زين العابدين حسين-حلب/ ايزدينا
تستمر الفصائل المتطرفة التابعة لما يسمى "الجيش الوطني السوري" في عفرين المحتلة، بإجبار الإيزيديين على اعتناق الدين الإسلامي، عبر مجموعة من الأساليب كالاختطاف والقتل والتهجير وتدمير الممتلكات والمراكز والمزارات الدينية الإيزيدية.
وأفاد فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في مدينة عفرين المحتلة، أن مسلحي "فرقة الحمزة" في قرية برج عبدالو/ برج عبدالله 11 كم جنوبي مدينة عفرين المحتلة، عمدوا إلى أسلوب وطريقة أخرى وهي المطالبة بدفع أموال "إتاوات".
وأضاف الفريق أن مسلحي "فرقة الحمزة" طالبوا في منتصف شهر حزيران/ يونيو الفائت، الإيزيديين في قرية "برج عبدالو" بدفع مبلغ قدره خمسة آلاف دولار (ما يعادل 17 مليون و550 ألف ليرة سورية) لقاء عدم إجبار سكان القرية الإيزيديين على اعتناق الدين الإسلامي.
واستطاع فريق الرصد في مؤسسة ايزدينا توثيق الحادثة واكتفى حينها بتمرير الوثائق إلى المنظمات الدولية المعنية برصد الانتهاكات.
وأشار الفريق أن إجبار الإيزيديين على دفع المبلغ صدر عن المدعو "عبدو عثمان" المعروف باسم (أبو محمود) والذي يشغل منصب المسؤول الأمني في فصيل "فرقة الحمزة" بقرية "برج عبدالو".
وأوضح الفريق أن المدعو عبدو عثمان هدد سكان القرية عدة مرات من أجل دفع المبلغ المذكور، حيث قامت تسع عائلات من ذوي الدخل المحدود من المقيمين في القرية بجمع مبلغ قدره ثلاثة آلاف دولار (ما يعادل 10 مليون و530 ألف ليرة سورية) وتسليمه إلى الفصيل في نهاية شهر آب/ أغسطس الفائت، إلا أن الفصيل لم يوفي بوعده واستمر في تضييق الخناق على الإيزيديين في القرية.
والتقى حينها فريق الرصد بعض سكان القرية من الذين شاركوا بتجميع المبلغ ودفعه إلى "فرقة الحمزة"، حيث أكد جميعهم أن ما دفعهم لدفع المبلغ هو رغبتهم بالحفاظ على معتقداتهم الدينية وحماية ممتلكاتهم من السرقة وحماية أبنائهم ونسائهم من الاختطاف.
وذكر فريق الرصد أن دفع الإيزيديين للمبلغ لم يشفع لهم ولم يحميهم من الانتهاكات المتكررة، حيث يقوم الفصيل إلى اليوم بإجبار الإيزيديين على اعتناق الدين الإسلامي عبر اختطاف الشباب والنساء، وبناء المساجد الإسلامية في القرى الإيزيدية والذي يعتبره الإيزيديون تصرفاً مقصوداً.
الجدير بالذكر أن عدد الإيزيديين في منطقة عفرين قبل احتلالها كان يقارب 35 ألف نسمة وفق إحصائيات غير رسمية، إلاَّ أنه ومنذ سيطرة قوات الاحتلال التركي ومسلحي المعارضة السورية الموالية لها على المنطقة في 18 آذار/ مارس 2018 لم يبقى فيها سوى أقل من ألف نسمة وفقاً لإحصاء سري قام به فريق ايزدينا في عام 2020.
التعليقات