منوعات - ثقافة | ايزدينا
ارتبط وجود الكرد في فلسطين بشكل لافت للنظر في القرون الوسطى، وخصوصا أثناء الصراع الإسلامي - الصليبي على بلاد الشام، ومصر أيام الدولة النورية التي أسسها نور الدين زنكي، وبالدولة الصلاحية الأيوبية التي أسسها صلاح الدين الأيوبي، وبعد هذه الفترة ظل الكرد يتوافدون إلى مدن فلسطين وقراها في العهود اللاحقة منذ أيام الدولة المملوكية والعثمانية والانتداب البريطاني حتى بدايات العصر الحديث.
كان الكرد يأتون إليها على شكل مجاهدين في الجيوش الإسلامية، التي تشكلت منذ أيام نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي، وقد أعطى الأخير الكثير من الأمراء الكرد إقطاعات خاصة بهم في مدن فلسطين الرئيسية، من أجل الدفاع عنها أمام الغزوات الصليبية القادمة، والعمل على صبغ البلاد بالطابع الإسلامي، بعدما كانت فلسطين مملكة صليبية لأكثر من مائة عام، وأفرغت من سكانها الأصليين، فكانت سياسة صلاح الدين تقوم على إسكان الجنود الكرد في المدن الفلسطينية، وإعطائهم إقطاعات خاصة بهم. ومع الأيام شكل الكرد الموجودون في هذه المدن أحياء خاصة بهم، في كل من القدس والخليل وعكا ونابلس وغزة، واشتهرت باسمهم " محلات الأكراد".
أسكن صلاح الدين الكرد في مدينة الخليل، كما أن مدينة نابلس قد منحها لإبن أخته حسام الدين لاجين حيث تسلم المدينة الأمراء الكرد بعد وفاته أمثال سيف الدين علي بن أحمد الهكاري، وأيضًأ هناك تواجد كبير للكرد في القدس وفيها حارة بإسمهم، حارة الأكراد.
كان هناك في فلسطين رجال دين كرد، أمثال الشيخ إبراهيم بن الهدمة الكردي قرية (سعير)، والعالم بدر الدين الهكاري الصلتي، الشيخ أحمد محمد الكردي البسطامي...
هذه أهم مقتطفات لما جاء في كتابات الكاتب الكردي الاردني محمد علي الصويركي.
التعليقات