الكاتب ابراهيم عبد الرحمن / ايزدينا
طفلة فقدت ساقها وتسأل عن مصير أخيها الممدد إلى جوارها وتطلب من أمها أن توقظه من النوم، هي تظن ذلك، دون أن تشعر بأنها تضررت أيضًا وفقدت ساقها إلى الأبد؛ ودون أن تدرك بوعيها الطفولي بأن أخاها قد مات ولن يعود، ودون أن تعلم أن محتلاً خلف الحدود يعاديها ويعادي قومها ولغتها وينعتهم بأنهم إرهابيون، وكلي ثقة بأنها لا تعرف معنى كلمة الارهاب وإن سمعت بها سهواً في حديث ما؛ للبالغيين أوعرضا في نشرات الاخبار.
طفلة فقدت ساقها وتسأل عن مصير أخيها الممدد إلى جوارها وتطلب من أمها أن توقظه من النوم، هي تظن ذلك، دون أن تشعر بأنها تضررت أيضًا وفقدت ساقها إلى الأبد؛ ودون أن تدرك بوعيها الطفولي بأن أخاها قد مات ولن يعود، ودون أن تعلم أن محتلاً خلف الحدود يعاديها ويعادي قومها ولغتها وينعتهم بأنهم إرهابيون، وكلي ثقة بأنها لا تعرف معنى كلمة الارهاب وإن سمعت بها سهواً في حديث ما؛ للبالغيين أوعرضا في نشرات الاخبار.
إنها الحرب
تشرد ورحيل وترك المنزل والمضي إلى المجهول، وأنت تمضي لا تدري متى وأين تسقط عليك قذيفة طائشة، ليسرع الأقرباء لكتابة النعوة والبحث عن قبر ترقد فيه بسلام أخير.
هي عنجهية دكتاتور مجرم، امتلك الدولار والسلاح الغربي ومن الخطاب الشعبوي والفاشية ما يكفي ليعلن الحرب على وجودك. يصلي الصبح ويدعو كل مساجد البلاد بأن تدعو الله أن ينصره في حربه هذه؛ ضدك انت الكافر؛ الملحد؛ الارهابي؛ الانفصالي؛ الذي جاء عن طريق الخطأ الإلهي إلى الدنيا.
إن الحرب الأهلية بالتعريف: هي خلاف مسلح بين مجموعات متنازعة ضمن بلد واحد.
اليوم في جغرافيا روجافا، التي تصارع على بقائها، يستبيح محتل؛ يسعى لإستعادة أحلام الأمس من عثمانية حكمت الشعوب الأخرى وفرضت الآتاوات عليهم وسخرت أبناء تلك الشعوب لشن حروبها الاستعمارية. وسمتهم مجازا "شهداء في سبيل الدولة والله".
هذا المحتل يستعين بسوريين آخرين ليحارب بهم سوريين هنا في روجافا؛ لتتجلى الحرب الأهلية بكل وضوح في سوريا وبين مكوناتها.
لا يفترض على الساعي لتحقيق حلم الخلافة أن يكون ذكياً، فالبندقية السورية المأجورة هي من تعرض نفسها أولًا، وليس على الطوراني الشوفيني أن يكون بارعا في السياسة، فالغرب سوف يمده بالسلاح والدعم مقابل المال.
هذه هي القصة لا أكثر
كل الاتصالات الدبلوماسية التي اتخذتها الحكومة التركية الغازية قبل شن عدوانها مع دول الاتحاد الاوربي والاتحاد الروسي والولايات المتحدة وكذلك قنصلية دمشق، لا ولن تعطي الشرعية له لاحتلال وغزو بلد جار وانتهاك كرامة أبناءه.
ومن هنا ينشئ الترابط بين الحرب المحلية والاحتلال الذي يساند فريق ضد آخر، ويترتب على هذا الارتباط توابع قانونية من قبيل تطبيق القانون الدولي الانساني مما يوفر الغطاء القانوني في حماية ضحايا الحروب المحلية أو الأهلية المدولة، وملاحقة مجرمي الحرب. من هنا يمكن محاسبة تركيا ورفع قضايا تتعلق بجرائم حرب في محكمة الجنايات الدولية، ناهيك عن الاحتلال؛ الذين تتوفر كل أركانه القانونية من:
نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية
المادة 6 (أ): الإبادة الجماعية بالقتل
الأركان: - أن يقتل مرتكب الجريمة شخصا أو أكثر.
- أن يكون الشخص أو الأشخاص منتمين إلى جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية معينة.
- أن ينوي مرتكب الجريمة إهلاك تلك الجماعة القومية أو الإثنية أو العرقية أو الدينية، كليا أو جزئيا.
- أن يصدر هذا السلوك في سياق نمط سلوك مماثل واضح موجه ضد تلك الجماعة أو يكون من شأن السلوك أن يحدث بحد ذاته ذلك الإهلاك.
التغيير الديمغرافي المنشود عثمانيا في روجافا
الفقرة (د) من البند الأول من المادة السابعة من النظام الأساسي لمحكمة الجنايات نفسه يقول: إن إبعاد السكان أو النقل القسري متى أُرتكب في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجّه ضدّ أي مجموعة بشرية من السكان المدنيين يُشكّل جريمة ضدّ الإنسانية، كما تُعرّف اتفاقيات جنيف الأربع و المؤرّخة /١٢- ٨- ١٩٤٩/ و البروتوكولان الملحقان به لعام (١٩٧٧) جرائم الحرب: بأنها تلك الانتهاكات الجسيمة للقواعد الموضوعة إذا تعلّق الأمر بالتهجير القسري.
المحتل التركي يحاسب قانونيا على
الاحتلال وجرائم الحرب من قبل جنوده والمليشيات التي تعمل تحت امرته ويسأل عن جرائم التغير الديمغرافي. ولرفع هذه الدعاوي أمام المحاكم الدولية أو الأوربية المحلية تتوافر العشرات من الأدلة والبراهين وكذلك الشهود على ارتكابها ومن ثم المطالبة بمحاسبة مرتكبيها.
أيها الكردي
الجغرافيا المحيطة بك هي ضدك
حلف مقدس من دول الاقليم كذلك ضدك
أيها الكردي، صوتك لن يسمع لانهم لا يعترفون بوجودك وحقوقك وانسانيتك
يريدون منك أن تلبس كما يريدون
أن تتكلم اللغة هم يتحدثونها
أن تنتسب للدين أو المذهب الذي هم عليه
أن تفعل ما هم يريدون
عندها تكون مواطناً صالحاً ومسلماً وليس كافراً
مقالات الرأي المنشورة هنا تعبر تحديدًا عن وجهة نظر أصحابها، ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع ايزدينا
التعليقات