مراد حسو - السليمانية / ايزدينا
احتج مجموعة من النشطاء الإيزيديين ضد الأعمال الفنية التي أقيمت في لالش/شمال غرب مدينة الموصل، وذلك على صفحاتهم الشخصية في الفيسبوك وفقاً لمتابعتنا في موقع ايزدينا، وأكد بعض النشطاء أن لالش تعد مكاناً مقدساً للإيزيديين ولا يجوز استغلاله لأغراض سياسية، في إشارة إلى الأغنية الداعمة للاستفتاء التي نشرت مؤخراً وتم تصويرها في لالش.
الأغنية الداعمة للاستفتاء في اقليم كردستان والتي كتب كلماتها البرلماني شيخ شامو، حققت انتشاراً واسعاً، إلا أنها أدت أيضاً إلى ظهور ردود أفعال من النشطاء والذين رفضوا استخدام الأماكن الدينية لأغراض سياسية، حيث قال الناشط أحمد خديده الشنكالي لموقع ايزدينا إنه "يرفض كل الفعاليات الفنية في لالش، عدا الأغاني والموسيقا الدينية الصرفة"، موضحاً إستيائه من السلطة الدينية الايزيدية المتمثلة بالمجلس الروحاني لأنها "تهتم بالشأن السياسي فقط عبر زيارة المقرات الحزبية ولا تولي اهتماماً بالأمور الدينية والتراث الديني".
وعن سبب رفض الأعمال الفنية في الأماكن الدينية، أوضح الإعلامي ديار نعمو الختاري في حديثه لموقع ايزدينا أن "معبد لالش مخصص للعبادة والتضرع حيث فيه مراقد الأنبياء والأولياء الصالحين، وفيه يقام سنوياً مراسيم تمتد جذورها إلى فترة التكوين، لذلك من الخطأ الفادح بحق هذه المقدسات وأيضاً بحق المجتمع أن يتحول المعبد إلى وسيلة تستخدم لأغراض أخرى".
أقيمت في السابق العشرات من الأعمال الفنية المصورة في لالش ولكن الأمر لم يشهد احتجاجاً لدى النشطاء بحسب ما يرى بعضهم، ولكن الختاري يؤكد أنه "رفض قبل عشرة أعوام الأغنية المصورة في لالش (بيتا لالش) للفنان حسن شريف" مضيفاً أن "هناك العشرات من المواقع المخصصة للأعمال الفنية والمسرحية غير لالش".
الانتقادات الحادة التي زادت مؤخراً بعد الأغنية المؤيدة للإستفتاء، وصفها الناشط داود شنكالي على صفحته الشخصية في الفيسبوك، أن هذا النشاط الفني لم يكن غريباً، وأنه مُستغرِبْ من "هذا الهجوم اللا مبرر الذي قام به بعض المحسوبين على المثقفين والنشطاء الايزيدية، وإخراج الموضوع برمته عن مساره"، مشيراً أن الفنان حسن شريف "غنى في معبد لالش ولم يبقى بيت ايزيدي لم يفتخر بالأغنية".
ومن جانب آخر، أبدى الناشط تحسين شيخ كالو مخاوفه في حديثه لموقع ايزدينا قائلاً "يوماً بعد يوم تتحول الأعمال الفنية التي تسجل وتصور في لالش من الأغاني الوطنية والدينية إلى السياسية والحزبية، وغداً قد تتحول إلى طائفية"، مضيفاً أنه من المفترض "أن لا يسمحوا منذ البداية بالتصوير في لالش سوى للقنوات الرسمية المرخصة من الحكومة وفي المناسبات الرسمية الدينية حصراً".
الجدير بالذكر أن معبد لالش يعتبر من أكثر الأماكن المقدسة لدى الإيزيديين أهميةً، ويقع في منطقة جبلية قرب عين سفني حوالي 60 كم شمال غرب مدينة الموصل العراقية.
التعليقات