نادر سليمان-عفرين/ ايزدينا
تهدد أعمال مستوطنين يقومون باستخراج الصخور من إحدى الجبال بريف عفرين المحتلة، بتدمير مزار ديني إيزيدي قرب قرية قيبار/ الهوى 4 كم شرقي مدينة عفرين المحتلة.
ويقع مزار "جلخانة" الإيزيدي 2 كم جنوبي قرية قيبار/ الهوى بريف عفرين الشرقي، حيث يقوم مستوطنون باستخراج الصخور من الجبل المُطل على المزار، بحسب فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين.
وقال فريق الرصد إن المستوطنين يعملون كمتعهدين في أراضي تعتبر "أملاك دولة" قرب المزار الديني الإيزيدي، والتي استأجروها مطلع عام 2021 من قادة الفصيل الذي يسيطر على المنطقة.
وأضاف الفريق أن المستوطن المسؤول مباشرة عن عمليات الحفر يدعى "أبو عبدو" وينحدر من إحدى قرى ريف حلب الشمالي، وأنه قدم إلى مدينة عفرين بعد احتلالها من قِبل القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها في 18 آذار/ مارس 2018.
وأوضح الفريق أن المستوطن "أبو عبدو" استأجر الأراضي التي تعود ملكيتها للدولة من شخص يدعى "أبو العباس" وآخر يدعى "أبو الفوز"، واللذان يشغلان مناصب قيادية في "فرقة المعتصم" التابعة لما يسمى "الجيش الوطني السوري".
وأشار الفريق أن المستوطن دفع مبلغ مالي كبير لقاء السماح له باستخراج الصخور من الجبل المُطل على مزار "جلخانة" الإيزيدي.
ولفت الفريق أن المستوطن المدعو "أبو عبدو" أحضر في نهاية عام 2021 متعهدين آخرين للعمل تحت إمرته بغية توسيع المشروع والاستفادة من استخراج الصخور، الأمر الذي يهدد بتدمير المزار.
وذكر الفريق أن صخور عديدة سقطت على مدخل المزار والدرج المؤدي إليه خلال الأشهر القليلة الماضية، إضافة لسقوط الصخور الصغيرة بشكل مستمر.
ويعتبر مزار "جلخانة" ذو مكانة دينية لدى أبناء الديانة الإيزيدية وخاصة أنه يقع قرب مقام ملك آدي المبارك الذي يبعد عنه مسافة 300 متر فقط، والذي تم تدميره من قبل المسلحين خلال الأشهر الأولى من احتلال منطقة عفرين.
وقال سكان إيزيديون لفريق الرصد أن قادة "فرقة المعتصم" أعطوا الموافقة للمستوطنين للقيام بحفريات واستخراج الصخور من الجبل المطل على المزار بشكل متقصد، بغية تدمير وإمحاء آثار ومزارات الديانة الإيزيدية في المنطقة.
الجدير بالذكر أن مسلحي ما يسمى "الجيش الوطني السوري" عمدوا منذ احتلالهم منطقة عفرين إلى تدمير المزارات الدينية الإيزيدية، حيث تضم منطقة عفرين 19 مزاراً خاصاً بأبناء الديانة الإيزيدية؛ تعرض سبعة مزارات منها على الأقل للتدمير والنبش من قِبل مسلحي المعارضة السورية، إضافة لتدميرهم مقر اتحاد الإيزيديين الثقافي والاجتماعي في عفرين، وافتتاح مدرسة شرعية على أنقاضها بتاريخ 23 أيلول/ سبتمبر 2021 بدعم مالي من جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية الكويتية.
التعليقات