باران عيسى - كوباني / ايزدينا
رفض المجلس الأوروبي الكردي الإسلامي "بشكل قاطع"، الفتوى التي صدرت عن مجلس الإفتاء التابع للمجلس الإسلامي السوري الثلاثاء حول وجوب قتال "قوات سوريا الديمقراطية"، واصفاً الفتوى بـ "العجيبة غير الموفقة"، ومشيراً إلى أنّ "لغة الاصطفاف والانحياز القوميّ والسياسيّ والطائفيّ ظاهرة فيها، وأنها لا تمتّ إلى شرع الله تعالى بصلة".
وأفاد الشيخ أسامة باكير عضو الهيئة التأسيسية في المجلس الأوروبي الكردي الإسلامي لموقع ايزدينا اليوم الخميس "أن رفض المجلس للفتوى جاء إيماناً من المجلس بضرورة صون الحرمات، وحفظ الأعراض والممتلكات، والرفض التام لكلّ ما يزيد طين هذه الحرب بلّة، وسعياً من المجلس للإصلاح، ورفضًا للتخاصم".
وأضاف باكير أن "فتوى مجلس الإفتاء التابع للمجلس الإسلامي السوري فيها انحياز واضح إلى جماعاتٍ معينة من المتقاتلين على الأرض السورية، ويُعطي الشرعية لقتال أهل عفرين، وهي تغضّ النظر تمامًا عن الجماعات التي يساندها، وعن علاقاتها وعلاقات مُموّليها".
وأوضح باكير أن "الفتوى تظهر حرصها على وحدة البلاد عن طريق اتهام الكرد بخيانة وطنهم، أو رغبتهم بالانفصال والاستقلال، وفي نفس الوقت تدعو إلى التدخل الخارجيّ في البلاد وتباركه"، مشيراً أن ذلك "يُظهر تناقضًا صارخًا، فالذي يدعو إلى وحدة البلاد واستقلالها، لا يجوز له الاستعانة بالغير لتحقيق أغراضه السياسية".
وأشار باكير أن "وصف الآخرين بالإلحاد هو نتيجة لمثل هذه الفتاوى التي تبنتها التنظيمات المتطرفة في اعتدائها على الكرد كداعش وغيرها"، داعياً إلى "درء الفتنة بين المكوّنات السورية على اختلافها، وتحريم سفك دماء الناس الآمنين الذين لا ناقة لهم ولا جمل، وضبط النفس وفضّ النزاعات المُسلّحة، والالتجاء إلى لغة الحوار لإصلاح ذات البين".
وأكد باكير أن "الفتوى لم تجد في شرع الله تعالى ما يخدمها حتى اضطرت إلى الاستدلال بتلك الأدلة الشرعيّة التي تعاكس مبتغاها تمامًا، إذ لا يمكن أن تنطبق على أهل عفرين، لأنهم لم يخرجوا من ديارهم ولم يُجيّشوا الجيوش ولم يقوموا بغزو أراضي الآخرين واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ولم يعتدوا على أحد، فالأولى أن توجّه هذه الفتوى إلى المُعتدين لا المُعتدى عليهم".
واختتم باكير حديثه لموقع ايزدينا بالقول "إنّ الذي يجري لا يصبّ في مصلحة أحد، بل يوجب مزيدًا من التخاصم والتطرّف، ويُنذر بشرّ كبيرٍ، ويؤجج الصراعات التي تضرّ ولا تنفع في وقت عصيب من الزمن، نحن فيه أحوج إلى التوافق والتصالح لا التخاصم والتقاتل".
يذكر أن مجلس الإفتاء التابع للمجلس الإسلامي السوري والذي يتخذ من مدينة اسطنبول مقرًا له، ويحظى بدعم من الحكومة التركية، كان أصدر الثلاثاء الماضي فتوى تقضي بوجوب قتال "قوات سوريا الديمقراطية"، جاء فيها "إن وجوب القتال يأتي من فكرة أن القوات الكردية انفصالية، وهي تحالف متعدد الأعراق والأديان، وذات تحالفات مشبوهة مع النظام السوري والولايات المتحدة، ولها أهداف في تقسيم البلاد والإضرار بالثورة السورية".
الصورة لمظاهرة تضامنية مع عفرين في ألمانيا / ايزدينا
التعليقات