جميل جعفر-ألمانيا/ ايزدينا
رحل الباحث والكاتب الإيزيدي بير خدر سليمان عن الحياة، الاثنين، عن عمر ناهز 70 عاماً، بعد تعرضه لوعكة صحية تطورت إلى أزمة قلبيِة حادّة تم نقله على إثرها إلى مستشفى "آزادي" في مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق.
وينحدر الباحث والكاتب بير خدر سليمان من مدينة "عين سڤني" بمركز قضاء الشيخان في إقليم كردستان العراق، وهو من مواليد عام 1952.
شَغَل المرحوم عِدة مناصب ثقافية إيزيدية وكردية مرموقة منها "رئيس فرع اتحاد الكتّاب الكرد في دهوك"، وكان أول رئيس لمركز لالش الثقافي والاجتماعي، وهو من مؤسسِي مركز لالش، وأصبح عضواً في البرلمان الكردستاني.
ألَّف سليمان العديد من الكتب الدينية، وأغنى العديد من المجلات الثقافية بمقالاته وأبحاثه، إضافة إلى عدة محاضرات ألقاها حول الديانة الإيزيدية، ومن أهم مؤلفاته كتاب "گوندياتي" الصادر عام 1985، و"سِفر الإيزيدية" الصادر عام 2009، إضافة إلى نشر العشرات من المقالات والأبحاث المثمرة في مجلة المحفل ومجلة لالش الدّْورية الذي كان مديرًا لها.
رمَّمَ الأستاذ الفقيد الكثير من الأخطاء والمغالطات التي تشكلت حول الديانة الإيزيدية، وكانت أبحاثه نيِرة وشكَّلت طريقًا لعدة باحثين شباب للاستفادة من أبحاثه وكتبه.
وقام الفقيد سليمان، في الثامن عشر من شهر أيلول/ سبتمبر من عام 2014 بحرق مكتبته، احتجاجاً على الإبادة التي تعرضت له الأقليّات العراقيّة.
يذكر أن الفقيد بير خدر سليمان، كان أحد أشهر الباحثين العراقيّين في التّعريف بالأقليّة الإيزيديّة، وتعدّ مؤلّفاته من أندر البحوث العلميّة التي قدّمت صورة حقيقيّة عن هذه الأقليّة، وانتقدت الصور النمطيّة المحيطة بها في المؤلّفات العربيّة والانكليزيّة.
ونشر سليمان تسعة كتب باللغات الانكليزيّة، العربيّة والكرديّة خلال أربعة عقود من الجهد العلميّ في حياته، وكانت تضمّ مكتبته نصوصاً قيّمة في مواضيع عدّة وبعضها نادرة حول الأقليّة الإيزيديّة، والتي جمعها خلال رحلته العلميّة الطويلة بما فيها مؤلّفاته الّتسعة.
التعليقات