![]() |
قرية "لزكة" الإيزيدية |
ليلوز بدري-قامشلو/ ايزدينا
نفى الرئيس المشترك للبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة، وعضو اتحاد الإيزيديين في سوريا، فاروق توزو، وجود أي صلة بين اتحاد الإيزيديين في سوريا والبيت الإيزيدي، مع الوفد الإيزيدي القادم من أوروبا إلى مدينة سري كانيه/ رأس العين المحتلة، لإجراء مفاوضات مع قوات الاحتلال التركي.
وكان الوفد الإيزيدي الذي ضم ثلاث أشخاص ينحدرون من سري كانيه/ رأس العين ويقيمون في أوروبا منذ عدة سنوات، وصلوا إلى تركيا قبل عدة أيام، وزارو القرى الإيزيدية في مدينة سري كانيه/ رأس العين بهدف استكمال المفاوضات لإعادة أملاك الإيزيديين إليهم ومحاولة إعادة الإيزيديين المهجرين إلى قراهم.
وأفاد توزو في تصريح خاص لموقع ايزدينا، أن هذه الخطوة تثبت تعرض الإيزيديين للتهجير القسري من قراهم بعد هجمات قوات الاحتلال التركي وفصائل المعارضة السورية المسلحة الموالية لها مدينة سري كانيه/ رأس العين وقراها؛ وتأتي استكمالاً لما قام به عناصر "جبهة النصرة سابقاً" ومجموعات الفصائل المتشددة في استهداف القرى الإيزيدية بدءاً من عام 2011.
وأضاف توزو أن قوات الاحتلال التركي، قامت بتهجير سكان المدينة وريفها قسراً في تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2019، عبر استهدافهم بالطيران الحربي وقذائف المدفعية الثقيلة، مشيراً إلى أن الفصائل المسلحة الموالية لتركيا قامت بسلب ونهب ممتلكات السكان وأراضيهم الزراعية، وإحراق منازلهم بعد سرقة محتواها.
ودعا الرئيس المشترك للبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة، المهجَّرين الإيزيديين من سري كانيه/ رأس العين، إلى عدم الانجرار وراء الأكاذيب والألاعيب التي تنتهجها سلطات الاحتلال التركي في سعي منها إلى إظهار نفسها للعالم عبر الوسائل الإعلامية بأنها تقوم بإعادة المهجرين الإيزيديين إلى ديارهم وإعادة أملاكهم وأراضيهم الزراعية إليهم.
وأشار توزو إلى ما يحدث من انتهاكات بحق أبناء المكون الإيزيدي في مدينة عفرين المحتلة على يد الفصائل الموالية لتركيا، والتي تمارس أبشع الانتهاكات بحقهم، من عمليات خطف للمدنيين وابتزازهم مادياً ومحاولة إجبارهم على اعتناق الديانة الإسلامية.
ولفت توزو أن أبناء المكون الديني الإيزيدي وبعد تعرضهم لعدة فرمانات على يد تنظيم "داعش" الإرهابي والقوى الظلامية، باتوا على يقين بأن العودة لقراهم ومدنهم في ظل تواجد فصائل متشددة بذهنية الإخوان المسلمين، تشكل خطراً على حياتهم وحياة باقي المكونات.
وأوضح توزو أنهم مع عودة أبناء الديانة الإيزيدية المهجّرين قسراً إلى قراهم ومنازلهم، بعد خروج الفصائل المسلحة وقوات الاحتلال التركي من المنطقة، لافتاً إلى أن تلك الفصائل المسلحة تشكل خطراً على الإيزيديين بسبب رفضهم فكرة وجود الدين الإيزيدي في المناطق التي يحتلونها.
في السياق أفاد خضر خابور وهو أحد أبناء المكون الإيزيدي والذي ينحدر من قرية "لزكة" ٢٠ كم شرق سري كانيه/ رأس العين المحتلة، أن معلومات وردتهم قبل أسبوع، حول تفاوض وفد إيزيدي قادم من ألمانيا مع سلطات الاحتلال التركي وأنهم سيدخلون لمدينة سري كانيه/ رأس العين المحتلة لرؤية قراهم ومحاولة استرجاع أملاكهم.
وأضاف خابور، في تصريح لموقع ايزدينا، أنهم يرفضون دخول هذا الوفد إلى قراهم كونهم دخلوها بصفات شخصية، مشيراً إلى أن الوفد لا يمثل المهجّرين الإيزيديين من سري كانيه/ رأس العين.
وأشار خابور أن الوفد لم يأخذ بعين الاعتبار قضية الشعب الإيزيدي، كما لم يكن لاتحاد الإيزيديين والبيت الإيزيدي أي علم أو تنسيق بشأن تلك الزيارة المفاجئة إلى منطقة سري كانيه/ رأس العين المحتلة.
وأوضح خابور أن الفصائل المسلحة الموالية لتركيا هجرتهم قسراً من منازلهم وقراهم، وأنهم يرفضون العودة إليها في ظل وجود وسيطرة تلك الفصائل والمجموعات المتشددة على المنطقة، حيث يرتكبون أبشع الممارسات اللاأخلاقية من اعتقالات وقتل وسلب ونهب الممتلكات والآلات الزراعية إضافة لحرق العديد من منازل سكان القرى الإيزيدية وصولاً للعبث بمقابر الإيزيديين.
وأشار خابور إلى وجود 59 عائلة إيزيدية مهجرة في منطقة الجزيرة، حيث تقطن عائلة واحدة في مخيم "واشو كاني" فيما تتوزع بقية العائلات في قرى بريف الحسكة وهي قرى( طولكو، برزان، سليمان، خربة ملح وكمر) إضافة لتوزعهم في بعض قرى مدينة عامودا.
![]() |
قرية "لزكة" الإيزيدية |
ولفت خابور إلى أن ممارسات تلك الفصائل المتشددة تتشابه مع ما فعلته القوى الظلامية المتمثلة بتنظيم "داعش" في منطقة شنكال/ سنجار، من عمليات قتل واعتقال النساء وبيعهن في الأسواق والمتاجرة بهن.
وأكد خابور أنهم يأملون بالعودة القريبة إلى مدينتهم وقراهم بعد إخراج كافة الفصائل المسلحة الموالية لقوات الاحتلال التركي منها، مع وجود ضمانات دولية تحفظ وجودهم كأبناء الديانة الإيزيدية.
يذكر أن نحو 3 آلاف إيزيدي كانوا يعيشون في مدينة سري كانيه/ رأس العين وريفها بحسب إحصائيات البيت الإيزيدي في عام 2012، وكان الإيزيديون يتوزعون بين المدينة وعدة قرى هي (الدريعي، تليلية، الأسدية، جافا، دردارة ، تل صخر، جان تمر، سكرية، قرية السعيد، لزكة وشيخ حمود".
التعليقات