سيبان سلو / خاص ايزدينا
كثيرة هي مراسيمهم وطقوسهم التي أخفوها عن غير معتنقي الإيزيدية، ويمارسونها بعيداً عن أعين غيرهم، والعديد من العادات التي ورثوها عن أجدادهم لا تمارس إلا تحت ناظر الإيزيدي فقط لا غيره.
ومن هذه العادات والطقوس الدينية التي أخفاها الإيزيديون عن الغرباء، هي طقوس عيد الباتزمي (باتزميا بيري الي)، وهذا العيد باستثناء الأعياد الأخرى للإيزيديين، له العديد من العادات والطقوس التي تمارس في سبعة أيام، وتبدأ مراسم العيد بعد أربعة عشر يوماً من السنة الميلادية الجديدة، أي ما يوافق اليوم الأول من السنة الشرقية "الكرمانجية"، كون الإيزيديين يحسبون أعيادهم ومناسباتهم تبعاً للتقويم الشرقي.
وتبدأ الطقوس حصراً في يوم الأحد كي تنتهي في يوم الأحد أيضاً، وفي اليوم الأول الذي يسمى بيوم (cil şo) أي غسل الملابس، يقوم الإيزيديون بغسل ثيابهم ومنزلهم لاستقبال الضيوف والعيد، فيما يسمى يومي الاثنين والثلاثاء بـ (nanê miriya ) أي الخيرات التي توزع على أرواح الموتى، ويكون عبارة عن رغيف من الخبز ويحوي خميرة خاصة يتم تحضيرها في المنزل، ويوزعها الشيخ أو البير على المنازل، وإلى جانب رغيف الخبز توزع الفواكه والحلاوة على بيوت الجيران وإن كانوا من غير الإيزيديين.
ويسمى يوم الأربعاء بيوم (بز كران) أي ذبح أضحية العيد، ولكن الذبح لا يكون عادياً، بل يجب أن يأخذ الإيزيدي سبعة قطع من بدن هذه الدابة وتسمى (برجا بيري الي) وتطبخ هذه القطع معاً تكريماً لـ "بيري الي" والذي هو أحد الصالحين والأولياء، فيما يتصرف الإيزيدي بباقي الذبيحة ويوزعها على الفقراء وعلى عائلته ويبقي قسماً من الذبيحة لنفسه.
وفي صبيحة هذا اليوم تحضّر النساء نوع خاص من الخبز يسمى (صوك) والذي يتكون من الطحين والماء والسمن والخميرة الخاصة من عند البير أو الشيخ مع تحضير الجرى çira والذي يعتبر أساس هذا العيد ومن أقدم المراسم وأكثرها إخفاءً عن الغرباء ممن هم ليسوا من أبناء الديانة الإيزيدية، وتحضير الجرى يكون من القماش الأبيض يصنع على هيئة الشمع طولياً ويغمس في دهن الذبيحة حتى يجف ويتماسك مثل الشمع ويترك هكذا لليوم الذي بعده أي يوم الخميس.
وفي يوم الخميس (روجا كري) وبعد تحضيرات العيد، يبدأ يوم الزيارات والمعايدة، حيث يزور الضيوف الإيزيديون ويعايدونه بقدوم العيد ويلتم جميع أفراد العائلة الواحدة حول الجرى المحضرة سابقاً وتشعل في غرفة معتمة عند غروب شمس يوم الخميس، ويدعون لبعضهم بالخير والتوفيق في الحياة وتحقيق الأمنيات في القلوب، وبحسب الميثولوجية الإيزيدية في الباتزمي تتحقق الأماني والأدعية، ويوضع بجانب الجرى المشتعلة (البرج بيري الي وسبع أرغفة من الصوك والزبيب مع "المهير" المصنوع من القمح وبعض الأشياء الأخرى المقدسة عند الديانة الإيزيدية مثل "قولكي براتا " وتشعل أيضا عند الفجر قبل بزوغ الشمس من يوم الخميس حتى يوم الأحد.
أما يوما الجمعة والسبت فيعتبران يوما راحة، فبعد الانهماك الشديد والعمل الكثير الذي قام الإيزيدي بفعله يستريح ليومين لكن الزيارات واستقبال الضيوف تستمر خلال هذين اليومين.
وبعد انتهاء العيد يبدأ الطقس الأخير من العيد في يوم الأحد الذي يصادف 19-1 وهو يوم طبخ رأس الدابة (سرو بي) ويجب على كل بيت إيزيدي أن يطبخ في يوم الأحد الرأس ويسمى بيوم "السرصال" حسب الديانة الإيزيدية فهو بداية السنة الشرقية الجديدة، وتشعل آخر ما تبقى من قطع الجرى وتنتهي بذلك طقوس العيد وتبدأ السنة الجديدة.
وفي عيد الباتزمي تكون أغلب التحضيرات والمراسيم من عمل النساء، فالطبخ وتحضير الخبز الخاص والجرى، تقوم هي بعملها، بينما يقوم الرجل بذبح الأضحية واستقبال الضيوف.
الصور لمراسيم العديد
التعليقات