سليمان جعفر - كاتب / ايزدينا
من الضروري أن يعمل كل إيزيدي من موقعه في سبيل إعلاء راية هذه الديانة العريقة، ونبش الأرض التي كانت وما تزال تعيش عليها الإيزيدية منذ وجودها الذي يعود الى آلاف السنين، أي قبل ميلاد السيد المسيح.
إن صفحات التاريخ حبلى بالمآسي والفرمانات التي جرت للإيزيديين، ولم يمر مستعمر أو عابر سبيل من أرض كردستان إلا وترك بصمة كلها حقد وتشفّي بمعتنقي هذه الديانة التي كانت قدرها أنها عُرفت بديانة المقاومة، حيث وَقَت (حفظت) اللغة الكردية من الفناء.
المؤرخون والمستشرقون والكتّاب وحتى أصحاب البقاليات والحوانيت يقولون أن الإيزيدية تعرضت لإثنان وسبعون فرماناً، دون التبحر في أسبابها أو مسبباتها، فكانت من نتائج تلك الأسباب والمسببات أن العديد من إيزيديي شنكال بدؤوا بنشر مقالات يتبرؤون خلالها من كرديتهم، كما يعلنون ذلك شفاهًا وبالصوت العالي.
لن أتطرق في هذا المقال إلى أسباب تبرؤ الإيزيدي من كرديته وإبدالها بالقومية الإيزيدية، سأترك ذلك الى أوقات أخرى. إخوتي نحن بحاجة الى أن ننتفض على ذاتنا، وأن يقول كل منا: كفى خنوعاً وإنقياداً للغير، ماذا ينقصنا كي نكون كباقي البشر، علينا أن نستفيد من هذا الظرف الآن.
من أوصلَنا إلى هذه الدرجة من الخوف والخنوع والقبول بأن نكون تابعين لكل من يرفع صوته في وجهنا؟ متى كان الإيزيدي يخاف، وهم الذين كانوا سادة العالم إبان الإمبراطورية الكيانية والخالتية والهورية وآخرها الإمبراطورية الميدية.
كانت حدودنا تمتد من البحر الأبيض المتوسط غرباً إلى الحدود الهندية شرقاً، ومن قفقاسيا شمالاً إلى اليمن جنوباً. أين ضاع ومن أضاع هذا المجد ومن أخذه منا، ومن كان السبب؟ سنشرح ذلك ايضاً في مقالات لاحقة.
نحن بحاجة إلى مراجعة الذات وأن نبحث عن الجرح النازف في الجسم الإيزيدي ونضع يدينا عليه، ونعالجه ليتعافى هذا الجسم ويعود إلى ألقه ورونقه الكردي الخالص، وهذه دعوة لكل المثقفين الإيزيديين لشحذ الهمم ونكران الذات كي نعيد إلى ديانتنا أمجادها بأساليب حضارية بعيدة عن التعصب أو الدعوة إلى إعتناق الإيزيدية، فالإيزيدي هو من وُلِد لأبوين إيزيديين.
وأنا أعِد موقع ايزدينا بأن أقدم له كل ما لدي من معلومات دينية وتاريخية تتعلق بديانة الآباء والأجداد جمعتها خلال سنين طويلة، لكي يكون هذا الموقع نبراساً للجيل الشاب، وأن يعلم هذا الجيل أن ما يسمعه ويقرأه من مواقع إيزيدية كموقع ايزدينا، الذي إنضم مؤخراً إلى المواقع الإيزيدية المخلصة، هي الحقيقة التي لا ينبغي من وراء نشرها إلا كل الخير لأبناء ديانتنا العريقة.
التعليقات