زانا خليل - عفرين / ايزدينا
للحديث عن مآلات الهجمة العسكرية التي تشنها تركيا مع فصائل عسكرية راديكالية من المعارضة السورية على مدينة عفرين، التقى موقع ايزدينا رئيس اتحاد الإيزيديين في عفرين عبد الرحمن شامو.
ينتمي عبد الرحمن شامو إلى طبقة البير، ومعروفٌ عن هذه الطبقة لدى أبناء الديانة الإيزيدية أنها تدور في فلك التعليم، أي تعليم الإيزيديين كل ما يتعلق بالدين الإيزيدي، فأخذ عبد الرحمن شامو على عاتقه هذه الوظيفة ومنذ سنين مضت يدور بين أوساط الإيزيديين ويقوم بواجبه بمهنة التدريس، وهو اليوم يشغل منصب رئيس اتحاد الإيزيديين في عفرين وينادونه الإيزيديون بـ "بير شامو".
وأوضح شامو في بداية حديثه لموقع ايزدينا أهمية الصحافة ودورها داخل الأوساط المجتمعية والمسؤولية المرمية على عاتقها، وعند الحديث عن تفاصيل الهجمة العسكرية على عفرين، قال شامو إن "وضع أهل مدينة عفرين صعب للغاية، حيث مضت أربع سنوات وقرى عفرين تتعرض للقصف المتقطع، من قبل الفصائل العسكرية المعارضة إلى جانب الفصائل المدعومة من الائتلاف الوطني فضلًا عن هجمات داعش وجبهة النصرة".
وحول أوضاع الإيزيديين في المنطقة أشار بير شامو أن "قرية قسطل جندو الإيزيدية نالت نصيبها منذ سنوات عدة حين كانت هدفًا للفصائل العسكرية المهاجمة، حيث تم استهدافها بالمئات من القذائف والصواريخ، وتتمتع القرية بأهمية خاصة لدى أبناء الديانة الإيزيدية لوجود زيارة بارسه خاتون "برصايا" وأيضا "زيارة شيخ حميد" والتي تعتبر مراقد دينية يزورها الإيزيديون بين الحين والآخر".
وأوضح شامو أن "عدد العائلات الإيزيدية في قرية قسطل جندو يفوق 350 عائلة، بينهم حوالي 14 عائلة مسلمة، وتعتبر القرية بوابة عفرين ومنطقة كرداغ"، موضحاً أن "القرية كانت مطمعًا للأعداء وأرادوا السيطرة عليها لدوافع عديدة أهمها دينية تهدف إلى إبادة الإيزيديين".
وأضاف بير شامو أنه "منذ بدء العملية العسكرية التي أسمتها تركيا بـ "غصن الزيتون" لم تهدأ الطائرات عن سماء هذه القرية ليومين متتاليين، واستطاعوا لاحقًا السيطرة عليها، والسيطرة على المزار، وكذلك كانت هناك بقايا قلعة صغيرة في جبل بارسه خاتون، وبعد سيطرة الجيش التركي والمتحالفين معه على القرية لم يبقى من المزار والقلعة سوى الاسم فقط بعد أن تعرضت للتدمير المتعمد".
وأكد بير شامو أن القوات المهاجمة وبعد السيطرة على القرية،"سرقت أموال وبيوت المدنيين أمام أعين ضباطهم"، مشيراً إلى أن "القرية تحولت من قرية جميلة إلى خراب لا يمكن وصفه"، مضيفاً أن زيارة أخرى باسم "شيخ حنان" تقع بالجهة الغربية من القرية "تعرضت للدمار أيضًا".
وأضاف بير شامو أن "قرية بافليون القريبة من قسطل جندو تتعرض بشكل يومي للقصف المتواصل مما دفع بالسكان للنزوح منها".
وحول أوضاع القرى الأخرى التي يتواجد فيها الإيزيديين أوضح بير شامو أن "قرية سينكا تتعرض للقصف أيضا، وكذلك قرية باصوفان تتعرض لأعنف قصف والتي كانت هدفاً للقذائف منذ سنين مضت حين كانت تسيطر جبهة النصرة على الجهة الجنوبية منها من جهة ريف حلب الغربي"، مضيفاً أن "نسبة كبيرة من المدنيين نزحوا من قرية باصوفان، إضافة إلى القرى الأخرى التي تتعرض للقصف، وهؤلاء نزحوا جميعا إلى مركز مدينة عفرين والقرى الإيزيدية الأخرى حيث أن الأعداد في تزايد يومًا بعد يوم".
وحول الشهداء الإيزيديين في هذه الحرب أوضح شامو أن "العديد من القرى الإيزيدية قدموا شهداء دفاعاً عن أرضهم حيث وصل أعداد الشهداء الإيزيديين إلى عشرة شهداء"، مضيفاً أن وقبل هذه الحرب "كان هناك العشرات من الشهداء الإيزيديين أيضاً، وأن أعداد جميع الشهداء جراء الهجمات المتقطعة على المدينة وصلت إلى أكثر من أربعين شهيداً"، موضحًا أن "الشهداء لا يموتون، واختلطت دمائهم مع دماء شهداء المكونات الدينية والعرقية الأخرى"، مشيرًا أنه "في كل يوم هناك تشييع للشهداء بسبب اشتداد المعارك يومًا بعد يوم بالتزامن مع ازدياد المقاومة".
وحول أوضاع النازحين الإيزيديين أكد بير شامو أن "أوضاعهم ليست أفضل من الذين يقاومون في الجبهات، فهؤلاء النازحين أوضاعهم المادية والمعنوية صعبة للغاية، وأعداد الذين تركوا منازلهم دون مأكل وملبس هرباً من الموت تصل إلى الآلاف"، منوهاً أنهم في اتحاد الإيزيديين وأثناء تجول لجانهم على النازحين لاحظوا أن "الكثير منهم يعيشون في المحال التجارية، وهناك عدة عائلات تعيش في منزل واحد، والكثير من الرجال يعملون ليل نهار لتأمين مستلزماتهم المعيشية"، مشيرًا أنه وكما تم نشره في المقاطع المصورة فإن "الفصائل المهاجمة لم تسرق فقط الزيت والممتلكات بل طالت أيديهم لسرقة الدجاج أيضًا!".
تتمة الحوار في الجزء الثاني ...
الصورة لـ بير شامو أثناء الحوار / ايزدينا
التعليقات