نجم الدين خليل-حلب /ايزدينا
أفاد فريق الرصد التابع لمؤسسة ايزدينا في عفرين أن جمعية خيرية تابعة لدولة الكويت، تقوم منذ فترة ببناء مستوطنة سكنية داخل قرية إيزيدية بريف عفرين، بهدف تغيير ديمغرافية القرية.
وأوضح فريق الرصد أن "الجمعية الخيرية العالمية للتنمية والتطوير" والتي تتخذ من دولة الكويت مقراً رئيسياً لها، تقوم بتمويل مشروع بناء المستوطنة الجديدة، إضافة لتمويل مقدم من جهات رسمية تركية، حيث سيتم توطين أكبر عدد ممكن من الأرامل المتواجدات بمخيمات إدلب فيها.
وعبرّ مجموعة من سكان القرية الإيزيدية لفريق رصد ايزدينا عن مخاوفهم من أن بناء مسجد في قريتهم وتوطين أعداد كبيرة من المستوطنين فيها، يساهم في تغيير التركيبة السكانية للقرية وتغيير ديمغرافيتها، حيث بقي من سكان القرية الإيزيدية حوالي /50/ شخصًا فقط بعد أن كان عددهم يفوق /450/ شخصًا قبل احتلالها من قبل قوات الاحتلال التركي وفصائل المعارضة السورية المسلحة الموالية لها.
واستطاع فريق الرصد تصوير مكان بناء المستوطنة الجديدة، حيث تقوم جمعية "الأيادي البيضاء" ببناء وحدات سكنية في المستوطنة التي تحمل اسم "قرية بسمة" السكنية وذلك في قرية شاديره/ شيخ الدير 16 كم جنوبي مدينة عفرين.
وأشار الفريق إلى أن المستوطنة التي سيتم بناؤها من قبل جمعية "الأيادي البيضاء" والتي تعرف عن نفسها بأنها جمعية خيرية ولديها 45 شريك تدعم مشاريعها، ومنها "جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية الكويتية، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في دولة الكويت، الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، رحماء بينهم القطرية، بيت الزكاة الكويتي، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، جمعية الإصلاح ولجنة الأعمال الخيرية البحرينية، جمعية النجاة الخيرية الكويتية، حملة لشامنا ذخر وسند الكويتية".
وأضاف الفريق أن جمعية "الأيادي البيضاء" ستقوم ببناء ثمانية كتل سكنية تضم 96 شقة سكنية بمساحة 45 متر مربع لكل شقة، على أن تشمل أيضاً على مرافق عامة ومسجد ومدرسة ومركز صحي ومركز لإدارة القرية.
ونوه الفريق أن الوافدين إلى القرية من المقرر أن يكونوا من النساء الأرامل وأطفالهن حصراً، والذين سيتم جلبهم من مخيمات الأرامل في ريف إدلب الشمالي، كالمخيمات الموجودة في "آطمة، وسرمدا، وبابسقا" بريف إدلب وذلك تحت رعاية وإشراف جمعية "الأيادي البيضاء".
وأضاف الفريق أن الجمعية التي تقوم ببناء المستوطنة الجديدة استأجرت الأرض التي بدأت ببناء السكن فيها من المواطن زياد حبيب لمدة خمسة سنوات قابلة للتجديد، وذلك بعد ضغوط وتهديدات تلقاه من المسلحين الذين يسيطرون على القرية.
وتعتبر قرية شاديره/ شيخ الدير 16 كم جنوب مدينة عفرين، قرية إيزيدية يسكنها بعض المسلمين الكُرد، نزح أغلب سكانها عنها جراء احتلال القوات التركية ومسلحي "الجيش الوطني السوري" لمدينة عفرين في 18 آذار/ مارس 2018 بسبب خشيتهم من انتقام الفصائل المسلحة التي تضم في صفوفها مقاتلين إسلاميين متشددين، ويعتبرون الإيزيديون "كُفار" بحسب وجهة نظرهم.
وكانت مؤسسة إيزدينا وثقت مقتل المدني نوري عمر شرف المعروف باسم نوري جمو عمر من مواليد 1958 برصاصة في الرأس، داخل منزله في قريته شاديره/ شيخ الدير في 13 آب/ أغسطس 2020.
وتم اعتقال شرف بشكل تعسفي في آب/ أغسطس عام 2019 من قبل فصيل "فيلق الشام" التابع لما يسمى "الجيش الوطني السوري" حيث تعرض حينها للتعذيب الجسدي بشكل وحشي وخطير، عن طريق رميه داخل حفرة وتعذيبه فيها وإخباره بأنه سيدفن في هذه الحفرة، إلا أن تم الإفراج عنه بعد عشرين يوماً من التعذيب بعد قيام أبنائه بدفع ما يقارب الـ 12 ألف دولار أمريكي إلى المسلحين المنتمين لـفصيل "فيلق الشام" مقابل إطلاق سراحه".
وكانت مؤسسة ايزدينا وثقت بالفيديو في تقريرها المنشور بتاريخ 19 نيسان/ أبريل الفائت، قيام جمعيات خيرية تابعة لدولة الكويت ببناء قرى على أطراف مدينة عفرين بهدف تغيير ديمغرافية المنطقة عبر توطين أكبر عدد ممكن من الوافدين إلى المنطقة، حيث بدأت "جمعية شام الخيرية" بإعمار مستوطنة تحت اسم قرية "كويت الأمل" قرب حرش قرية خربة الخالدية 6 كم شرقي عفرين وذلك بجانب قرية "البركة" التي أنشأتها منظمة "البركة" قبل أقل من عامين.
وذكرت مؤسسة ايزدينا في تقريرها المنشور آنذاك وبالاعتماد على المعلومات التي حصل عليها فريق الرصد، قيام "جمعية شام الخيرية" بقطع عشرات الأشجار من حرش قرية خربة الخالدية عند البدء ببناء القرية التي تتسع لـ 300 عائلة من أجل توطين نازحين من المكون العربي فقط من الوافدين لمدينة عفرين.
التعليقات