يتعرض الإيزيديون في مناطق شمال وشرق سوريا لمخاطر التهجير من مناطقهم خلال السنوات الأخيرة من الأزمة السورية "الثورة السورية"، حيث أفرغت العديد من القرى الإيزيدية وهاجر سكانها نحو الدول الأوروبية أو اضطروا للنزوح نحو مناطق أخرى في نفس المنطقة.
ويتوزع الإيزيديون في شمال وشرق سوريا في محافظة الحسكة في قرى ومناطق سري كانيه/ رأس العين، عامودا، الدرباسية وتربه سبيه/ القحطانية. وفيما يلي توزع قراهم حسب هذه المناطق والمدن:
1- تربه سبيه/ القحطانية
تقع شرق مدينة قامشلو/ القامشلي 28 كم، وعندما تريد السفر منها إلى الشرق باتجاه نهر دجلة أو منابع البترول "رميلان"، تمر ببلدة تربه سبيه/ القحطانية، واسمها الحقيقي (تربسبي) وتم تعريب اسم المدينة إلى العربية فأصبحت "القبور البيض" ثم عرًّبت مرة أخرى فصار اسمها الآن "القحطانية" وفي بلدة القحطانية تجد الإيزيديين وإلى الشمال الشرقي من المدينة تجد قراهم وهي:
1- مركز الناحية نفسها كان يسكنها 50 عائلة إيزيدية فيما بقي الآن 30 عائلة فقط.
2- قرية دريجيك ،كان يسكنها 50 عائلة إيزيدية بقي منهم عائلة واحدة فقط.
3- قرية مزكفت، كان يسكنها 40 عائلة إيزيدية والآن أفرغت القرية بالكامل من سكانها.
4- قرية تل خاتون، كان يسكنها 70 عائلة إيزيدية بقي منهم 8 عائلات فقط.
5- قرية اوتلجة، كان يسكنها 30 عائلة إيزيدية أما الآن تتواجد في القرية 7 عائلات فقط.
6- قرية الا رشا، كان يسكنها 35 عائلة إيزيدية بقي منهم 13 عائلة فقط.
7- وكان يسكن في قرى شلهومية وكركي شامو عائلات إيزيدية أيضاً.
وهذه القرى الإيزيدية كانت بعضها تضم الإيزيديين فقط مثل قرية "اوتلجة"، ومنها خليط من الإيزيديين والمسلمين مثل قرية "تل خاتون"، ومنها خليط من الإيزيديين والمسلمين واليهود والمسيحيين مثل قرية "مزكفت"، كما أن هذه القرى كانت تضم الإيزيديين من مختلف العشائر الإيزيدية، ففي قرية "الا رشا" تكاد تجد فقط عشيرة "الكفناسة"، في حين تجد في قرية "تل خاتون" عشائر "الداسكا والبعجولا والبحنمنية والخالتا والتاقا والخرابية والنمرداني"، وفي قرية "اوتلجة" تجد عشائر "الكيوخية والمحوكا"، وفي قرية "مزكفت" تجد عشائر "النمرداني والشفقتا والباجني والمحوكي".
وفي منطقة "جرح" التي تقع شمال شرق تربه سبيه/ القحطانية كانت هناك قرى إيزيدية لكنها مهجورة الآن ولم يبقى منها سوى آثار تكاد ترى أنها لقرية ما ولكنها كانت مأهولة بعدد كبير من الإيزيديين، منها قرى "قوبك، نير دهام، واركي كوا ، كركي وحسن ايقوب"، وهي تقع بين قرى "مزكفت واوتلجة وخرابي بوتكا" قرب قرية "الا رشا".
2- منطقة الحسكة
المنطقة الثانية من المناطق التي يسكنها الإيزيديون هي منطقة الحسكة ويسمون بـ "الغربية"، وهي أيضاً من عشائر متنوعة أهمها "الشرقية والتورنا والدنا والملا والسوعانا"، وقراهم هي: ( قرية طولكو، تل طويل، السليمانية، دوكوركي، برزان كلو، برزان الكبير، قمر، أم الملح، محمودية، تل طير، تل زيفان، معك، بورسعيج، خربة جمل، تل أسود، عنتري، هيشري).
وكل قرية من تلك القرى فيها أكثر من 30 عائلة، فقرية برزان وحدها فيها أكثر من 70 عائلة، لكنهم أيضاً هاجروا، وبالكاد بقي في كل قرية 3 أو 4 عائلات فقط.
3- منطقة عامودا
وتقع إلى الغرب من مركز مدينة قامشلو/ القامشلي 29 كم، وهي المنطقة الثالثة من المناطق التي يسكنها الإيزيديون في شمال سوريا ومن قراهم: (خربة ديلان، خربة خوي، دوكري، عا كولة، جتلة، قزلاجوخ، مركبة، كندور، خربي فقيرا).
