دلدار شنكالي / ايزدينا
مع قرب انتخابات مجلس النواب العراقية، تختلف آراء الإيزيديين حول مشاركتهم في الانتخابات، ورغم فشل التحالف الذي كان سيتشكل بين الأحزاب والحركات الإيزيدية، بسبب رفض رئيس الحركة الإيزيدية من أجل الإصلاح والتقدم أمين فرحان جيجو التحالف مع الأحزاب والحركات الإيزيدية الأخرى، فإن الأحزاب والحركات الإيزيدية مقبلة على الانتخابات؛ حالهم حال بقية الكتل والأحزاب العراقية والكردستانية الأخرى.
من جهته أعلن حزب التقدم الإيزيدي عن تشكيل قائمة إيزيدية عامة لخوض الانتخابات القادمة ضمن المنافسة الوطنية العامة، وهذا القرار جاء بعد مشاورة الحزب لمكتبه السياسي واللجان والهيئات التابعة له بحسب البيان الذي أصدره الحزب، والذي تخلوا فيه عن نظام الكوتا.
واختلفت آراء المواطنين الإيزيديين المقبلين على الانتخابات التي حول المشاركة في الانتخابات القادمة، حيث أوضح الصحفي الإيزيدي بركات العيسى لموقع ايزدينا أنه "من المعيب جداً أن يتم استخدام الإيزيديين وهم منكوبين من كل الجوانب كأوراق انتخابية، وأن المعيب أكثر هو ذهاب بعضهم إلى التصويت لجهة معينة كفريضة دينية، كما يفعل بعض القومجيين، وهم في الأصل وبصريح العبارة لا أهل القومية، ولا للدين، وما يهمهم هو المقعد دون أن يقدموا للشارع الإيزيدي مشروع خدمي واحد، حيث أنهم وجدوا في الشعار القومي طريقاً للفوز بذلك المقعد منذ عام ٢٠٠٥".
وأضاف العيسى أن "الانتخابات عملية ديمقراطية، والمواطنون يبحثون من خلالها عن الكفاءات، ونزاهة الأشخاص، وليس عن من يكون أكثر تطرفاً، وتكفيراً بالآخر، فهناك قيادات في أحزاب إيزيدية خوفوا مريديهم ممن يتبعون الأحزاب الكردية، كما جرى العكس أيضا، إلا أنهم كثيرا ما تسامروا مع بعض، موضحاً أن النجاح يكمن في تجاوز العقل الإيزيدي لمن يحدث شرخاً بينهم حتى يفوز بصوتهم لصالحه الخاص، وأن تثبيت ألف قومية، وبناء ألف مزار، لن يطعم كاهل إيزيدي يعيش في خيمة منذ أربع سنوات".
وأشار الصحفي سامان داود أن "الإيزيديون في الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق كواقع سياسي، أمام فرصة لتجميع الشتات والحصول على تمثيل عادل لهم، ولكن هناك صعوبات تواجههم؛ منها العنصرية المناطقية في الاختيار وحتى الترشيح والعشائرية الطاغية على المجتمع الإيزيدي العراقي، وبالتالي يجب اختيار من يستحق أن يمثل الإيزيدية بغض النظر عن انتمائهم المناطقي والعشائري".
وأضاف داود أنه في ألمانيا يستطيع الإيزيديون الحصول على مقعدين في الانتخابات البرلمانية القادمة، إذا ما تم توجيه الناخب الإيزيدي بشكل صحيح لاختيار شخصيتين يستفاد منهما المجتمع الإيزيدي في العراق، مشيراً أنه كمتابع للوضع العراقي والإيزيدي، متفائل بنتيجة جيدة ومستقبل أفضل إذا ما تم استغلال الفرصة القادمة والتعلم من أخطاء الانتخابات البرلمانية السابقة وعدم الالتفاف لمصلحة الأحزاب السياسية في المنطقة على حساب المجتمع الإيزيدي، موضحاً أنه في حال تمت توعية الناخب الإيزيدي في الانتخابات البرلمانية القادمة، فإن الإيزيديين أمام فرصة للحصول على ٥ إلى ٧ مقاعد وبالتالي قوة سياسية إيزيدية حقيقة على الأرض العراقية.
وأوضح الناشط كاوة عيدو ختاري أن "سبعين بالمئة من المكون الإيزيدي حالياً نازحون في المخيمات ويمرون بأصعب الظروف وهم بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، وأنهم ليسوا بحاجة إلى تحالفات وهدر الأصوات، لأن هذه الأفكار لا تخدم المجتمع الإيزيدي، فمقعد الكوتا هي للإيزيديين ولا يحتاجون إلى أي منافسات وصراعات داخل المجتمع الإيزيدي", مشيراً أن "هناك أحزاب سياسية كردستانية وعراقية يؤمنون بمبادئ الديمقراطية ونشر مفاهيم التعايش والسلام ولهم تاريخ طويل ونضال مشرف، ويمكن للمرشحين أن ينضموا لهذه القوائم والأحزاب الليبرالية – الديمقراطية ومن خلال هذه القوائم سيخدمون المجتمع الإيزيدي".
وأضاف ختاري أنه "إذا لم تتأجل الانتخابات القادمة، فإن جميع المكونات الدينية والقومية ستشارك من أجل البناء واختيار ممثليهم بصورة صحيحة، على أن يكون هناك برامج لعودة النازحين إلى مناطقهم وتوفير الخدمات الضرورية وتوفير الأمن وبناء ما تم تدميره على يد تنظيم داعش الإرهابي".
مشيراً إلى أن المرحلة القادمة تحتاج إلى توحيد الخطاب الإيزيدي واختيار مرشحين إيزيديين لهم خبرة وإمكانيات لخدمة المجتمع الإيزيدي والنازحين والمحتاجين وعوائل الشهداء والمختطفين ، بعيداً عن الفكر الحزبي والجغرافي.
الجدير ذكره أن مجلس الوزراء العراقي حدد موعد إجراء الانتخابات البرلمانية في 15 أيار/مايو 2018.
الصورة لمجموعة من النساء الايزيديات في معبد لالش / موقع نقاش
التعليقات