يعاني نازحو منطقة سري كانية/ رأس العين القاطنون في مدرسة "ذات النطاقين" في الحسكة من سوء الخدمات وقلة المساعدات المقدمة لهم من قبل المنظمات الإنسانية.
ويقطن المدرسة ثلاث وثلاثين عائلة ممن نزحوا من مدينة سري كانية/ رأس العين وريفها في تشرين الأول/ اكتوبر 2019 بعد العملية العسكرية التي أعلنت عنها تركيا رفقة فصائل المعارضة السورية المسلحة الموالية لها باسم "نبع السلام" في شمال شرقي سوريا والتي أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من المواطنين من منطقتي سري كانية/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض وريفهما.
يقول المواطن مصطفى قدو أحد النازحين المقيمين في المدرسة لموقع ايزدينا: "إن النازحين في المدرسة والبالغ عددهم ثلاث وثلاثين عائلة لم تصلهم أي مساعدات من المواد الغذائية منذ بداية العام الحالي، وأنه رغم مراجعة مكتب شؤون المنظمات ومكتب مقاطعة الحسكة الذين وعدوا بتقديم المساعدات لهم لكن لم يصلهم شيء".
تسبب العملية العسكرية التي شنتها تركيا وفصائل المعارضة السورية المتشدة باسم "نبع السلام" بنزوح عشرات الآلاف من منازلهم
ويضيف قدو أن "حظر التجول الذي فرض بسبب فيروس كورونا أثر سلباً على أوضاع النازحين المعيشية حيث توقف أعمال أغلب الذين كانوا يعملون في أعمال حرة منذ أكثر من شهر"، مطالباً "الجهات المختصة بتقديم المساعدة للنازحين المقيمين في المدرسة".
بدوره يقول المواطن حسن علي إسماعيل المقيم في مدرسة ذات النطاقين " كنت أؤمن لقمة عيشي من خلال عملي كعامل يوميات في أعمال حرة ولكن عملي توقف بسبب حظر التجول المفروض، لا نستطيع الخروج والعمل حالياً ولا نتلقى أية مساعدات من المنظمات منذ نحو خمسة أشهر".
من جهتها توضح المواطنة عيدا أحمد شيخو أن "المساعدات الخاصة بالنظافة الشخصية والمعقمات لم تصلهم منذ عدة أشهر الأمر الذي اضطرهم للعمل معاً لغسل وتنظيف المدرسة بشكل كامل خوفاً من وباء كورونا حيث أن أغلب القاطنين هم من الأطفال".
وتضيف شيخو أن "جميع قاطني المدرسة هم من العائلات الفقيرة ولا يستطيعون تأمين لقمة عيشهم لعدم تمكنهم من الخروج للعمل في ظل حظر التجول، كما أن الأطفال حرموا من مدارسهم ومن التعليم ومن بينهم طلاب الشهادات الإعدادية والثانوية".
توقف المساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية للنازحين مع بداية العام الحالي ما تسبب بظروف معيشية صعبة للنازحين في ظل حظر التجول
بدوره يؤكد المواطن محمد محمد سعيد (70 عام) أن "المساعدات التي كانت تصلهم قبل بداية العام الحالي كانت جيدة وتكفيهم لكن هذه المساعدات توقفت ولا يصلهم سوى الخبز ومياه الشرب في ظل أوضاعهم الاقتصادية الصعبة من جهة وارتفاع أسعار المواد الغذائية من جهة أخرى".
ويضيف محمد سعيد أن "بعض النازحين يحتاجون إلى الأدوية وأن ما يصلهم من الأدوية يقتصر على المسكنات فيما هم بحاجة إلى رعاية صحية في ظل ظروفهم المادية الصعبة بعد أن تركوا كل ممتلكاتهم خلفهم بسبب الحرب".
الجدير بالذكر أن الجيش التركي والفصائل السورية المتشددة الموالية لها، أعلنت عن عملية عسكرية في شمال وشرقي سوريا باسم "نبع السلام" في التاسع من شهر تشرين الأول/ اكتوبر 2019 ما أدى لسيطرة الجيش التركي على مدينتي سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض وأجزاء من ريفهما، ونزوح مئات الآلاف من السكان المحليين من منازلهم باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
التعليقات