![]() |
مصدر الصورة رويترز |
مواجهات وردود أفعال دولية ومحلية حول استفتاء إقليم كردستان العراق بعد أن أعلن مسعود البارزاني عن إجراء الاستفتاء في موعده المقرر غداً الاثنين، حيث حذرت الخارجية التركية كرد العراق من إجراء الاستفتاء المرتقب لتقرير مصير كردستان وذلك رداً على إعلان رئيس الإقليم، والذي بدوره عزم الكرد في المضي نحو الاستفتاء وكذلك صوت برلمان كردستان بدوره بالأغلبية على إجراء الاستفتاء متجاهلاً معارضة العراق وتركيا وإيران.
أما إسرائيل فأعلنت عن تأييدها لقيام دولة كردية مستقلة، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده تؤيد قيام دولة كردية وذلك تزامناً مع استعداد كرد العراق للاستفتاء على الاستقلال. وقال نتنياهو في تصريحاته إن إسرائيل تؤيد جهود الشعب الكردي المشروعة لقيام الدولة الكردية.
واعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي استفتاء إقليم كردستان العراق غير دستوري وذلك بعد قرار البرلمان العراقي رفض الاستفتاء في إقليم كردستان، ودعى العبادي القيادات الكردية إلى إجراء حوار مع بغداد، وقال العبادي إن الاستفتاء يهدد وحدة العراق وأمنه، مضيفاً أن مجلس الوزراء يؤكد عدم دستورية قرار المضي بالاستفتاء، وكذلك مخالفته القوانين المحلية النافذة، إضافة إلى أن فرض أمر واقع أمر مرفوض ولن يستمر، وهو ليس حلاً بل لابد من اختيار الحوار لتحقيق مصالح المواطنين، مشيراً إلى أنهم لن يسمحوا بتقسيم البلد مع احترامهم لتطلعات كل المواطنين العراقيين وخصوصاً المواطنين الكرد، ومضيفاً أن المواطنين الكرد حققوا فترة تعايش بعد عام 2003، ما لم يحققه خلال القرون الماضية، وهذا حق لأنهم مواطنين من الدرجة الأولى.
ورغم كل هذه الردود لا يزال البارزاني متمسكاً بالاستفتاء في موعده المحدد، أما الردود الرافضة لإجراء الاستفتاء فلم تجعل المواطنين الكرد في إقليم كردستان العراق يتراجعون عن التصويت لصالح إقامة دولة كردية مستقلة في كردستان العراق.
وتعتبر المناطق المتنازعة عليها أو ما تسمى بالمادة 140 والتي استعدت لإجراء التصويت على الاستفتاء، حيث صوتت محافظة كركوك بالأغلبية على إجراء الاستفتاء، خطوة قد تزيد من حدة التوتر بين سكان العرب والتركمان في محافظة كركوك المليئة بالنفط، وما أن وافقت كركوك على التصويت على إجراء الاستفتاء أصدرت الحكومة العراقية قراراً بإقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم الذي بدوره أيد إجراء الاستفتاء في محافظة كركوك.
وفي شنكال/سنجار التي تعتبر أيضاً من المناطق المتنازع عليها والتي تخلو من السكان فأهلها سيصوتون على الاستفتاء في مخيمات النزوح في محافظة دهوك حيث قامت المفوضية بالمتخصصة بالاستفتاء بإقامة مراكز خاصة للتصويت في مخيمات النازحين.
ولمعرفة آراء الأهالي النازحون من شنكال/ سنجار التقى موقع ايزدينا بعض أهالي المنطقة في مخيمات النازحين، حيث أوضح السيد جواد الببواتي وهو نازح من منطقة شنكال يقول أنه مع استفتاء الإقليم لأسباب عدة أهمها أن "أهالي شنكال إذا ظلوا تحت رحمة العرب الشوفينيين ستتكرر المصائب وتتعقد المشاكل أكثر وأكثر"، مشيراً أن "أثناء نزوحهم فتحت كردستان وشعبها أبوابها للنازحين وقدموا لهم المعونات"، مضيفاً أن "مقومات الدولة موجودة في كردستان من أرض ولغة ومؤسسات وغيرها، ومقارنة دول الخليج مع الإقليم سيكشف فروق شاسعة من حيث المساحة والسكان".
بدوره يقول المواطن حيدر اداني إنه مع الاستفتاء لأنه "من المستحيل أن يعودوا جيران لعشيرة المتيوت وكورمانج سنجار ويكونوا تحت سلطتهم"، مضيفاً أن "السلطة المركزية ضعيفة جداً، ولا يمكن الاعتماد عليها لضمان الحقوق والأمان، وستذهب أرواح الضحايا في مهب الريح"، وموضحاً أنه "يجب أن يكونوا مع الدولة الكردية بشروط أهمها أن يكون لهم قوة عسكرية ايزيدية مسؤولة عن الأمان في المناطق الايزيدية، وكذلك قانون يحمي كل الفئات الايزيدية سواء أكانت حزبية أو مستقلة، وأن لا يتعرضوا للمضايقات بسبب موقفهم السياسي، وكذلك المضايقات الدينية حيث أن هناك فئات إسلامية في كردستان متشددة في مسألة الدين، إضافة إلى تخصيص ميزانية خاصة للمناطق الايزيدية".
ومن جهته يقول المواطن خلف رشو إن رأيه "لا يؤثر على مشروع دولي مخطط له مسبقاً، فالاستقلال حق مشروع لجميع الشعوب"، مشيراً إلى أن "الشيء الذي لا يستوعبه هو هل الايزيديين هم من الكرد، أم أن الكرد هم ايزيدية تم إجبارهم على اعتناق الإسلام أثناء الغزوات الإسلامية في عهد الخلفاء المسلمين".
ويضيف رشو أنهم "يعيشون ضمن جغرافية معقدة من حيث الإدارة والمكان، فالايزيديون يعيشون ضمن حدود الدولة العراقية ولكن الإقليم هو الآمر الناهي على كل صغيرة وكبيرة في مناطقهم"، مشيراً إلى أن "المواطن الإيزيدي لا حول ولا قوة له سوى التصويت بنعم لضمان حياته وحياة أقاربه على أقل تقدير، كونه يعيش في مخيم تحت سلطة إدارة إقليم كردستان".
آراء محلية ودولية تعددت حول الاستفتاء، ويبقى السؤال هل سيتم إجراء الاستفتاء في وقته المحدد؟.
التعليقات