تقدمت منظمات إنسانية وحقوقية سورية، اليوم الثلاثاء، بشكوى إلى خمسة من المقررين الخاصين للأمم المتحدة حول قيام تركيا وفصائل المعارضة السورية بالقطع المتكرر لمياه من محط علوك باتجاه مدن ومناطق في شمال وشرق سوريا.
وقامت كل من منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، المنظمة الكردية لحقوق الإنسان/ داد، منظمة بيل – الأمواج المدنية، منظمة GAV للإغاثة والتنمية، مؤسسة ايزدينا، منظمة شار للتنمية ومركز عدل لحقوق الإنسان"، بتقديم شكوى لخمسة من المقررين الخاصين للأمم المتحدة بشأن حالة حقوق الإنسان المتردية في مناطق الشمال السوري، وأدانت على وجه الخصوص سيطرة قوات الاحتلال التركي على الموارد المائية في المنطقة واستخدامها لأغراض سياسية.
وحثت تلك المنظمات على فتح تحقيق تقوده الأمم المتحدة حول قضية محطة مياه علوك ومطالبة السلطات التركية، بوصفها قوة احتلال، باحترام التزاماتها الدولية.
ووجهت المنظمات الشكوى بشكل خاص إلى كل من "المقرر الخاص المعني بحق الإنسان في الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، المقرر الخاص المعني بالسكن اللائق كعنصر من العناصر المكونة للحق في مستوى معيشي ملائم، وبالحق في عدم التمييز في هذا السياق، المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء، المقرر الخاص المعني بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية، المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان للمشردين داخلياً".
وأكدت المنظمات من خلال الشكوى إلى أن السلطات التركية كقوة احتلال ملزمة قانونياً بتوفير المواد اللازمة لاستمرار الحياة في المناطق المحتلة في حال عدم كفاية الموارد في تلك المناطق، ويتوجب عليها الامتناع عن الاستيلاء على هذه الموارد، حيث يمكن فقط لقوات الاحتلال وللموظفين الإداريين الاستفادة منها، وذلك بعد أن يتم أخذ متطلبات السكان المدنيين بعين الاعتبار.
كما أوضحت الشكوى أنه يتوجب على تركيا بوصفها قوة احتلال احترام أحكام معاهدات حقوق الإنسان التي تصادق عليها سوريا، حيث تتضمن المادتان 11 و 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الحق في الحصول على المياه، حيث أنَّ الالتزامات الأساسية التي تنص عليها هاتان المادتان تسري في أوقات النزاع المسلح بما في ذلك الالتزام بضمان الحصول على الحد الأدنى الأساسي من المياه الكافية والمأمونة للاستخدامات الشخصية والمنزلية.
وطالبت المنظمات الموقعة على الشكوى، الحكومة التركية، بتحييد محطة مياه علوك عن النزاعات السياسية والعسكرية، وإسناد إدارتها إلى فريق مدني مختص ومستقل.
كما دعت المنظمات إلى إجراء تحقيق تقوده الأمم المتحدة فيما حدث بمحطة علوك، وذلك لتحديد الجهات والأشخاص المسؤولين عن قطع المياه عن السكان المدنيين، الأمر الذي يشكل انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية، والذي قد يرقى إلى أن يكون جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
وطالبت المنظمات بضمان استفادة جميع السكان في شمال شرق سوريا من جميع الموارد بشكل عادل تحت رقابة دولية محايدة.
وكانت تركيا سمحت بإعادة تشغيل المحطة في أواخر عام 2019 لكنها عاودت إيقافها في 24 شباط/ فبراير 2020، وطردت جميع العاملين فيها دون إيضاح الأسباب، وفي شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس 2020، تم قطع المياه عن مدينة الحسكة وريفها لأكثر من 22 يوماً من قبل السلطات التركية وفصائل المعارضة السورية المسلحة، ليتم إعادة فتحها مجدداً في 22 آب/ أغسطس 2020، نتيجةً للسخط الشعبي والمطالبات العديدة.
يُذكر أنَّ محطة مياه علوك تقع بالقرب من قرية علوك على بعد 10 كم شرق مدينة سري كانيه/ رأس العين، شمال شرق سوريا، وتحتوي على 30 بئراً، بإمكانية ضخ تبلغ حوالي 175 ألف متر مكعب يومياً من المياه الصالحة للشرب، حيث سيطر الجيش التركي على محطة علوك بدعم من فصائل سورية معارضة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2019، خلال "عملية نبع السلام"، وأدّى القصف الجوي والبري الذي رافق العملية العسكرية إلى الإضرار بالمحطة وخروجها عن الخدمة.
وتعتبر محطة مياه علوك مصدراً رئيسياً للمياه في الشمال السوري، حيث تلبي احتياجات 800.000 شخص من سكان المنطقة، لا سيما سكان مدينة الحسكة وقرية تل تمر وضواحيهما، كما يتم نقل المياه منها بالشاحنات لمخيمات الهول والعريشة والتوينة (واشو كاني)، وذلك بحسب اللجنة الدولة للصليب الأحمر.
التعليقات