عيسو عبدالله - ايزدينا
أحدث انهيار الإمبراطوريات الثلاث الروسية والعثمانية والنمساوية المجرية أثره في المرحلة الثانية من مراحل الحركة القومية الكردية بكل ما تمخض عنه هذا الانهيار من شيوع للأفكار الثورية، ولم يكن بأقل من هذا تأثيراً اليقظة القومية التي شاعت بين العرب والأرمن وذلك الفراغ السياسي الذي خلفه انحلال الإمبراطورية العثمانية.
في بداية هذه المرحلة تأسست في عام 1918 وبوقت واحد جمعية كردية في كل من القاهرة واسطنبول. وفي الفترة ذاتها كان الحلفاء يفكرون في إقامة "دولة أرمنية" مستقلة، ورأى الكرد أن يكون لهم دولة مستقلة وعلى غرارها وبناء على ذلك، قدم الجانبان مذكرة مشتركة إلى مؤتمر السلام بباريس في عام 1919وفيها ذكروا مطالبهما وكوفئ الكرد والأرمن والأشوريون بمعاهدة سيفر التي تم توقيعها في 10 من شهر آب/أغسطس عام 1920، حيث تقرر بموجب هذه المعاهدة إقامة كيان كردي مستقل ذاتياً، وتلك لا ريب مرحلة فاصلة في التاريخ الكردي، خصوصاً ما تضمنته في موادها ( 62, 63, 64) من تأكيد على الإقرار بحق هذه الشعوب في إقامة حكومات محلية خاصة بها أي "كيانات مستقلة" وكانت المادة 62 التي تتطرق إلى الكيان السياسي الكردي أهم جزء منها، وهذا نصها:
"تشكل لجنة يكون مقرها في القسطنطية (اسطنبول)، وتتألف من ثلاثة أعضاء تعينهم الحكومات البريطانية والفرنسية والإيطالية كل من جانبها، وعلى هذه اللجنة أن تضع في غضون ستة أشهر من التوقيع هذه المعاهدة مشروعاً للحكم الذاتي المحلي للمناطق التي تسكنها أغلبية كردية واقعة شرق نهر الفرات وجنوب الحدود التركية مع سوريا ومابين النهرين "ميزوبوتاميا".
أكدت المادتان الثالثة والستون والرابعة والستون على ضرورة موافقة الحكومات التركية على مقررات اللجنة بهذا الشأن في حال إظهار أغلبية السكان في المنطقة الكردية رغبتها في الانفصال عن تركيا، وإذا رأى مجلس العصبة أن الكرد جديرون بهذا الاستقلال فعلى تركيا أن توافق وتقوم بتنفيذ هذه التوصية بالحكم المحلي وتتنازل عن كل حقوقها وامتيازاتها في تلك المناطق الكردية.
واشترطت المعاهدة أيضًا أنه عندما تتخلى تركيا عن تلك المناطق فإن الحلفاء لن يعارضوا الاتحاد الطوعي بين الدولة الكردية المرتقبة وبين ذلك الجزء من ولاية الموصل الذي تقطنه أغلبية كردية.
على أن قيام دولة الاتحاد السوفيتي وبزوغ مصطفى كمال أتاتورك بعد إلحاق الهزيمة بالقوات اليونانية وطردها من تركيا أفضى بالنتيجة إلى إهمال المعاهدة والاستعاضة عنها بمعاهدة لوزان في 24 تموز /يوليو 1923 وهي المعاهدة التي قضت على آمال الأكراد وإلغاء فكرة إقامة دولة كردية في ذلك الوقت.
مقالات الرأي المنشورة هنا تعبر تحديدًا عن وجهة نظر أصحابها، ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع ايزدينا
أحدث انهيار الإمبراطوريات الثلاث الروسية والعثمانية والنمساوية المجرية أثره في المرحلة الثانية من مراحل الحركة القومية الكردية بكل ما تمخض عنه هذا الانهيار من شيوع للأفكار الثورية، ولم يكن بأقل من هذا تأثيراً اليقظة القومية التي شاعت بين العرب والأرمن وذلك الفراغ السياسي الذي خلفه انحلال الإمبراطورية العثمانية.
في بداية هذه المرحلة تأسست في عام 1918 وبوقت واحد جمعية كردية في كل من القاهرة واسطنبول. وفي الفترة ذاتها كان الحلفاء يفكرون في إقامة "دولة أرمنية" مستقلة، ورأى الكرد أن يكون لهم دولة مستقلة وعلى غرارها وبناء على ذلك، قدم الجانبان مذكرة مشتركة إلى مؤتمر السلام بباريس في عام 1919وفيها ذكروا مطالبهما وكوفئ الكرد والأرمن والأشوريون بمعاهدة سيفر التي تم توقيعها في 10 من شهر آب/أغسطس عام 1920، حيث تقرر بموجب هذه المعاهدة إقامة كيان كردي مستقل ذاتياً، وتلك لا ريب مرحلة فاصلة في التاريخ الكردي، خصوصاً ما تضمنته في موادها ( 62, 63, 64) من تأكيد على الإقرار بحق هذه الشعوب في إقامة حكومات محلية خاصة بها أي "كيانات مستقلة" وكانت المادة 62 التي تتطرق إلى الكيان السياسي الكردي أهم جزء منها، وهذا نصها:
"تشكل لجنة يكون مقرها في القسطنطية (اسطنبول)، وتتألف من ثلاثة أعضاء تعينهم الحكومات البريطانية والفرنسية والإيطالية كل من جانبها، وعلى هذه اللجنة أن تضع في غضون ستة أشهر من التوقيع هذه المعاهدة مشروعاً للحكم الذاتي المحلي للمناطق التي تسكنها أغلبية كردية واقعة شرق نهر الفرات وجنوب الحدود التركية مع سوريا ومابين النهرين "ميزوبوتاميا".
أكدت المادتان الثالثة والستون والرابعة والستون على ضرورة موافقة الحكومات التركية على مقررات اللجنة بهذا الشأن في حال إظهار أغلبية السكان في المنطقة الكردية رغبتها في الانفصال عن تركيا، وإذا رأى مجلس العصبة أن الكرد جديرون بهذا الاستقلال فعلى تركيا أن توافق وتقوم بتنفيذ هذه التوصية بالحكم المحلي وتتنازل عن كل حقوقها وامتيازاتها في تلك المناطق الكردية.
واشترطت المعاهدة أيضًا أنه عندما تتخلى تركيا عن تلك المناطق فإن الحلفاء لن يعارضوا الاتحاد الطوعي بين الدولة الكردية المرتقبة وبين ذلك الجزء من ولاية الموصل الذي تقطنه أغلبية كردية.
على أن قيام دولة الاتحاد السوفيتي وبزوغ مصطفى كمال أتاتورك بعد إلحاق الهزيمة بالقوات اليونانية وطردها من تركيا أفضى بالنتيجة إلى إهمال المعاهدة والاستعاضة عنها بمعاهدة لوزان في 24 تموز /يوليو 1923 وهي المعاهدة التي قضت على آمال الأكراد وإلغاء فكرة إقامة دولة كردية في ذلك الوقت.
مقالات الرأي المنشورة هنا تعبر تحديدًا عن وجهة نظر أصحابها، ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع ايزدينا
التعليقات