أورهان كمال- الحسكة- ايزدينا
يعاني نازحو منطقة سري كانيه/ رأس العين المقيمين في مخيم واشوكاني قرب بلدة التوينة شمال غرب الحسكة 8 كم من ظروف معيشية صعبة وسط قلة الخدمات المقدمة لهم من قبل الإدارة الذاتية، إضافة إلى نقص المساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية في ظل عدم وجود فرص عمل داخل المخيم.
يقول المواطن أحمد العبدالله 50 عاماً لموقع ايزدينا "إنه يقيم في المخيم منذ ثمانية أشهر، في ظل عدم وجود الكهرباء والصرف الصحي، إضافة إلى قلة المساعدات المقدمة لأهالي المخيم بشكل عام".
ويضيف العبدالله أن "معاناة الأهالي تزداد داخل العائلات التي لديها عدد كبير من الأطفال بسبب ازدياد احتياجاتهم من الغذاء واللباس".
بيئة غير صحية
بدورها تؤكد المواطنة هدلة الجاسم 45 عاماً أن "بيئة المخيم غير صحية بسبب رائحة الصرف الصحي الكريهة جداً، وعدم توفر الكهرباء في فصل الصيف الحار، كما أن الحمامات غير مجهزة بشكل جيد، ولا توجد حمامات خاصة بالنساء ما يسبب إحراج كبير لهن داخل المخيم".
الحشرات داخل المخيم
من جهتها توضح السيدة خولة سالم 40عاماً "أنهم يقطنون في القطاع العشوائي الذي يعرف بقطاع (العقارب)، حيث لا تنام الليل خوفاً على أطفالها من تلك الحشرات والقوارض".
وتضيف سالم أنه "يوجد في المخيم "عقارب وجرذان" إضافة للذباب والحشرات الصغيرة الأخرى، مشيرة إلى "أنهم بحاجة إلى مستلزمات أطفال وخاصة الحليب وفوط الأطفال".
قلة فرص العمل داخل المخيم
وفيما يخص توفر فرص العمل داخل المخيم يوضح إبراهيم الأحمد 35 عاماً وهو خريج كلية التربية "أنه لا يوجد فرص عمل داخل المخيم، فهو يعاني من البطالة منذ مجيئه إلى المخيم ، وأنه لم يجد فرصة عمل تساعده على إجراء عمل جراحي لطفلته المريضة"، مشيراً إلى أنه يقوم "ببيع المواد التي يحصل عليها كمساعدات من المنظمات من أجل تأمين الدواء لطفلته".
ويشير الأحمد أن "هناك العشرات من الشباب الذين يعانون من البطالة وعدم توفر فرص العمل، ويعتمدون على المساعدات المقدمة لهم من قبل المنظمات الإنسانية حيث أن هذه المساعدات تعتبر غير كافية أيضاً".
ويؤكد الشاب الجامعي عيسى عيسى 25 عاماً أنه يقطن المخيم منذ تأسيسه، ويعاني من البطالة رغم بحثه الدائم لإيجاد فرصة عمل داخل المخيم أو خارجه"، مشيراً إلى "أن لديه والدين مريضين وبحاجة إلى رعاية طبية وأدوية".
الخدمات الطبية في المخيم
يوجد في المخيم مستوصف وحيد تابع لمنظمة الهلال الأحمر الكردي، وهو يقدم خدمات طبية جيدة، يتضمن أقسام (أطفال، داخلية، نسائية، قسم الإسعاف) إلى جانب عيادة متنقلة تابعة لإحدى المنظمات العاملة داخل المخيم.
ويوضح أحمد الخلف 48 عاماً أن" منظمة الهلال الأحمر الكردي تقدم خدماتها داخل المخيم قدر إمكاناتها، وتحاول مساعدة الأهالي في الجانب الطبي لكن نوعية الأدوية التي تقدمها غير جيدة، كما أن العيادة المتنقلة تقدم أدوية أجنبية، وعدم توفر الأدوية الوطنية وخاصة أدوية القلب والسكري هي مشكلة يعاني منها أهالي المخيم".
واقع التعليم في المخيم
بلغ عدد المدارس في مدينة سري كانيه/ رأس العين وريفها قبل احتلالها من قبل تركيا وفصائل المعارضة الموالية لها، 150مدرسة تضم 22837 طالب وطالبة في المراحل التعليمية الثلاث.
وافتتحت مدرسة في المخيم في 22 من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2019، حيث بدأ نحو 1700 طالب وطالبة دوامهم في المدرسة على ثلاث فترات يومياً، فيما بقي نحو 6 آلاف طالب وطالبة في مراكز الإيواء في كل من الحسكة وتل تمر محرومين من التعليم.
رد إدارة المخيم
إلى ذلك أوضحت مديرة المخيم ستيرة رشك لموقع ايزدينا "أن المخيم يضم 1862 عائلة موزعة على 1700 خيمة، حيث يقطن في بعض الخيم أكثر من عائلة بسبب نقص عدد الخيم أثناء تأسيس المخيم، فيما تعمل الادارة الذاتية على حل مشكلة الكهرباء، حيث بدأت بتمديد شبكة الكهرباء في جميع قطاعات المخيم، على أن تصل الكهرباء للمخيم مع نهاية شهر تموز/ يوليو الجاري.
وفيما يخص قلة فرص العمل أشارت رشك "أن إدارة المخيم تعمل مع المنظمات العاملة داخل المخيم والهيئات المختصة على توفير بعض فرص العمل مستقبلاً ضمن إمكانياتها وإمكانيات تلك المنظمات".
وأقرت رشك "بقلة المساعدات الإغاثية المقدمة لأهالي المخيم وعدم كفايتها لاحتياجات الأهالي"، موضحة أن "على المنظمات الدولية التدخل ومساعدة النازحين".
وأضافت رشك أنه يتم العمل على إصلاح خطوط الصرف الصحي وتجهيز الحمامات، كما يتم رش المبيدات الحشرية في كافة أنحاء المخيم على أن يتم توزيع مبيدات لمكافحة الفئران على سكان المخيم بالتعاون مع المنظمات الإنسانية".
يذكر أن الإدارة الذاتية افتتحت مخيم "واشوكاني" قرب بلدة "توينة" غربي الحسكة 12 كم في 20/11/2019 ويضم أكثر من 12 ألف نازح من أهالي سري كانيه/ رأس العين وريفها.
التعليقات