ليلوز بدري- قامشلو/ ايزدينا
يحتفل الإيزيديون في شمال وشرق سوريا بما يسمى "عيد باتزمي"، والتي بدأت طقوسها يوم الأحد الفائت، وتنتهي غداً الأحد.
وتستمر الطقوس الدينية المرافقة للعيد سبعة أيام، حيث أن لكل يوم من هذه الأيام تسميات وطقوس مختلفة، وهو يعكس مدى غنى الإرث الحضاري للديانة الإيزيدية.
وبدأت الطقوس الدينية الخاصة بـ "عيد باتيزمي" أو "عيد باتيزما بير آلي" يوم الأحد المصادف للتاسع من شهر كانون الثاني/ يناير، وتستمر طقوس العيد حتى يوم غدٍ الأحد المصادف للسادس عشر من شهر كانون الثاني/ يناير.
وقالت عضو البيت الإيزيدي في منطقة تربة سبيه/ القحطانية فكرية إبراهيم، لموقع ايزدينا، إن طقوس "عيد باتزمي" ورثوها عن آبائهم وأجدادهم الإيزيديين، وأنها تحتفل به طوال حياتها.
وتبلغ فكرية إبراهيم من العمر (55 عاماً) وهي تنحدر من قرية "تل خاتونكي" بريف تربه سبيه/ القحطانية.
وأوضحت إبراهيم أنهم يبدؤون في اليوم الأول لـ "عيد باتزمي بير آلي" بالتحضير للطقوس الدينية، وفي يومي الاثنين والثلاثاء يتم تحضير أطعمة لتقدم على أرواح موتاهم.
وأضافت إبراهيم أنه في يوم الأربعاء يتم تقديم الأضاحي والقرابين وهي "لحم الغنم أو الماعز"، مضيفة أنه يتم قطع اللحم من الطرف الأيمن إلى سبعة قطع، ويجب عدم فرم هذه القطع إلى أوصال، أي أنها تبقى على حالها وتغلى لتوضع مع بقية لوازم الطقوس الأساسية كالشمعة المصنوعة من القماش الأبيض القطني، وسبعة أرغفة من الخبز الخاص بهذا العيد، مع زبيب وبراد (وهو طين من تراب لالش ومياه زمزم) وخورة (خبز محمص).
وتابعت إبراهيم أنه في صباح يوم الخميس، تقوم العائلات الإيزيدية بزيارة أقربائها، ويباركون لبعضهم بمناسبة العيد، ويتم إشعال الشموع قبل غروب الشمس، حيث تبدأ طقوس الأدعية، ويتم الدعاء للأقرباء والأحبة وللجميع بالخير، كما يتم تقديم المأكولات والأطعمة في العيد على الفقراء.
وذكرت إبراهيم أنه يتم تقديم سفرة المأكولات الشهية في يوم السبت، والتي تتضمن الحلويات والفواكه والعديد من الأطعمة الأخرى، حيث تقدم للزائر والضيف القادم للمباركة.
وأردفت إبراهيم أنه في اليوم الأخير من العيد والذي يصادف يوم غدٍ الأحد، يتم توزيع الخير من اللحم المطبوخ في البيت إلى الفقراء، وبعدها يقوم الإيزيديون بزيارة قبور موتاهم لتقديم الخير على أرواحهم.
ولفتت إبراهيم، إلى أن أجواء الطقوس والأعياد الإيزيدية وخاصة "عيد باتزمي" بأيامه السبع، قبل سنوات الحرب، كانت تضج بالاحتفالات حيث كانت تجتمع مئات العوائل مع بعضها البعض وتحتفل معاً، إلا أنه وسبب الحرب وما حلَّ بالإيزيديين من مآسي، تسببت بتهجير معظمهم من قراهم ومدنهم، ليتبقى في كل مدينة أو قرية عدد صغير من العوائل الإيزيدية وخاصة في سوريا.
التعليقات