زانا خليل - عفرين / ايزدينا
تعمد الجيش التركي والقوى الإسلامية المتحالفة معه في عملية غصن الزيتون، منذ بداية الهجمات على مدينة عفرين وريفها إلى تدمير البنية التحتية في المنطقة واستهداف الأماكن الأثرية والرموز التاريخية العريقة في المنطقة والتي تعود لآلاف السنين بمختلف أنواع الأسلحة من الطيران الحربي والمدفعيات الحربية بغية تدمير الهوية التاريخية للمنطقة، حيث استهدف الطيران الحربي التركي منذ بداية حملته على عفرين، تل عين دارة الأثري والذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين وتم تدمير التل والآثار الموجودة على قمته بشكل شبه كامل.
وتوضيحاً لأهمية هذه التلة، أجرى مراسل موقع hيزدينا حواراً خاصاً مع الباحث التاريخي في الشأن الإيزيدي محمود كلش والذي أكد أن "تل عين دارة يعتبر من أقدم التلال الموجودة في منطقة عفرين، إضافة إلى الآثار الأخرى الموجودة في منطقة جبل ليلون"، مشيراً أن "تاريخ هذه الآثار تعود إلى معابد آلهة الشمس مثل منطقة خربة الشمس وعدة قرى أخرى كقرية كيمار، وأن معبد عين دارة الذي كان موجوداً على التلة التي تم قصفها، تعتبر من أهم المعابد ولها أهمية خاصة من خلال الرموز والأسود المجنحة وهي من رموز القوة".
وأوضح كلش أن "هذا المعبد يعود إلى معابد بيت النار المنتشرة في المنطقة والتي تعود إلى ما يسمى بالمعابد الشمسانية من العصر الميتاني وبعدها الحثي والتي يعود تاريخها إلى 1500 سنة ما قبل الميلاد".
وأضاف الباحث التاريخي أن "هذا المعبد امتاز بالرسومات الموجودة فيه، حيث حفر عليه آثار أقدام وكان الدخول إليه بالقدم اليسرى أولاً لتدخل إلى فسحة للغسل والتطهير، وبعدها رسمة للدخول بالقدم اليمنى ونهاية للوقوف بشكل طبيعي بكلى القدمين وذلك بمساواة بعضهم للوقوف أمام النار المقدسة والتي ترمز إلى الرمز الإلهي أي النور الإلهي".
وحول سبب استهداف هذا التل والمعبد التاريخي من قبل الجيش التركي والفصائل الإسلامية المسلحة قال الباحث التاريخي أن "تركيا من خلال قصفها لهذه الأماكن الأثرية تريد طمس هذه الحضارة وتغير ديموغرافية المنطقة وتصفيتها من طابعها الأساسي الكردي الأصيل الذي يعود إلى عهد أجداد الكرد من الميتانيين والحثيين"، مؤكداً أن "أهمية هذا المعبد يعود إلى وجود الأسود المجنحة التي ترمز إلى القوة منذ العهود القديمة، لذلك تم قصفها لتدمير هذا الصرح الحضاري العظيم مثلما فعل تنظيم داعش الإرهابي بآثار تدمر وغيرها من المناطق السورية الأخرى".
واختتم الباحث التاريخي في الشأن الإيزيدي محمود كلش حواره لموقع ايزدينا قائلاً "إنه لم يسلم لا البشر ولا الحجر ولا أشجار الزيتون من قصف وعنجهية هذا الهجوم البربري الذي يهدف إلى تدمير هوية هذه المنطقة بشتى الوسائل والطرق، في إشارة إلى القوة الإسلامية المهاجمة برفقة الجيش التركي وسلاحه الجوي والبري".
الصورة لآثار عين دارة بعد تعرضها للقصف
التعليقات