دلدار شنكالي - شتوتغارت / ايزدينا
اختطف تنظيم "داعش" الإرهابي أثناء هجومه على الإيزيديين في آب/ أغسطس 2014، 56 فرداً من عائلة عبدالله شريم من قرية تل قصب الواقعة جنوب قضاء شنكال/سنجار، الأمر الذي دفع الأخير إلى العمل على تحرير النساء والفتيات الإيزيديات المختطفات، حيث بدأ بتحرير بنت شقيقه المختطفة في مدينة الرقة السورية، الأمر الذي دفعه لمواصلة عمله الشاق في تحرير المختطفات، فساهم في تحرير 339 مختطفة إيزيدية من داعش، 8 منهن في العراق و331 في سورية.
لمعرفة المزيد من التفاصيل عن العمل البطولي الذي قام به عبدالله شريم والذي بات يُعرف بـ "محرر النساء الإيزيديات"، أجرى مراسل موقع ايزدينا حواراً معه.
والبداية كانت حول فكرة هذا العمل البطولي وكيف بدأ فيه، حيث أوضح شريم لموقع ايزدينا أنه بدأ بالعمل على تحرير المختطفات في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2014، بسبب وجود 56 فرداً من عائلته بأيدي تنظيم "داعش" الإرهابي، وكانت البداية عندما جاءه اتصال هاتفي من بنت شقيقه التي كانت مختطفة في مدينة الرقة السورية، حيث بدأ بالتخطيط لتحريرها وساعده على ذلك وجود علاقات سابقة له في المنطقة، لأنه عاش في مدينة حلب ثلاث سنوات، واستغل وجود علاقات تجارية له في المنطقة وبمساعدة أصدقاءه القدماء استطاع تحرير بنت شقيقه، الأمر الذي شجعه على الاستمرار بهذا العمل الإنساني.
وعن الجهات التي ساعدته في عمله، أوضح شريم أن مكتب المختطفات في دهوك ساعده في ذلك، وأنه لولا هذا المكتب لما استطاع تحرير أي مختطفة، مضيفاً أنه حرر 339 مختطفة من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، ولديه أسماء وصور المحررات وتاريخ التحرير للتوثيق، ولتكون دليلاً بأنه ساهم في تحريرهن.
وفيما يتعلق بدور القوات الأمنية والعسكرية العراقية والسورية والتحالف في تحرير المختطفات، أكد شريم أنه ليس لهم أي دور في تحرير أي مختطفة أو مختطف، موضحاً أنه يقوم بتحريرهن ويتم استقبالهن في مناطق تواجد القوات العسكرية التي تلتقط معهم صور وتقول في وسائل الإعلام إنها ساهمت في تحرير المختطفات، مضيفاً أن أغلب اللاتي تم تحريرهن تم دفع مبالغ "لشرائهن" وأنه لا يوجد أي عمليات تحرير من قبل القوات العسكرية في العراق وسورية إلا باستثناءات قليلة جداً.
وأضاف شريم لموقع ايزدينا أن أغلب النساء اللاتي قام بتحريرهن كانوا في سورية باستثناء 8 كانوا في العراق، موضحاً أنه تم تحرير المختطفات من مدن "حلب، الرقة، دير الزور، حماة، الميادين، البوكمال، وإدلب"، إضافة إلى تركيا، مشيراً أنه لا يوجد أي تنسيق بينه وبين الحكومة السورية وأنه كان يقوم بتحرير المختطفات وإيصالهن إلى المناطق الكردية السورية حيث تقوم وحدات حماية الشعب والمرأة برعايتهن وإيصالهن إلى المناطق الآمنة، ولكن هذه الوحدات تصرح للإعلام بأنهم هم من قاموا بتحرير المختطفات.
وحول الصعوبات التي واجهته أثناء عمله في تحرير المختطفات أكد شريم أنه واجه صعوبات كثيرة بسبب عدم وجود اهتمام بملف تحرير المختطفات من قبل المجتمع حتى الآن، إضافة إلى وجود مخاطر على حياته لأنه لا يستطيع حمل السلاح وحماية نفسه إذا تعرض لأي هجوم، كما أن نقل المحررات من سورية إلى تركيا بهدف إيصالهن إلى العراق كانت عملية خطرة وصعبة جداً بسبب سرعة عناصر "داعش" في اجتياز الحدود السورية التركية، إضافة لعرقلة الحكومة التركية للعمل أثناء معرفتهم أن هناك نساء إيزيديات محررات من داعش معهم.
وحول دفع المبالغ المتعلقة بتحرير المختطفات أوضح شريم أن عائلات المختطفات يقومون بدفع المبلغ، وبعد عودة المختطفات ووصولهن لعائلاتهن وإكمال ملفاتهن من قبل مكتب إنقاذ المخطوفين في مدينة دهوك، حيث يقوم المكتب بصرف مبالغ التحرير لعائلاتهن، مشيراً أن دفع المبالغ يتأخر أحياناً من أسبوع أو شهر حتى سنة أو أكثر.
واختتم عبدالله شريم حديثه لايزدينا قائلاً إنه سيستمر في عمله مادام هناك مختطف أو مختطفة بيد "داعش"، مشيراً أنه في الكثير من الأحيان تصله تهديدات بالقتل من قبل عناصر داعش، لكنه لن يتراجع لأنه عبر مرحلة الخوف من الموت، وعاهد نفسه أن لا يترك هذا العمل حتى لو تم تحرير جميع المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".
يذكر أن مكتب إنقاذ المخطوفين في مدينة دهوك، مختص في متابعة ملف المخطوفين الإيزيديين وتحريرهم وفقًا للسبل المتاحة، وتوفر الحكومة الكردستانية للمكتب الدعم اللازم لتحرير المختطفين الإيزيديين.
التعليقات