نجم الدين خليل-حلب/ايزدينا
بدأ أبناء الديانة الإيزيدية في مدينة حلب بالتحضيرات لعيد "خضر إلياس" أو ما يعرف باسم "البيخون" أو "بوخين" والذي يصادف في شهر شباط/ فبراير في كل عام.
ويعد عيد "خضر إلياس" مناسبة دينية مقدسة لدى الإيزيديين، حيث يتم صنع "البيخون" بتحميص أكثر من سبعة أصناف من المحاصيل الزراعية من الحبوب.
تقول حسناء جمو وهي إحدى النساء المشاركات بتحضير "البيخون" في البيت الإيزيدي بحلب لموقع ايزدينا، إنه يتم تحضير "البيخون" من سبع أنواع من المحاصيل والحبوب الزراعية ليتم تحميصها وطحنها وتوزيعها على الشابات والشباب غير المتزوجين كي يروا نصيبهم في الأحلام ليلة الخميس.
من جهتها توضح الإدارية في البيت الإيزيدي بحلب رانيا جعفر أن سبب تسمية "البيخون" بهذا الاسم يعود لمكوناته الطبيعية التي تكون خالية من الدم "بي خون"، وهي ما تنتجه الأرض من حبوب كالحمص والقمح والشعير والعدس والذرة الصفراء والذرة البيضاء.
وتضيف جعفر أن الإيزيديين يصومون ثلاثة أيام في هذا العيد ولا يأكلون أي شيء فيه دماء أو من منشأ حيواني ويفطرون خلال صيامهم بأكل الزبيب، لافتة إلى أنه لا يجوز ذبح الذبائح "الأضحية" في هذا العيد.
وتشير جعفر أن الفتيات تقمن بقص جزء صغير من جدائلهن لأنه في هذا الشهر يتجدد كل شيء في الطبيعة لذلك يجب قص الشعر كي يتجدد ويزيد طولاً، كما لا يجوز الذهاب إلى الأراضي الزراعية ولا صيد الحيوانات بحسب تقاليد العيد.
بدوره يقول الشيخ الإيزيدي قنبر جمو لموقع ايزدينا إن الإيزيديين يحتفلون بهذا العيد منذ القدم في الخميس الأول من كل شهر شباط/ فبراير بحسب التقويم الشرقي، والذي يصادف هذا العام في الثامن عشر من شهر شباط/ فبراير الجاري، ويستمر ليومي الخميس والجمعة.
ويضيف الشيخ جمو أنهم يأملون ويترجون من الخالق في هذا العيد أن يحتفلوا بعيدهم في السنة المقبلة في مدينتهم عفرين بعودة المهجرين الكُرد والإيزيديين إلى منازلهم وقراهم، إضافة لعودة جميع مهجري ونازحي الكُرد وإيزيدي شنكال/ سنجار وسري كانيه/ رأس العين إلى منازلهم والاحتفال بهذا العيد في قراهم في العام المقبل.
ويشير الشيخ جمو أن المحتلين قاموا باحتلال عفرين ودمروا مزارات الإيزيديين الدينية وجرفوا قبور موتاهم وضيقوا على الإيزيديين المتبقين في مناطقهم، فلم يعد باستطاعتهم حتى قراءة "الفاتحة" على أرواح موتاهم في المقابر.
يذكر أن عيد "البيخون" يتم تشبيهه بعيد الحب وعيد تحقيق الأمنيات لأنه بعد تناول "البيخون" والخلود الى النوم يطلب الإيزيديون أمنياتهم من الخالق لتحقيقها ورؤية ما يخبئه لهم القدر.
التعليقات