دلدار شنكالي - شتوتغارت / ايزدينا
يزداد أعداد اللاجئين الذين يصلون إلى اليونان قادمون من تركيا عبر البحر يوماً بعد يوم، وهم يخاطرون بحياتهم في سبيل الوصول إلى أوروبا هرباً من الحرب في سوريا والعراق، وأملاً بالحصول على حياة كريمة آمنة، رغم معرفتهم بالأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها اللاجئون في مخيمات اليونان.
ومع أن الوصول إلى الجزر اليونانية ليس أمراً سهلاً، فعبور البحر بواسطة قارب مطاطي يعتبر انتحاراً بالنسبة للاجئين، لكن آمالهم تبقى بالوصول إلى الجزر اليونانية التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. ورغم أن وجود فرق خاصة بالمتابعة أثناء عبور البحر سهَّل أمر العديد من اللاجئين وأنقذهم من الموت، إلا أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات في اليونان قليلة جداً ولا تكفي معظم اللاجئين، ورغم ذلك ورغم التحذيرات المستمرة للاجئين بعدم المخاطرة بحياتهم عبر البحر إلا أن أعدادهم في تزايد مستمر.
يقول المتطوع في فرق المتابعة وإنقاذ اللاجئين سام صالح لموقع ايزدينا إن "أوضاع اللاجئين في اليونان بشكل عام ليست جيدة ومعاناتهم كبيرة خاصة بعد وصول آلاف اللاجئين"، مضيفاً أنه قبل عدة أيام وصل نحو ٢٠٠ لاجئ إلى الجزر اليونانية، قادمون من تركيا، مشيراً أنه "رغم قيام فرق الإنقاذ جاهدة لإنقاذ أي قارب يتوجه للبحر، إلا أن حالات الغرق تحدث بين فترة وأخرى".
ويضيف صالح أن "فرق الإنقاذ تنصح اللاجئين بعدم المخاطرة بحياتهم، وعدم التوجه في هذه الشتاء إلى البحر للعبور، في ظل انعدام الخدمات بشكل عام"، موضحاً أن "وضع اللاجئين في هذه الجزر سيئ وخاصة جزر " متيليني، خيوس، وساموس"، وهم في حالة نفسية لا يحسدون عليها، بسبب طول الانتظار"، مشيراً أن وجبات الطعام التي يحصل عليها اللاجئون هي ثلاثة وجبات في اليوم بعد الانتظار لعدة ساعات، وأنها وجبات غذائية فاسدة على الأغلب.
ويؤكد صالح أن "المخيمات لا تكفي لاستيعاب العدد الموجود من اللاجئين في الجزر، فالمخيم الموجود في جزيرة "متيليني" تم تجهيزه ليسع لـ ١٧٠٠ لاجئ، لكن يتواجد فيه حالياً نحو ٨٠٠٠ لاجئ، كما أن الكثير من اللاجئين ينامون في الشوارع والحدائق في هذا البرد القارص"، مشيراً أن وضع الجزر الأخرى مثل "خيوس وساموس" هو نفس الشيء.
ويشير صالح أن "جميع اللاجئين في تركيا يعانون من تردي وضعهم الاقتصادي في ظل عدم وجود منظمات إنسانية تهتم بهم، الأمر الذي دفع اللاجئين إلى عبور هذا الطريق الخطر كل ليلة وكل يوم"، مضيفاً أن "الوضع في الجزر اليونانية ليس أفضل حالاً، فالخدمات الطبية شبه معدومة، فاللاجئون غير مرحب بهم في المستشفيات، ورغم وجود بعض المنظمات الإنسانية في تلك الجزر، لكنها غير كافية لسد احتياجات اللاجئين، فالمنظمات تحاول تأمين الطعام واللباس، وافتتاح دورات تعليم اللغة والخياطة للاجئين لتقليل لعبء عليهم، إضافة إلى بعض المراكز الترفيهية للأطفال في بعض الأماكن".
واختتم صالح حديثه لموقع ايزدينا قائلاً "إن طول الانتظار في الجزر لبعض اللاجئين، حيث ينتظر بعضهم أكثر من سنة ونصف ولا يحصلون على إذن الخروج من الجزر أو الحصول على الإقامة اليونانية، يؤدي بهم في نهاية المطاف إلى الانتحار"، موضحاً أن "المتطوعين الذين يقدمون مساعدات للاجئين في الجزر، يتعرضون لمضايقات مستمرة من قبل السكان المحليين، لكن فرق الإنقاذ مستمرة في عملها، وفي حال الاتصال بهذه الفرق، فإنهم يعملون جهدهم كي ينقذوا حياة الناس في البحر".
ويوضح اللاجئ الإيزيدي في اليونان أزهر شنكالي وهو من أهالي ناحية سنوني لموقع ايزدينا أنه "يعيش مع والده وأربعة أشخاص من الجنسيات السورية والعراقية في "كرفانة واحدة"، حيث أن الكرفانة تتضمن غرفتين وحمام وتواليت مشترك، وأن مساحة كل غرفة هي 4×4 م تقريباً"، مضيفاً أنهم "يتعرضون للشتم والسب من قبل الموظفين في المخيمات ولا يستطيعون الرد عليهم خوفاً من العواقب".
ويضيف شنكالي أنه "كلما تحدث مشكلة بين اللاجئين، فإن الشرطة لا تتدخل إلا بعد تهدئة المشكلة كلياً، فالشرطة موجودة لحماية الموظفين اليونانيين وليس لحماية اللاجئين، كما أن الموظفين يأخذون جواز سفر اللاجئين ويهددونهم بعد استرجاعه إلا في حال عودتهم لبلدهم، إضافة إلى أن الطعام الذي يتم تقديمه لهم قليل جداً وهو عبارة عن وجبة واحدة في اليوم، وكل شيء في اليونان مرتفع الثمن ولا يستطيع اللاجئون شراء أي شيء"، ويختتم شنكالي حديثه بالقول "إن المخيم أشبه بسجن فوق سياج الأسلاك الشائكة".
الصورة لمجموعة من اللاجئين في اليونان
![]() |
المتطوع سام يتوسط مجموعة من المتطوعين |
التعليقات