نادر سليمان-عفرين/ ايزدينا
فقد مدني كُردي من عفرين حياته في أحد الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري بمدينة حلب، وذلك بعد أكثر من شهرين من اعتقاله بشكل تعسفي.
وأفاد فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين المحتلة، أن مسؤولين في فرع المخابرات الجوية التابعة للنظام السوري في حلب، تواصلوا أواخر شهر كانون الأول/ 2022، مع ذوي المغدور حسن علي حسن لاستلام جثة ابنهم.
وأضاف الفريق أن إدارة فرع المخابرات الجوية في حلب، أخبرت ذوي المغدور بأن ابنهم توفي بشكل طبيعي نتيجة أزمة قلبية مفاجئة.
وأوضح الفريق أن المغدور يبلغ من العمر 47 عاماً وهو من سكان قرية "سنارة" 24 كم غربي مدينة عفرين المحتلة والتابعة لناحية شيه/ شيخ الحديد، وكان اعتقل بتاريخ 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2022 من قِبل عناصر أحد الحواجز التابعة للنظام السوري.
وفي تفاصيل الاعتقال، حصل فريق الرصد على معلومات تفصيلية، تؤكد أن المغدور كان يقيم في حي الأشرفية بمدينة عفرين المحتلة، وقصد مدينة حلب بغرض العلاج كونه يعاني من مرض السكري وأمراض عصبية، وأثناء وجوده في مدينة حلب قصد مشفى الرازي الحكومي التابع للنظام السوري.
وقال فريق الرصد إنه وفي أحد المرات وأثناء خروج المغدور من المشفى نشب خلاف بينه وبين سائق تكسي حول الأجرة، مما دفع بالسائق لإنزاله عند أحد الحواجز العسكرية التابعة للنظام السوري، وأخبرهم بأن المغدور كان يقيم في مناطق سيطرة مسلحي المعارضة السورية، فقام عناصر الحاجز بإنزاله من السيارة بالإكراه.
وأضاف الفريق أنه وبعد قيام عناصر الحاجز بإنزاله من السيارة بالإكراه، تصادم المغدور معهم وتطور الأمر لاعتداء العناصر عليه، ليتم اعتقاله وتحويله إلى فرع الأمن السياسي، ومن ثم تحويله إلى فرع المخابرات الجوية، حيث تعرض داخل الفرعين إلى التعذيب بشكل وحشي رغم مرضه وحالته الصحية السيئة، ونتيجة سوء التغذية ومنعه من أخذ أدويته التي يحتاج إليها بشكل دوري، توقف قلبه وفقد حياته.
وتابع الفريق أن ذوي حسن استلموا جثمانه وأحضروه إلى مدينة عفرين المحتلة ليتم دفنه في مسقط رأسه في قرية "سنارة"، وذلك عبر وسطاء وسماسرة بعد دفع مبالغ مالية لحواجز النظام السوري المنتشرة على الطريق الواصل بين مدينتي حلب ومنبج، حيث تمنع الحواجز المنتشرة من مرور الجثامين إلى مدينة منبج في حال لم يكن المتوفي من نفس المدينة، فيما يجبر جميع مهجري مدينة عفرين المحتلة المقيمين في مدينة حلب على دفن موتاهم في مدينة حلب أو مناطق الشهباء بريف حلب الشمالي.
يذكر أن مسلحي النظام السوري المنتشرين على الحواجز التابعة لهم على أطراف الأحياء الكردية في مدينة حلب بتفتيش المارة من المعابر بما فيهم النساء بشكل دقيق بحثاً عن الأموال، حيث يمنع على الأشخاص حمل أكثر من مبلغ 150 ألف ليرة سورية، ومن يعثر معه أكثر من ذلك يتم اعتقاله، إضافة لتفتيش أجهزتهم المحمولة أحياناً أخرى وفي حال العثور على أية صور لمقاتلين أكراد أو إشعارات لحوالات مالية يتم اعتقالهم أيضاً، وذلك منذ منتصف تشرين الأول/ أكتوبر 2022، كما تقوم نفس الحواجز بفرض حصار خانق على الأحياء ذات الغالبية الكُردية منذ شهر نيسان/ أبريل 2022، حيث تمنع إدخال مواد الخبز والطحين والسكر والمحروقات والأدوية وكل السلع الأساسية.
التعليقات