متابعة: دلدار شنكالي / ايزدينا
تقع قرية تل بنات ذات الغالبية الإيزيدية جنوب جبل شنكال/سنجار وتجاورها قرى عربية يسكن فيها بعض العشائر التي تعاونت مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أثناء هجومها على المناطق الإيزيدية في جبل شنكال/سنجار في آب 2014، بينما تقع قرية خيلو العربية والتي يسكنها عشيرة المتيوت غرب قرية تل بنات، حيث أن بعض سكان القرية انضموا لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بحسب شهود الإيزيديين المقيمين في قرية تل بنات، والتي يقطنها عشيرة الشهوان الإيزيدية.
كما تقع قرية كسر العربية شرق قرية تل بنات، ويقطنها أيضاً بعض العشائر التي أنضم عدد من أبنائها إلى تنظيم الدولة الاسلامية، والذين قاموا بقصف أهالي عشيرة العزاوي الإيزيدية في أغسطس عام 2014.
وعاد أهالي القرى العربية الذين قاتلوا في صفوف داعش إلى قراهم، بعد تحرير القرى الإيزيدية والعربية الواقعة جنوب جبل شنكال/سنجار، وأصبحوا يشكلون تهديداً وعائقاً كبيراً أمام عودة أهالي قرية تل بنات الإيزيدية إلى منازلهم، أو حتى زيارة قريتهم بشكل مؤقت، لأن وجود عناصر أو عشائر مسلحة تعاونت مع فكر إرهابي متطرف قرب القرى الإيزيدية يشعرهم بوجود خطر من الممكن أن يعود لتطرفه السابق في حال توفرت الظروف المناسبة له.
ولم يكن للحكومة العراقية أو الحشد الشعبي أي إجراء أمني بحق الذي تعاونوا مع التنظيم من أبناء هذه العشائر العربية، حيث سمحت الحكومة والحشد لهم بالعودة دون التدقيق حتى في أسمائهم وفقاً لبعض النشطاء المحليين.
موقع ايزدينا استطلع آراء بعض المواطنين الإيزيديين الذين يرغبون بالعودة إلى قريتهم تل بنات.
وأفاد أحد المواطنين من قاطع الشهوان الواقعة في الجهة الغربية لقرية تل بنات والذي رفض الكشف عن اسمه لموقع ايزدينا أن "أهالي قرية تل بنات لا يستطيعون العودة إلى قريتهم بسبب وجود أبناء بعض العشائر التي تعاونت مع داعش ضدهم في قرى مجاورة لقريتهم"، موضحاً أن "أهالي قرية خيلو التي تقع غرب قرية تل بنات شاركوا مع تنظيم داعش ضدهم وقاموا بقصفهم بواسطة أسلحة كلانشينكوف وbkc".
وأضاف المصدر ذاته أن "أبناء بعض العشائر قاموا بقتل الشباب الإيزيديين ورجالهم، وسبي نساءهم ونهب أموالهم وحرق منازلهم في قرية تل بنات والتي تقع وسط قرى تلك العشائر الذين يمتلكون الفكر الداعشي المتطرف، وبالتالي فإن وجودهم عائق أمام عودة أهالي قرية تل بنات الإيزيدية".، مشيراً أن "على الحكومة العراقية والكردستانية والمجتمع الدولي محاسبة المنتسبين لداعش والقضاء على فكرهم المتطرف كي يعم السلام في المنطقة".
وأوضح المواطن أبو فلاح لموقع ايزدينا والذي زار قريته تل بنات أنه كان يشتاق لقريته تل بنات ويحلم بزيارتها والتجول في شوارعها، مشيراً أنه مع تحرير القرية جهز نفسه من المخيم لزيارة القرية، لكن زيارته تحولت لكابوس لأنه رأى أهالي قرية خيلو في منازلهم معززين مكرمين، وهم نازحون في المخيمات، موضحاً أن "الحكومة العراقية والحشد الشعبي ومنذ ثلاث سنوات سمحوا لهم بالبقاء دون التدقيق في أسمائهم أو حتى تفتيش منازلهم"، مضيفاً أن "وجود الخلايا الإرهابية في تلك القرى التي تسببت بما حدث لهم من مآسي، لن يشجعهم على العودة إلى قراهم".
الصورة لطفلة ايزيدية نازحة / رويترز
التعليقات