مؤتمر كويت لإعادة إعمار العراق، أدى لعزوف الأهالي عن العودة لمناطقهم، كما أن العائلات الإيزيدية في المخيمات مازالت تعاني بسبب وجود آلاف النساء بيد تنظيم داعش، فالإيزيديون لا يثقون بأي قوة خصوصًا أن شنكال محاذية لمناطق وقف بعض سكانها مع تنظيم داعش أثناء الهجوم على شنكال".
بدوره أوضح الكاتب سعيد شمو أن أسباب عدم رجوع أغلب أهالي قضاء شنكال/سنجار إلى مناطقهم بعد أكثر من ثلاث سنوات، تعود أولاً إلى "عدم وجود ضمانات مستقبلية بعدم تكرار ما حدث في 3 آب 2014، لأنهم فقدوا ثقتهم بالأجهزة الأمنية التي كانت تدعي أنها حريصة على حمايتهم وما حدث هو العكس، إضافة إلى عدم تحقيق مطالب الشارع الإيزيدي التي تتم المطالبة بها منذ ثلاث سنوات في مختلف بقاع العالم وهو الاعتراف بالإبادة الجماعية للإيزيديين، كي تصبح شنكال منطقة آمنة خالية من الضغوطات السياسية والحزبية بهدف تمكين أهلها للبدء ببناء مجتمعهم".
وأضاف شمو أنه "ومنذ سقوط بغداد في عام 2003 حتى الآن أصبح الإيزيديون لعبة سهلة المنال بيد الأحزاب السياسية دون أن يقدموا شيئاً يذكر، بل على العكس كانت النتيجة تدمير ما تم بنائه فكريًا وعلميًا وثقافيًا"، موضحًا "أن ذلك يحدث بسبب الصراعات السياسية في المنطقة حيث أن الإقليم يحاول أن يكون شنكال/سنجار منطقة تابعة إدارياً لها ويعمل قصارى جهده لإنجاح هذا المشروع، فيما الحشد الشعبي لا يزال متواجداً في شنكال ولم يسلم المهام العسكرية في المنطقة للحكومة الاتحادية، الأمر الذي خلق شكاً لدى الكثير من الناس بأن شنكال ستصبح منطقة صراع مستقبلية بين إيران وأمريكا أو ربما روسيا، لأن الحشد الشعبي مدعوم من إيران وفي نفس الوقت تحاول أمريكا جاهدةً أن تمنع التمدد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط".
وأشار شمو أن "إغلاق الطريق بين شنكال ودهوك يصعب الأمور على الناس لمعالجة الحالات المرضية الخطرة، ويتسبب بقلة وصول العلاج وكذلك مواد البناء ومستلزمات المحلات التجارية وغيرها الكثير من الأمور الأخرى لان الطريق يعتبر الملجأ الأكثر أماناً للمواطنين حتى الآن".
الجدير بالذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" سيطر على شنكال/سنجار في الثالث من شهر آب/أغسطس 2014 بعد أن انسحبت القوات الأمنية التي كانت تسيطر عليها، حيث وقعت مذابح بحق الإيزيديين وخطفت الآلاف من النساء والأطفال وهدمت مدن بأكملها.
الصورة لنزوح الإيزيديين من قضاء شنكال / أسوشيتد برس
عانى ويعاني أبناء الديانة الإيزيدية من التهميش والاضطهاد والإبادات منذ عام 2007 في كارثة "سيبا شيخدري وتلعزير" مرورًا بالإبادة الجماعية التي حلت بشنكال /سنجار والمناطق المحيطة بها في 2014، حيث تعرض أبناء هذه الديانة المسالمة لعدة أنفالات وتهجير وتشرد، وآخر تلك المآسي ما يحدث لهم الآن في عفرين.
ورغم مرور ثلاث سنوات تقريبًا على تحرير شنكال، بعد أن شنّت قوات البيشمركة عملية عسكرية في 13/11/2015 بإشراف مباشر من رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البرزاني، وبدعم جوي من طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أسفرت عن تحرير مدينة شنكال من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، إلا أن أهالي شنكال لم يعودوا حتى الآن إلى منطقتهم في ظل الأوضاع غير المستقرة.
