مراد حسو - السليمانية / ايزدينا
يبدأ غداً الاثنين نحو خمسة ملايين مواطن في إقليم كردستان، الاستفتاء على استقلال الإقليم عن العراق وسط انتقادات دولية وإصرار من حكومة الإقليم على المضي بالاستفتاء، ويهدف التصويت إلى إعطاء الإقليم شبه المستقل تفويضاً شرعياً لتحقيق الاستقلال عن العراق من خلال الحوار مع بغداد ومع تركيا وإيران المجاورتين بحسب مسؤولو إقليم كردستان العراق.
وعن المضي نحو الاستفتاء، صرح الإعلامي كاوة عيدو ختاري، عضو اللجنة العليا لكرنفالات كردستان عن المكون الايزيدي، لموقع ايزدينا أنهم "ماضون نحو الاستقلال ولم يتأجل الاستفتاء رغم الضغوطات والتهديدات التي يتعرض لها الإقليم"، موضحاً "أن الاستفتاء لم يعد بأيدي الأحزاب السياسية الكردية، فالقرار أصبح بيد الشعب الكردستاني المتحمس لحقه في تقرير مصيره"، مختتماً قوله "إنهم متفائلون بنتائج الاستفتاء، فالشعب على قدر كبير من الوعي" حسب تعبيره.
وفي سياق متصل عقد وفد من حكومة إقليم كردستان أمس السبت محادثات مع الحكومة العراقية في بغداد، حيث قال هوشيار زيباري أحد كبار مستشاري الزعيم الكردي مسعود البرزاني إن الوفد ناقش عملية الاستفتاء مشيراً إلى أن الاستفتاء سيمضي قدما، ومضيفاً أن المحادثات مع بغداد ستجري قبل الاستفتاء وخلاله وبعده.
وقال هيمن هورامي مستشار الزعيم الكردي مسعود البرزاني على تويتر "وفدنا في بغداد لإيصال رسالة: "مستعدون للمحادثات بعد 25 سبتمبر أيلول".
ويخشى جيران العراق من انتقال عدوى المطالبة بالاستقلال إلى سكانهم الأكراد، حيث يعيش في تركيا أكبر أقلية كردية بالمنطقة، أما الأكراد الإيرانيون فقريبون ثقافيا من أكراد العراق ويتحدثون اللغة الكردية ذاتها، كما أن طهران قريبة من الأحزاب السياسية الشيعية التي تحكم العراق أو تتولى مواقع أمنية أو حكومية مهمة منذ عام 2003.
وصوت البرلمان التركي أمس السبت لصالح تمديد تفويض نشر قوات تركية في العراق وسوريا لمدة عام وذلك قبل يومين من استفتاء مقرر على استقلال الإقليم، التي كانت تركيا وصفته "بالخطأ الجسيم" مشيرة إلى أنها ستتخذ خطوات أمنية وخطوات أخرى ردًا على الاستفتاء على الاستقلال في المنطقة الكردية بشمال العراق، حيث بدأت تركيا مناورات عسكرية على الحدود مع العراق للتأكيد على مخاوفها من أن انفصال أكراد العراق قد يؤثر على تطلعات الأكراد على أراضيها، وترتبط تركيا بعلاقات تجارية وسياسية وثيقة مع الإقليم خاصة في مجال الطاقة.
كما حثت الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى أيضا السلطات في إقليم كردستان العراق على إلغاء الاستفتاء، بينما حذر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في بيان من أنه ربما يكون له تأثير "مزعزع لاستقرار" العراق، وقالت واشنطن وغيرها من القوى الغربية إن التصويت يصرف الانتباه عن الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لكن مسؤولي كردستان العراق يقولون إن قوات البشمركة التابعة للإقليم تساهم بقوة في الحرب ضد داعش.
ويرى الكثير من الأكراد في الاستفتاء فرصة تاريخية لتقرير مصيرهم، وذلك بعد قرن من اتفاقية سايكس-بيكو التي رسمت فيها بريطانيا وفرنسا الحدود في الشرق الأوسط ووزعت أكثر من 30 مليون كردي بين إيران وتركيا وسوريا والعراق.
التعليقات