أفين شيخموس-قامشلو/ ايزدينا
قال المحلل الأمريكي في الصراعات الدولية الدكتور ثورو ريدكرو، إن تركيا غزت عفرين لأنها مدينة علمانية ويغلب فيها طابع التسامح، حيث ازدهرت المدينة وأصبحت مأوى لآلاف اللاجئين في عهد إدارتها من قبل الادارة الذاتية الديمقراطية.
حديث ريدكرو جاء خلال مشاركته عبر تطبيق "زووم" في الندوة الخاصة باستذكار ضحايا الاحتلال التركي لمنطقة عفرين التي نظمتها مؤسسة ايزدينا بالمشاركة مع مؤسسة أورنينا، في مدينة قامشلو/ القامشلي، الخميس، تحت عنوان "عفرين تحت الاحتلال .. ثلاث سنوات من الانتهاكات".
ويعتبر ريدكرو متخصص في الدراسات الكردية، وزار العديد من مدن "روج آفا" وكتب عن انتهاكات تركيا لحقوق الإنسان.
وأوضح ريدكرو أن عفرين أثبتت أن الديمقراطية يمكن أن تكون نموذج يحتذى به في الشرق الأوسط الأمر الذي يشكل خطراً على تركيا، وعلى كل التنظيمات الإرهابية الجهادية المدعومة من قبل تركيا والتي تعمل لصالحها.
وأضاف ريدكرو أن تركيا طمعت باقتطاع عفرين كما اقتطعت "هاتاي" سابقاً، لافتاً إلى أن تركيا احتلت عفرين عبر استعمالها "لـلـمرتزقة" وليس عبر جنودها، أي عبر "داعش وهيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة".
وأشار ريدكرو أن النظام التركي ساند "المرتزقة" بالطيران والمدفعية بشكل صارخ، وانتهك حقوق الإنسان بممارساته.
وأكد المتخصص في الدراسات الكردية أن ما قامت به الفصائل الإسلامية الراديكالية من نشر فيديوهات تصف الكرد بالملاحدة، والتمثيل بجثث نسائهم، يعتبر من أفظع الانتهاكات التي رصدتها "هيومن رايتس ووتش".
ولفت ريدكرو أن تركيا شردت ما يقارب من نصف مليون كردي من منزله بعد تدمير تمثال كاوا الحداد الذي يرمز لتاريخ الكرد، منوهاً أن يجب تذكر ذلك وعدم نسيانه وخاصة أن عيد نوروز بعد أيام.
وأضاف ريدكرو أن تركيا تقوم بالاغتيالات والاعتداءات الجنسية وحرق القرى والغابات والمزارات الدينية، ونهب المنازل والأراضي، والمطالبة بالفديات، وقطع أشجار الزيتون وبيع زيوته في أوروبا.
وأشار المحلل الأمريكي إلى أن تركيا تقوم بتعليم الأطفال في منطقة عفرين اللغة التركية عنوةً، ويمارسون سياسة تتريك في المنطقة، ويعطون "المرتزقة" كل الصلاحيات للممارسة الانتهاكات وارتكاب الفظائع، موضحاً أن حتى ممثلة مسد في واشنطن سينم محمد تم سلب منزلها أيضاً.
وأكد ريدكرو أن تركيا والفصائل الموالية لها اعتدت بشكل ممنهج على أبناء المكون الإيزيدي، وتم سرقة منازلهم وارتكاب فظائع تماثل ما فعلته "داعش"؛ مستشهدين بآيات من القرآن لتبرير أفعالهم.
ونوه ريدكرو إلى أن العديد من القادة الترك عبروا عن ارتباطهم بالجهاديين ووصفوا هجماتهم بـ "الغزو"، ورفعوا علم تركيا فوق المباني، ما يدل أن ما قامت به تركيا هو غزو وليس تحرير.
واختتم ريدكرو مداخلته بالقول إن ما تفعله تركيا ليس فقط خطر على كرد سوريا وإنما على كل مكوناتها، آملاً أن يقوم المجتمع الدولي بوقف انتهاكات تركيا وإطلاق سراح جميع المعتقلين.
التعليقات