وأوضح الناشط المدني ناجي حجي لموقع ايزدينا أن "مسألة شنكال تختلف عن بقية الأقضية والمحافظات العراقية، لأن أهالي شنكال قتلوا وتهجروا وسبيت نساءهم وذبحوا ونهبت ممتلكاتهم علی أيدي جيرانهم بسبب اختلاف الدين"، مضيفًا أن "العودة إلی شنكال صعبة في الوضع الحالي، لأن الوضع الأمني غير مستقر، وأن الكثير من الحوادث التي جرت فيها أثارت قلق أهالي شنكال، كما أن البنى التحية مدمرة بالكامل، فشنكال مدينة منكوبة وخاصة جنوب الجبل، حيث أن الخدمات معدومة ولا توجد فيها مقومات الحياة الأساسية، كما أن شنكال سابقًا وحاليًا تفتقد إلى خدمات المياه والكهرباء والمستشفيات والمدارس".
وأضاف حجي أن "المجمعات ما زالت مليئة بالعبوات والمفخخات حيث هناك بيوت ومنازل تنفجر حتى الآن، كما أن جثث الأهالي منتشرة دون اهتمام من أحد وعشرات المقابر الجماعية موجودة على سطح الأرض"، مشيرًا إلى أن "تعدد الجهات الحزبية وتعدد القوات العسكرية في شنكال أمر مقلق لأهالي القضاء، حيث أن كل مجمع في شنكال تحت سيطرة فصيل مسلح وقوة مختلفة".
وأكد حجي أن "عدم جدية الحكومة مع الإيزيديين وعدم الاهتمام بمناطقهم بعد تحريرها، وعدم تعويض أهالي شنكال ماديًا ومعنويًا وإهمالها من قبل كل الجهات، بدليل مؤتمر كويت لإعادة إعمار العراق، أدى لعزوف الأهالي عن العودة لمناطقهم، كما أن العائلات الإيزيدية في المخيمات مازالت تعاني بسبب وجود آلاف النساء بيد تنظيم داعش، فالإيزيديون لا يثقون بأي قوة خصوصًا أن شنكال محاذية لمناطق وقف بعض سكانها مع تنظيم داعش أثناء الهجوم على شنكال".
بدوره أوضح الكاتب سعيد شمو أن أسباب عدم رجوع أغلب أهالي قضاء شنكال/سنجار إلى مناطقهم بعد أكثر من ثلاث سنوات، تعود أولاً إلى "عدم وجود ضمانات مستقبلية بعدم تكرار ما حدث في 3 آب 2014، لأنهم فقدوا ثقتهم بالأجهزة الأمنية التي كانت تدعي أنها حريصة على حمايتهم وما حدث هو العكس، إضافة إلى عدم تحقيق مطالب الشارع الإيزيدي التي تتم المطالبة بها منذ ثلاث سنوات في مختلف بقاع العالم وهو الاعتراف بالإبادة الجماعية للإيزيديين، كي تصبح شنكال منطقة آمنة خالية من الضغوطات السياسية والحزبية بهدف تمكين أهلها للبدء ببناء مجتمعهم".
وأضاف شمو أنه "ومنذ سقوط بغداد في عام 2003 حتى الآن أصبح الإيزيديون لعبة سهلة المنال بيد الأحزاب السياسية دون أن يقدموا شيئاً يذكر، بل على العكس كانت النتيجة تدمير ما تم بنائه فكريًا وعلميًا وثقافيًا"، موضحًا "أن ذلك يحدث بسبب الصراعات السياسية في المنطقة حيث أن الإقليم يحاول أن يكون شنكال/سنجار منطقة تابعة إدارياً لها ويعمل قصارى جهده لإنجاح هذا المشروع، فيما الحشد الشعبي لا يزال متواجداً في شنكال ولم يسلم المهام العسكرية في المنطقة للحكومة الاتحادية، الأمر الذي خلق شكاً لدى الكثير من الناس بأن شنكال ستصبح منطقة صراع مستقبلية بين إيران وأمريكا أو ربما روسيا، لأن الحشد الشعبي مدعوم من إيران وفي نفس الوقت تحاول أمريكا جاهدةً أن تمنع التمدد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط".
وأشار شمو أن "إغلاق الطريق بين شنكال ودهوك يصعب الأمور على الناس لمعالجة الحالات المرضية الخطرة، ويتسبب بقلة وصول العلاج وكذلك مواد البناء ومستلزمات المحلات التجارية وغيرها الكثير من الأمور الأخرى لان الطريق يعتبر الملجأ الأكثر أماناً للمواطنين حتى الآن".
الجدير بالذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" سيطر على شنكال/سنجار في الثالث من شهر آب/أغسطس 2014 بعد أن انسحبت القوات الأمنية التي كانت تسيطر عليها، حيث وقعت مذابح بحق الإيزيديين وخطفت الآلاف من النساء والأطفال وهدمت مدن بأكملها.
الصورة لنزوح الإيزيديين من قضاء شنكال / أسوشيتد برس
التعليقات