مصدر الصورة: صفحة جمعية "قوافل الخير" على الفيسبوك
ليث المحمد- إدلب/ ايزدينا
تعمل جمعية" قوافل الخير" أو ما تعرف باسم" جمعية جهادنا رغيفهم" والتي تتخذ من مدينة "الريحانية" التركية مقراً أساسياً لها، على ربط النشاط الإنساني ومد يد العون للمحتاجين للمساعدة، بهدف آخر تحمله على عاتقها، وهو "الدعوة الإسلامية" عبر مشاريع ونشاطات دعوية تشمل الكثير من المناطق السورية، والتي تستهدف من خلالها كافة فئات وشرائح المجتمع السوري وخصوصاً فئة "الشباب".
ويرى ناشطون ومراقبون أن هذا الفعل مخالف لمبادئ النهج الذي يقوم عليه العمل الإنساني، حيث أن من المهم عدم استغلال الظرف والحالة للأشخاص الذين هم بأمس الحاجة للدعم، لتنفيذ نشاط آخر، متعلق بالدعوة لدين أو مذهب معين، لأن الإنسانية لا تتجزأ ولا تعرف المناطقية أو الأديان أو المذاهب أو الطوائف أو الألوان.
يقول الناشط الإعلامي "فراس محمد" وهو (اسم مستعار) لموقع ايزدينا إن جمعية "جهادنا رغيفهم" تأسست بتاريخ 16/12/2012، وهي منظمة مرخصة بشكل رسمي في تركيا وتعمل في مجال إيصال المساعدات الإنسانية إلى الداخل السوري، وخاصة إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة هيئة "تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً).
ويضيف محمد أن نشاط هذه الجمعية امتد إلى عدد من المدن والبلدات والقرى في الشمال السوري، فضلاً عن نشاطاتها في العديد من دول العالم مثل "تركيا وأندونسيا والسودان ومصر وغينيا وغيرها".
ويشير محمد أن الجمعية تقوم بتقديم مادة الخبز بشكل مجاني، ومنح كفالات مالية للأطفال الأيتام، إضافة "لوقف خيري" للأيتام وآخر للمساجد، وعدة أنشطة أخرى تتعلق بتقديم التدفئة والغذاء وغيرها من النشاطات.
ويرى محمد أنه رغم كل تلك الأعمال الإنسانية التي تقوم بها الجمعية إلا أنها لم ترسم الجانب الإنساني بصورته الصحيحة، لأن الجمعية تقوم باستغلال هذه الأنشطة للترويج والدعوة للدين الإسلامي، وهو ما يخالف طريقة مد يد العون للإنسان المحتاج، بغض النظر عن دينه وعرقه ومذهبه ولونه.
ويضيف محمد أن ذلك لا يعني عدم احترام حرية الدين والمعتقد ومنع نشر ثقافات أي دين ومنها الدين الإسلامي، بل لا بد هنا من فصل العمل الإنساني بشكل كامل عن الدين أو المذاهب.
![]() |
مصدر الصورة: صفحة جمعية "قوافل الخير" على الفيسبوك |
من جهته يقول الحقوقي "سليمان نصر" وهو ( اسم مستعار) لموقع ايزدينا، إنه يحق لجميع أتباع الأديان التحدث عن دينهم ونشره بالطرق المتاحة، وهو أمر لا خلاف عليه، مشيراً إلى ما أصبح واقعاً في سوريا هو كثرة الجمعيات والمؤسسات التي تتحدث عن الإنسانية ولكن تعمل بخلاف ذلك، فمن غير المنطقي أن تكون مؤسسة إنسانية ودعوية بنفس الوقت، لأن ذلك يعتبر استغلالاً للعمل الإنساني.
ويضيف نصر أن من أبرز هذه المنظمات والمؤسسات التي تقوم باستغلال العمل الإنساني لممارسة العمل الدعوي هي "وقف الديانة التركية، منظمة IHH، منظمة ساعد الخيرية، منظمة يداً بيد، وجمعية قوافل الخير".
ويشير نصر إلى أنه على كافة المؤسسات الإنسانية التي تنتهج هذا النهج في عملها أن تعيد النظر مرة أخرى وتحاول الالتزام بمعايير العمل الإنساني بعيداً عن استعماله كغطاء لهدف آخر.
الجدير بالذكر أن معظم الجمعيات والمؤسسات الإنسانية التي تصف نفسها بأنها إنسانية وتقوم بأعمال ودعوية بذات الوقت، تكون مدعومة من قبل أفراد وليست تابعة لحكومة معينة، فالداعم غالباً يملي متطلباته وشروطه على هذه المؤسسات، وغالبية داعميها من دول الخليج مثل قطر والسعودية والكويت، أو من تركيا وغيرها من الدول.
التعليقات