فادي الأسمر- إدلب/ ايزدينا
تعاني القرى التي يسكنها الكرد في ريف إدلب من سياسة تهميش متعمدة من قبل "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) من جميع النواحي الخدمية، ويعتبر الواقع الطبي والصحي في هذه القرى مزرياً، وسط عدم اهتمام المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة بتحسين واقع هذه القرى.
وتعتبر قرية "الكفير" الواقعة في ريف إدلب الغربي قرب مدينة "جسر الشغور"، أحد أكبر القرى التي يسكنها أبناء المكون الكردي، إضافة لثلاثة قرى صغيرة مجاورة لها.
يقول خالد العلي ( وهو اسم مستعار لصحفي يقيم في قرية الكفير) لموقع ايزدينا، أن قرية الكفير والقرى المجاورة لها تعاني من تردي الواقع الصحي والطبي والخدمي فيها إلى حد كبير، حيث تفتقد القرية لوجود مشفى أو مركز صحي لتقديم العلاج والإسعافات الأولية للمواطنين.
ويضيف العلي أن عدد سكان قرية الكفير يبلغ نحو 4 آلاف عائلة، وأن سكانها يضطرون للذهاب إلى مدينة "جسر الشغور" أو مدينة "دركوش" لتلقي الخدمات الطبية بسبب عدم وجود مشفى أو مركز صحي فيها، مشيراً إلى أن بعد هذه المدن عن المدينة يؤثر على من يحتاجون لإسعافات طبية سريعة لكبار السن.
ويشير العلي أن لقاحات "كورونا" لم تصل للقرية حتى الآن، مشيراً إلى أن الجرعات التي وصلت لمنطقة إدلب وريفها تم حصرها حالياً للعاملين في القطاعات الطبية والتعليمية والإغاثية، وأن الجزء المخصص لكبار السن لم يصل إلى قرية الكفير، رغم وجود مركز لتلقي الجرعات في مدينة "جسر الشغور".
وتنتشر الأمراض والأوبئة بشكل كبير في القرية وخاصة في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، ومع وجود عدد كببر من كبار السن في القرية، تنتشر أمراض متعددة منها الأمراض التنفسية وأمراض القلب والمفاصل، إضافة لتسبب الحالة الخدمية المتردية في القرية بانتشار أمراض أخرى مثل اللشمانيا وغيرها بحسب سكان القرية.
ويذكر العلي أن القرية تعيش واقع خدمي سيء وخاصة تصدع أنابيب الصرف الصحي وانتشار القمامة وعدم اهتمام البلديات والجهات المعنية بتقديم الخدمات، فضلاً عن شح مياه الشرب وارتفاع أسعارها، وارتفاع أسعار الأدوية في المشافي والصيدليات المحيطة بالقرية.
بدوره يقول نزار الدرويش ( وهو اسم مستعار لأحد سكان قرية الكفير) لموقع ايزدينا، أن سكان القرية يعانون جداً من مسألة تردي القطاع الطبي في القرية، فرغم ارتفاع أسعار العلاج والأدوية هناك تكاليف إضافية على سكان قريتهم والتي تتمثل بتكاليف المواصلات، حيث يحتاج تلقي أي خدمة طبية أو أي علاج لأي نوع من الأمراض أو حتى تلقي الإسعافات الأولية الطارئة، الذهاب إلى مدن أخرى.
ويضيف الدرويش، أن قرية "الكفير" بحاجة ماسة إلى عيادة طبية واحدة على أقل تقدير وإلى صيدلية، وأن فكرة المشفى أو حصول القرية على الاهتمام الطبي والصحي الجيد فهي فكرة مستبعدة لأن القرية شبه معزولة ولا تقع ضمن اهتمامات الجهات المعنية من "حكومة الإنقاذ" و "هيئة تحرير الشام" ( جبهة النصرة سابقاً).
ويشير الدرويش إلى إن الاهتمام بالواقع الخدمي في القرية سيساهم في الحد من انتشار بعض الأمراض، كما أن تأمين مياه للشرب الصالحة للاستخدام المنزلي، وترحيل القمامة من الشوارع، وتجديد أنابيب الصرف الصحي، يساهم في ذلك أيضاً.
ويطالب الدرويش بتأمين رعاية صحية لكبار السن بشكل خاص، لافتاً إلى أن الخطوات المطلوبة لتحسين الواقع الصحي في قرية "الكفير" والقرى الكردية الأخرى، يقع على عاتق الجهات المعنية، ولكن هذه الجهات لا يتوقع منها أي تحسن في تأمين هذه الخدمات حالياً.
يشار إلى أن قرى التي يسكنها أبناء المكون الكردي في ريف إدلب شهدت حركات نزوح ولجوء إلى خارج البلاد بشكل كبير بعد سيطرة فصائل المعارضة المسلحة والجماعات الجهادية المتشددة عليها منذ بداية عام 2015، حيث تبقى أقل من نصف السكان من المكون الكردي وفق إحصائيات غير رسمية، بسبب معاناة هذه القرى من التهميش في كافة الجوانب لأسباب يؤكد الكثير من النشطاء والسكان المحليين بأنها سببها تعصب وتطرف قومي كون سكانها من المكون الكردي.
التعليقات