زانا خليل - عفرين / ايزدينا
مع استمرار الحرب التي تشنها تركيا والفصائل الراديكالية من الجيش الحر على منطقة عفرين، ينزح يومياً إلى مركز المدينة عشرات العائلات نتيجة تقدم الجيش التركي في الريف، وهرباً من غارات وقصف الجيش التركي، وخوفاً من وقوعهم أسرى في يد الفصائل الراديكالية.
وحول الوضع الإنساني في المدينة وأوضاع النازحين، التقى مراسل موقع ايزدينا في عفرين ببعض النازحين إلى المدينة، وبعض القائمين والمتابعين للشأن الإنساني، حيث أفاد المدير التنفيذي لمشروع موقع تيريج عفرين للحالات الإنسانية أحمد بكر بكر والذي يقوم حالياً بتقديم المساعدات الإنسانية بكافة أنواعها للنازحين الوافدين إلى المدينة والقرى المجاورة أنه "نتيجة الحرب الدائرة رحاها في كافة النواحي التابعة للمدينة اكتظ مركز المدينة "بالضيوف" -كما يسميهم حيث يرفض تسميتهم بالنازحين- وسط غياب الدعم من قبل المنظمات الإنسانية والدولية باستثناء بعض الخيرين من أبناء المنطقة المغتربين في المهجر الذين يشكرون على جهودهم".
وأضاف بكر أنه "يجب على المنظمات الدولية تقديم الدعم لأن أغلب الوافدين يسكنون في أقبية البنايات والمحلات قيد الاكساء التي تفتقر لجميع مقومات العيش"، مشيراً أنه إذا استمر الوضع على هذا المنوال فإن المدينة التي أصبحت تحتضن قرابة المليون نسمة مهددة بحدوث كارثة إنسانية سيكون لها عواقب كبيرة على المنطقة وسوريا بشكل عام.
بدوره أوضح محمد حسين وهو نازح من ناحية جنديرس إلى مدينة عفرين ويسكن حالياً في قبو إحدى البنايات في شارع مدينة رنكين على طريق الاوتستراد الغربي "شارع الفيلات" لموقع ايزدينا أنه "هرب من قريته بعد تعرض منزله لقذيفة مدفعية تسبب بدمار هائل في المنزل، ما اضطره هو وأولاده الخمسة إلى الهروب دون أن يستطيع أن ينقذ شيء من أغراضه، وليروا أنفسهم في شوارع المدينة التي اكتظت بالنازحين ولم يستطع تأمين مسكن، وبالتالي لجأ إلى أحد الأقبية بدون أبواب وشبابيك أو مغاسل، فيما وصلتهم بعض الأغطية والإسفنجات التي استطاع بعض المتبرعين من أهالي المدينة مساعدته بها، رغم عدم كفايتها لجميع أفراد الأسرة".
وأضاف حسين أن "وضعه المعيشي كان على ما يرام ويستطيع تأمين قوت عيشه من خلال عمله هو وعائلته في رعاية الأغنام، ولكن وضعه الآن "تحت الصفر" كما يصفه، لانَّه ترك كل شيء وراءه، حتى أغنامه ومنزله المتهدم، فيما يعتمد حالياً على بعض المساعدات التي تقدم إليهم من لجنة الحارة "الكومين" والخيرين من الجيران".
ودعا حسين المجتمع الدولي بالتحرك لوقف هذه الحرب التي يكون الخاسر الأكبر فيها هم المدنيين الذين يعانون المرارة مرتين أولاً لموتهم أو وموت أحد أفراد عائلتهم وثانياً تشردهم بين الشوارع وأقبية المنازل قيد الاكساء التي لا تصلح للسكن الآدمي لافتقارها لجميع أسس العيش.
وتقول أم محمد "إثراء عادل محمد" وهي نازحة من أحياء حلب الشرقية وفقدت زوجها في إحدى الغارات الجوية للطيران السوري على حي بستان الباشا بمدينة حلب قبل ثلاثة سنوات لموقع ايزدينا، وهي واضعة يدها على فمها وتذرف الدموع بحرقة "إنها فقدت زوجها مطلع سنة 2015 وبعدها بمدة اضطرت للنزوح وتوجهت إلى ريف حلب الشمالي لتسكن بإحدى المخيمات في مدينة إعزاز ومن المخيم نزحت إلى منطقة عفرين في قرية نسرية بناحية جنديرس، ومع دخول منطقة عفرين الحرب وانهمار القذائف عليها من المدفعية والطائرات التركية من كل حدب وصوب، اضطرت للنزوح للمرة الثالثة إلى منزل أحد معارفها في قرية باسوطة لتسكن عندهم".
وتضيف أم محمد "نحن لم نعد نرغب بشيء فقد تعودنا على الحرمان وكل ما نطلبه هو وقف هذه الحرب ويكفي النزوح من منطقة إلى أخرى فلم نعد نتحمل هذا الذل ويكفينا هذا الدمار الذي عشناه منذ سنوات حتى لحقت بنا (الحرب) إلى منطقة عفرين أيضاً التي عشنا فيها بسلام وأمان، ولتزيد على جراحنا جرحاً آخر لا يندمل، فإلى أين نذهب وأين نعيش!.
الجدير بالذكر أن قافلة مساعدات مقدمة من منظمة الصليب الأحمر الدولي وصلت إلى المنطقة يوم الخميس الماضي، ومن المتوقع أن يتم توزيعها خلال الأيام القادمة من قبل الهلال الأحمر السوري على النازحين الوافدين في منطقتي عفرين والشهباء.
الصورة داخل شقة سكنية غير مكتملة البناء يعيش فيها النازحون في عفرين
التعليقات