4- منطقة سري كانيه/ رأس العين
تقع شمال غرب محافظة الحسكة على الحدود التركية السورية، يعود تاريخها إلى آلاف السنين قبل الميلاد، وهي النقطة التي يعبر منها نهر الخابور إلى الأراضي السورية، وتتميز المدينة بموقع استراتيجي، حيث تبعد مسافة 85 كم عن مدينة الحسكة، و90 كم عن مدينة القامشلي.
ومن قرى الإيزيديين فيها: (قرية جان تمر، الأسدية، سكرية، علوك، لزقة، دردارا، جافا، مريكيز، تل بنات). وفي ناحية الدرباسية التي تبعد عن مدينة الحسكة ما يقارب 85 كم إلى الشمال، وتقع غرب مدينة عامودا، يتواجد الإيزيديين بقلة، ويتوزعون في قريتي خربة غزال، وقوليه التي أفرغت بشكل شبه كامل حيث هاجر سكانها نحو الدول الأوربية ولم يبقى فيهما سوى 4 عائلات.
واضطر الإيزيديون، بسبب الاضطهاد الذي تعرضوا له من قبل غيرهم، إلى التجمع في مناطق خاصة، لذلك تجد قراهم في مناطق بعيدة بعض الشيء عن مناطق الآخرين مثل كل الشعوب التي عانت من الاضطهاد كالـ الدروز والعلويين في سوريا، وفي المدن تجدهم أيضاً متجمعين في أحياء خاصة قرب بعضهم وعلاقاتهم بالآخرين كانت تتسم بالحذر والخوف بشكل عام.
حال الايزيديين أثناء الأزمة السورية
ومع بدء الأزمة السورية وبدء القتال والحروب في سوريا لاقى الإيزيديون نصيبهم من عمليات القتل والخطف والتهجير، ففي شمال وشرق سوريا تعرضت القرى الإيزيدية في عام 2013 أثناء هجوم عصابات جبهة النصرة على مدينة سري كانيه/ رأس العين للتهجير والإفراغ كم تعرض عدد من المواطنين الإيزيديين للقتل وخاصة في قرى "تل بنات والأسدية ولزقة"، كما تم تفخيخ عدد من المنازل التي تعود للإيزيديين في تلك القرى وتم هدمها بشكل كامل.
وبسبب الخوف والتهديد بالقتل، بدأت موجة من الهجرة بين كافة الإيزيديين في المنطقة، وتسبب ذلك في إفراغ قرى إيزيدية كاملة، وبقاء بعض العائلات في القرى الأخرى.
وفي ناحية تربه سبيه/ القحطانية، ومع اقتراب عناصر "داعش" الإرهابيين من الناحية وبسبب الخوف من قبل الأهالي، هاجرت العديد من العائلات من قراها أيضاً.
غزو الجيش التركي والمجموعات الإرهابية التابعة للمعارضة المسلحة
في 9 تشرين الأول 2019 بدأ الجيش التركي ومجموعات المعارضة المتطرفة السورية بالهجوم على مناطق شمال وشرق سوريا، وكانت القرى الإيزيدية الأكثر تضرراً، كون أغلبها تقع في منطقة تربه سبيه/ القحطانية وسري كانيه/ رأس العين قرب الحدود السورية التركية، ونتيجة العمليات العسكرية التركية أفرغت 8 قرى إيزيدية بالكامل في سري كانيه/ رأس العين ونزح سكانها نحو مركز محافظة الحسكة وبعضهم نحو القرى الإيزيدية في ناحية عامودا.
كما تعرضت قرية تل خاتون الإيزيدية لقصف مدفعي ولقذائف الهاون لـ 3 أيام متتالية ما تسبب في خروج أهل القرية من منازلهم ونزوحهم نحو مركز ناحية تربه سيبه/ القحطانية، واستهدف الجيش التركي وبأسلحة القناصة أهالي القرية أكثر من مرة. وتعاني القرى الإيزيدية من عدة مخاطر كونها تقع في نقطة الاستهداف المباشر من قبل جنود الجيش التركي.
ومنذ بدأ الهجوم التركي على الشمال السوري أصيبت المواطنة الإيزيدية جازية حوران وهي في العقد الخامس من عمرها نتيجة استهداف المدنيين في سري كانيه/ رأس العين أثناء توجههم لدعم شعوب الشمال السوري ضد الجيش التركي.
ويتخوف الإيزيديون في شمال وشرق سوريا بشكل عام على مصيرهم بعد احتلال الجيش التركي تلك المناطق ودخولها مجموعات المعارضة السورية المتطرفة وخاصة أن مجموعات المعارضة نفذت عمليات إعدام ميدانية في الريف الجنوبي الغربي لمدينة سري كانيه/ رأس العين بحق مدنيين، كما ودخلت ذات الفصائل إلى قرية المناجير 15 كم إلى الغرب من ناحية تل تمر ونفذت إعدامات ميدانية أيضاً بحق مسنين ورجال ونساء.
التعليقات