نوري عيسى – إقليم كردستان العراق/ ايزدينا
فاز الفيلم الوثائقي "أنا إيزيدي" للشاب سفيان بدل الياس بالمرتبة الثانية في مسابقة "من الظلمات إلى النور" التي نظمتها قناة تلفزيون "الآن"، لأفضل قصة فيديو تتناول موضوع مكافحة التطرف عبر البناء الإيجابي، وذلك برعاية عدة مؤسسات إعلامية من بينها مؤسسة إيزدينا.
وتهدف المسابقة إلى إنتاج محتوى مرئي (فيديو) لأي قصة تظهر نجاح شخص أو مجموعة أشخاص أو مجتمع ما، ببناء حياتهم أو مجتمعاتهم بعد التخلص من سيطرة الجماعات المتطرفة التي دمرت المجتمع وحياة الناس وعاداتهم وأمكنة عباداتهم.
تهدف مسابقة الأفلام الوثائقية إلى تجسيد الانتقال من مرحلة ظلام "داعش" إلى مرحلة التحرر والنور
وأعلنت نتائج المسابقة في الثامن عشر من شهر آذار/ مارس الجاري بعد أشهر على إطلاق المسابقة التي تهدف لتجسيد الانتقال من مرحلة الظلام في ظل سيطرة "داعش" إلى مرحلة التحرر والنور.
وعن مشاركة الشاب سفيان بدل الياس في المسابقة وفيلمه الذي نال المرتبة الثانية، التقى مراسل موقع ايزدينا مخرج الفيلم وأجرى حواراً عن الفيلم الذي يعتبر أول تجربة له كمخرج أفلام وثائقية، رغم أن لديه أرشيف عن أيام حصار جبل سنجار والظروف المعيشة القاسية التي عاشها سكان المنطقة، حيث قام بتوثيق تلك الأحداث لإيصالها إلى العالم.
ظروف معيشية قاسية عاشها أهالي شنكال أثناء حصارها من قبل عناصر "داعش"
البداية كانت عن طريقة مشاركته ومعرفته بالمسابقة، حيث أكد الياس أنه قرأ منشور على موقع ايزدينا، وتشجع لتنفيذ الفكرة، حيث أن الفترة الزمنية للمشاركة كانت قصيرة جداً وكان الوقت ضيقًا لإنتاج الفيلم، ولذلك وخلال أقل من أسبوع قام بالتصوير والمونتاج وإرسال فيلمه للمشاركة في المسابقة في آخر ساعتين قبل إغلاق باب الاشتراك.
وعن مراحل إنتاجه للفيلم والتحديات التي واجهها، أوضح الشاب الإيزيدي أنه كتب السيناريو خلال ساعات واتصل بشقيقه المصور برزان بدل في العراق وشرح له المطلوب وتم البدء بالتصوير، مشيراً إلى أن الوقت الضيق وتحديد مواعيد مع المشاركين في الفيلم في أماكن مختلفة كان تحدياً بالنسبة إليه، موضحاً أنه قام بتصوير اللقاءات في إقليم كردستان العراق، أما بقية المشاهد فكانت من أرشيفه الغني عن الأحداث التي جرت في منطقته والتي قام بتصويرها بنفسه.
يهدف الفيلم إلى إيصال صوت الشعب الإيزيدي ومعاناته إلى العالم
وعن شعوره بعد أن فاز بالمرتبة الثانية في المسابقة ونقل صوت الإيزيديين عبر فيلمه، أكد مخرج فيلم "أنا إيزيدي"، أنه "شعور لا يوصف"، وتجسيد لطاقته وأفكاره ومكافأة لإصراره، ويوم تاريخي بالنسبة له كإيزيدي من شنكال يخرج فيلمًا وثائقيًا ويصل إلى مراحل متقدمة في مسابقة عربية، ويعرض عمله لجمهور واسع، مضيفاً أنه كان يقول دائماً لنفسه: " نحن من سيوصل صوت شعبنا ومعاناتنا إلى العالم، من خلال أعمالنا وما نقوم به، وليس من خلال غيرنا".
وعن الرسالة التي أراد نقلها عبر الفيلم إلى العالم يقول الشاب سفيان بدل الياس، إنه من خلال متابعته للأفلام الوثائقية عن الإيزيديين فإن معظمها تناولت موضوع الاغتصاب والخطف والإبادة، أما فيلمه فيحاول إيصال رسالة من زاوية أخرى وهي قصة امرأة إيزيدية بعد نجاتها من إيدي "داعش" وحياتها مع أطفالها والمتطوعين الإيزيديين بين النازحين، للإيصال رسالة مفادها "الأمل والإرادة عند الإيزيديين".
الجدير بالذكر أن مسابقة "من الظلمات إلى النور" كان قد اطلقها تلفزيون "الآن" حول مكافحة التطرف وتم فتح باب استقبال المشاركات بدءاً من الأول من شهر تشرين الأول /أكتوبر 2019، وحتى السابع من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2019 وأعلنت النتائج في 18 من شهر آذار / مارس الجاري.
التعليقات