مؤسسة ايزدينا
نشرت القناة التركية الرسمية "TRT World"، الخميس الفائت، تقريرًا مصوراً باللغة الإنكليزية حول أبناء قرية "فقيرو" الإيزيدية في مدينة عفرين، تضمن الكثير من التضليل والتحريف لقول نُسِبَ إلى أحد المدنيين الإيزيديين في القرية.
وأدلى المواطن الإيزيدي ميرزا ميرزا، تصريحًا باللغة العربية، ولكن فريق القناة التركية قام بتخفيض مستوى الصوت العربي وإضافة تعليق صوتي لمعد التقرير باللغة الانكليزية.
ادّعى معد التقرير باللغة الإنكليزية أن "الإيزيديون هربوا عام 2013 نتيجة إرهاب حزب العمال الكردستاني"، وذلك على لسان المدني الإيزيدي ميرزا ميرزا.
إلا أن فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا والذي يعمل قسم منه بشكل سري داخل عفرين، فنَّد كل ما جاء في التقرير، وأكد أن التصريح باللغة العربية هو مختلف عن الترجمة كثيراً، فالمواطن الإيزيدي قال "إن الإيزيديين هربوا من مدينة حلب عام 2013 نتيجة معارك النظام السوري"، ولكن القناة لم تترجم كلامه بشكل دقيق.
وبدأ نزوح الإيزيديين عن الأحياء التي كانوا يسكنون فيها بمدينة حلب مثل "الأشرفية والشيخ مقصود"، بعد قصف النظام السوري لمناطقهم، ففي 31 كانون الثاني/ يناير من عام 2013، قصفت الطائرات الحربية التابعة لنظام الأسد حي الأشرفية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرين مدنيًا وإصابة 40 آخرين.
كما قصف النظام السوري حينها حي الشيخ مقصود، ما أسفر عن مقتل طفل وإصابة امرأتين، فضلًا عن أن الانفجار الذي حدث في جامعة حلب في شهر كانون الثاني/ يناير من نفس العام؛ راح ضحيته آنذاك 87 جامعياً وأكثر من 150 جريحاً.
هذا الاستهداف المباشر لمناطق توزع الإيزيديين في حلب، واستهداف الجامعة التي كان يدرس فيها الطلاب الإيزيديون، كان سبباً رئيسياً لنزوحهم إلى مدينة عفرين.
لقد قام معد التقرير في القناة التركية بتحريف قول المدني الإيزيدي بشكل واضح، وهذا الأمر يؤكد مدى ابتعاد القنوات التركية الحكومية عن المهنية وافتقارها لأدنى أخلاقيات مهنة الصحافة في نقل الخبر، فضلاً على أن المدني الإيزيدي الذي ظهر في التقرير كان قد تم اعتقاله تعسفياً في وقت سابق من قبل الفصائل العسكرية التي تدعمها تركيا.
تؤكد مؤسسة ايزدينا أن الإعلام التركي الحكومي، نشر في وقت سابق؛ تقارير مصورة كان يتم فيها إجبار وإكراه المدنيين الإيزيديين في مدينة عفرين على الإدلاء بشهادات مزورة حول واقع الإيزيديين في المدينة.
وتمتلك مؤسسة ايزدينا وثائق تؤكد انتهاكات فظيعة يعاني منها الإيزيديون بعفرين في ظل سيطرة فصائل المعارضة المتشددة الموالية لتركيا، فضلاً عن نشاطات تقوم بها تركيا والفصائل الموالية لها لإجبار الإيزيديين على اعتناق الدين الاسلامي، وبناء المساجد داخل القرى الإيزيدية، واختطاف النساء وتعذيبهم، وهو ما جاء في تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة للأمم المتحدة.
تطالب مؤسسة ايزدينا المجتمع الدولي وكافة المؤسسات الأجنبية بالابتعاد عن المواد الإعلامية التي تنشرها الحكومة التركية حول واقع المناطق السورية المحتلة، وتؤكد ايزدينا أن تركيا تمارس عبر أذرعها العسكرية من فصائل ما تسمى "الجيش الوطني السوري" أبشع الانتهاكات بحق المدنيين السوريين في مدينة عفرين وسري كانيه/ رأس العين.
التعليقات