![]() |
الصورة لعائلات تنزح من سري كانيه أثناء بدء عملية نبع السلام |
تتذكر الإيزيديات الخارجات من منطقة سري كانيه/ رأس العين، بعد الهجوم الذي شنه الجيش التركي والفصائل المتطرفة التابعة له على المدنيين، أحداث مجزرة شنكال/سنجار، واختطاف عناصر "داعش" الإرهابيين للإيزيديات وارتكاب الجرائم بحقهن.
وكان الجيش التركي ومجموعاته المتطرفة شنَّ هجوماً برياً وجوياً على مناطق شمال وشرق سوريا في التاسع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، استهدف خلالها المدنيين العزل وارتكب المجازر الفظيعة بحقهم في عملية تم تسميتها بعملية "نبع السلام".
وتصدى مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية والعشرات من أبناء المنطقة للهجمات، بهدف حماية قراهم ومناطقهم من دخول المتطرفين إليها، ومنعاً لتكرار السيناريوهات التي شهدتها المناطق السورية الأخرى بعد احتلالها من قبل تركيا وسيطرة الفصائل المتطرفة عليها ممن يدعون أنفسهم بـ "الجيش الوطني السوري".
وأظهرت العديد من الوثائق والتسجيلات والصور التي تم تداولها أن العديد من عناصر هذا الجيش المتطرف هم مسلحين كان يعملون داخل تنظيم "داعش الإرهابي"، كما أن الكثير ممن ذكرت اسمائهم في وثائق مسربة، كانوا قياديين وأعضاء من الحسبة في التنظيم الإرهابي توزعوا في مناطق الرقة ودير الزور وشنكال/ سنجار.
وذكرت قوات سوريا الديمقراطية في أكثر من مناسبة أن المئات من عناصر "داعش" فروا إلى تركيا والتجأوا إليها بعد العمليات العسكرية التي شنت ضدهم بهدف طردهم من مناطق شمال وشرق سوريا والقضاء عليهم، وكانت آخر تلك العمليات العسكرية في قرية الباغوز التابعة لمحافظة دير الزور السورية.
تواجد عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي بين المهاجمين على سري كانيه/ رأس العين، أعاد إلى ذاكرة الإيزيديين في سري كانيه/ رأس العين، سيناريو شنكال وعفرين، وخاصة النساء منهن حيث تم اختطاف الآلاف من النساء الإيزيديات في شنكال/ سنجار في آب 2014.
وكانت النساء الإيزيديات هنّ أول من خرجنّ من القرى ومدينة سري كانيه/ رأس العين، خوفاً من تكرار ما حدث في شنكال/ سنجار بحقهن، حيث قالت عائلة إيزيدية رفضت الكشف عن هويتها لموقع ايزدينا إنها قامت "بإخراج أفراد العائلة من النساء من قرية السكرية القريبة من الحدود السورية التركية في منطقة سري كانيه/ رأس العين مباشرة بعد الهجوم التركي على المنطقة خوفاً من أي انتهاكات قد تطال النساء أولاً".
وأضاف رب العائلة أنه "تذكر الجرائم التي ارتكبت بحق نسائهم في شنكال من قبل إرهابيي داعش"، لافتاً إلى أن "من يشاركون في الهجوم على شمال وشرق سوريا لا يختلفون عن عناصر التنظيم الإرهابي".
بدورها أوضحت فتاة من نفس العائلة أنهن خرجنا على الفور من منزلهم ولم يستطعنّ البقاء فيه لأن المسلحين الذين وصفتهم بـ "الوحوش" كانوا يقتربون من قريتهم.
وتوجهت العائلة الإيزيدية بكامل أفرادها نحو مدينة الحسكة، حيث تقطن فيها حالياً بعد نزوحهنّ عن قريتهم بسبب العملية العسكرية التركية "نبع السلام".
يذكر أن ثمانية قرى إيزيدية أفرغت بالكامل من سكانها، كما نزحت العشرات من العائلات التي كانت تسكن في حي زردشت بمدينة سري كانيه/ رأس العين مع بدء الاجتياح التركي لمناطق في شمال وشرق سوريا.
يشار إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي شن هجوماً على قضاء شنكال/ سنجار في العراق في 3 من شهر آب/ أغسطس عام 2014، حيث ارتكب المجازر بحق الإيزيديين واختطف أكثر من 5 آلاف امرأة إيزيدية ومارس بحقهن أبشع الجرائم البعيدة عن الأخلاق الإنسانية.
التعليقات