فدوى حمو - عفرين / ايزدينا
قليلاً ما تجد من يكرس وقته وماله وحياته لجمع الأدوات التراثية التي تشكل الهوية الثقافية لكل شعب، وهناك أهمية كبيرة في الحفاظ عليها من خطر الضياع والنسيان، ولاشك بأن عملية نقل التراث إلى الأجيال القادمة ليس بالأمر السهل.
وتعتبر هواية جمع الأشياء القديمة والمقتنيات النادرة متعة وإثارة حقيقية، وترتبط قيمتها بتاريخها الإنساني والتراث الشعبي والحضاري، ومن الأشخاص الذين يعشقون هذه الهواية الشاب شيار جقالي من قرية معراته في منطقة عفرين.
يقوم جقالي بجمع القطع والأدوات التراثية القديمة الخاصة بالمجتمع العفريني منذ سنوات، ووصل حبه للتراث وللأدوات التقليدية لدرجة العشق، فهو لم يكن يعلم أنه سيأتي يوماً ويستغني فيها الناس عن تلك الأدوات التراثية.
يقول جقالي لموقع ايزدينا إنه "حوَّل ركناً صغيراً من الطابق الثاني من منزله بقرية معراته إلى متحف صغير يضم الأدوات التراثية والأشياء القديمة التي يعود تاريخه إلى مئة عام، وأنه يمارس هواية جمع هذه الأدوات التراثية منذ سبع سنوات، تلك الأدوات التي تركه له جده وجدته، وكذلك بعض الأصدقاء والمعارف، إضافة إلى شراءه المئات من تلك القطع النادرة حتى وصل به الأمر لإلى إنشاء هذا المتحف الصغير".
وأوضح جقالي أن "المعرض يضم أكتر من 1500 قطعة تراثية من الأدوات التقليدية الكردية والخاصة بالمجتمع العفريني، عمرها أكثر من مئة عام، والتي بدأت تشهد انقراضاً بشكل تدريجي"، مضيفاً أن "أهم ما يحتويه المتحف الصغير هو الطاحونه اليدوية dertar، الفيشك لاستخراج السمن من اللبن، محراث خشبي hevcarê darî ، وسجاد من وبر الماعز cil، وأدوات الإنارة التراثية، وغيرها من الأدوات التي يعود عمرها إلى تواريخ مختلفة".
وأضاف جقالي أن "هدفه من إنشاء هذا المتحف الصغير هو حماية التراث العفريني من الاندثار والضياع، وتعريف الأجيال القادمة بهذه الأشياء والأدوات التي كان أباهم وأجدادهم يستخدمونها، وشرح وظيفة كل قطعة وكيفية استخدامها"، وأكد جقالي أنه "يرفض بيع أية قطعة منها لأنها غالية جداً وعزيزة عليه وليس بالسهل أن يتنازل عنها".
يذكر أن شيار جقالي من مواليد 1988 من قرية معراته التابعة لمنطقة عفرين يمارس هواية جمع الأشياء القديمة منذ سبع سنوات.
الصور لمنزل الشاب شيار جقالي / ايزدينا
التعليقات